«الكورونا» تتقدم في لبنان، والتقديرات الطبية لا تطمئن، خاصة عقب وفاة لبناني آخر في الخامسة والخمسين من العمر.
الضحية الثانية مارون كرم مدرّس من منطقة المتن، لا يعاني مرضا ولم يكن على سفر انما التقط الفيروس من تلميذه العائد من الخارج، وبالتزامن اعلن مدير مستشفى رفيق الحريري الحكومي ارتفاع عدد المصابين في مستشفاه الى 61، بينما تحدث رئيس بلدية عمشيت عن وجود 15 اصابة في مستشفى سيدة المعونات في جبيل. وامام هذا التطور، اجتمعت لجنة الطوارئ الخاصة بمكافحة الكورونا عصر امس، وناقشت اجراءات صارمة، أعلنها رئيس الحكومة حسان دياب قائلا: «لبنان كان من اولى الدول التي اتخذت اجراءات في موضوع فيروس كورونا، وواكب كل الحالات، وصدرت اصوات تهاجم الحكومة خصوصا عندما أعلنا تعطيل المدارس، اتخذنا منذ البداية اجراءات صارمة في المطار واجراءات احترازية»، مشيرا الى انه «نواجه مرضا يتفشى في معظم الدول بالعالم والحكومة لم تتأخر عن اي اجراءات لحماية اللبنانية، وحفاظا على الصحة العامة طلبت من الادارات العامة والبلديات وضع جدول مناوبة بالحد الادنى من الموظفين».
ولفت دياب الى انه طلب «اتخاذ جميع التدابير لمنع التجمعات العامة والخاصة كما طلبت من ارباب العمل في جميع القطاعات اتخاذ التدابير لحماية العمل، اضافة الى وقف جميع الرحلات الجوية والبرية الى كل من ايطاليا والصين وايران وكوريا الجنوبية»، مشددا على ان «لجنة المتابعة تتابع رصد كل الحالات وترفع التوصيات بناء على كل مستجد»، مبينا انه «تم اعطاء مهلة 4 ايام للبنانيين الراغبين بالعودة والبعثات الديبلوماسية واليونيفل».
كما جرى تعليق العمل بالوزارات والادارات العامة، وشمل الاغلاق كازينو لبنان الذي يستقبل ليليا نحو 4 آلاف شخص كمعدل يومي وسطي بحسب مديره العام رولان خوري الذي ابلغ وسائل الاعلام بأن الرئيس ميشال عون اتصل به شخصيا طالبا بالاقفال تجنبا للفيروس.
وكشف مدير مستشفى رفيق الحريري الدكتور فراس الابيض ان معدل الاصابة بكورونا يزداد بنسبة 30%.
في غضون ذلك، غرد وزير الصحة حمد حسن عبر تويتر قائلا: قطار تجهيز المستشفيات الحكومية انطلق، مذكرا بأن «كل الدول عجزت عن الحل»، وناشد المواطنين الاعتماد على الوقاية الشخصية.
واعلنت اربع مستشفيات جامعية هي: «الاميركية» و«اوتيل ديو» و«اللبنانية الاميركية» و«الروم» المباشرة بتجهيز اجنحة خاصة لمعالجة مصابي كورونا.
المدير العام للطيران المدني فادي الحسن اكد امس ان مطار رفيق الحريري الدولي لن يغلق بالكامل.
لكن رئيس الحكومة السابق سعد الحريري دعا الى اقفال ابواب لبنان بوجه كورونا من اي دولة اتى، ولتتقدم سلامة اللبنانيين على اي اعتبار، وقال في تغريدة له امس: لبنان في دائرة الخطر شأنه شأن كثير من البلدان التي بادرت لاتخاذ قرارات شجاعة ومسؤولة، فأقفلت الاجواء والحدود ووضعت مناطق بكاملها تحت الحجر الصحي، والخطر بات يتطلب استنفارا لكل الميادين الرسمية والاهلية والمنظمات الرسمية والاهلية.
على صعيد المصارف وعلاقتها بزبائنها، فقد انتهى اجتماع النائب العام التمييزي غسان عويدات والمدعي العام المالي علي ابراهيم مع جمعية المصارف واصحاب المصارف الى سلسلة تدابير تحمي حقوق المودعين والقطاع المصرفي على ان تلتزم المصارف خلال سنة كاملة بالشروط التالية: الدفع النقدي للمودعين بالليرة اللبنانية بما لا يقل عن 25 مليون ليرة شهريا، وتمكين الموظفين من سحب كامل رواتبهم بالعملة الوطنية نقدا ومن دون تقسيط، وتأمين اقساط التعليم والطبابة وكل ما هو ضروري عبر تحويلات اجنبية الى الخارج، وتأمين شراء المواد الغذائية والمستلزمات الطبية من الخارج، وعدم تحويل الدولار الى الليرة من دون رضا العميل، ودفع كامل المبالغ المحولة من الخارج بالعملة الاجنبية وعدم حجزها.