وفق دراسات علمية، فإنّ الهواتف تمثّل أرضاً خصبة للجراثيم والفيروسات على أنواعها، وتشكّل مساحة حاضنة لها مما يبقيها على سطح الهاتف لأيام عديدة.
مع تفشّي فيروس كورورنا وإعلان حالة التعبئة العامة في لبنان والطلب من المواطنين البقاء في منازلهم في محاولة لكسر سلسلة انتشار الفيروس، إنتشرت على الوسائل الإعلامية كافة إرشادات تساعد على عدم انتقال العدوى مِثل غسل اليدين وتعقيم المشتريات وعدم المصافحة وما إلى ذلك. في هذا السياق كان لا بد من الاضاءة أيضاً على ضرورة تعقيم الهواتف، كونها على تماس دائم مع الوجه والأذن والفم واليدين. وهنا من المنطقي الاستنتاج أنه مهما فعل المستخدم واتخذ احتياطات، يمكن لهاتف ملوّث بالفيروس أن يطيح كلّ ذلك. تخيّلوا أنّ المستخدم كان يتسوّق وأجرى اتصالاً من هاتفه أو لمس هاتفه لأيّ سبب كان، ثم عَقّم يديه والأغراض التي اشتراها، ثم عاود استخدام هاتفه ثانية من دون تعقيمه. فإذا كان الهاتف ملوثاً بالفيروس، فإنه سينقل العدوى إلى حامله بغضّ النظر عن الاحتياطات الأخرى.
تعقيم الهاتف
بات من المؤكد، بحسب الخبراء، أنّ المطهّرات التي تحتوي على 70 في المئة من الكحول على الأقل، أثبتت فعاليتها في القضاء على الجراثيم وعلى فيروس كورونا أيضاً. لذلك يمكن استخدام المعقّمات التي تحتوي على هذه النسبة من الكحول أو مناديل التطهير، ومسح الأسطح الصلبة على الهاتف، التي لا مسام لها مثل الشاشة أو لوحة المفاتيح أو الأسطح الخارجية الأخرى. ومن المفضّل، قبل القيام بهذه العملية، إيقاف تشغيل االهاتف أولاً، وتجنّب استخدام مواد التبييض أو إغراق الهاتف في مواد التنظيف، أو السماح بدخول الرطوبة إلى أي فتحة من هيكله. أما في ما يختصّ بعدد المرات التي ينبغي تنظيف الهاتف فيها، فإنها تختلف باختلاف طبيعة المهام والأعمال التي يؤديها حامله، فالطبيب الذي يختلط بالمرضى عليه أن ينظّف جهازه عدة مرات، بينما بمقدور المستخدم العادي أن يقوم بذلك على نحو أقل، أي أن الأمر يتوقّف على حجم التفاعل مع الآخرين. في سياق متصل، وإلى جانب تعقيم الهاتف، نُشدّد على عدم إعارة الهاتف لأيّ كان، لأنّ لمس الآخرين للهاتف، ومن ثم إعادته لحامله، هو بمثابة مصافحة ذلك الشخص، وهو الأمر غير المحبّذ في الفترة الحالية، هذا إذا لم يستخدم الشخص الآخر الهاتف للقيام باتصال، وينثر عليه الفيروس من فمه مباشرة. كذلك من المهم عدم وضع الهاتف على أي سطح يمكن أن يكون ملوّثاً، لأنّ ذلك أيضاً يؤدي إلى نقل كورونا.