ألمشكلة عند عدد كبير من اخوتي اللبنانيين، خاصة" بالظروف الاقتصادية والصحية يللي عم نمر فيا حاليا"، انو بيفكرو حالن بيفهمو كل شي، وبيقدرو يناقشو كل المواضيع على قاعدة انو الحقيقة بيعرفوها هني حصريا" ولا مجال للاخد والرد فيها. المشكلة الاكبر انو المناقشة بتتحول لشريعة طويلة عريضة، وخلافات غالبا" ما بتودي لقطع العلاقات بين الاصحاب، والاصدقاء، وحتى اعضاء العيلة الواحدة.

بعلم مبادئ وتقنيات التواصل، اهم ركيزة تيكون التواصل مفيد وفعال هي المعرفة، بمعنى انو المحاور لازم يكون مضطلع على الموضوع، تيكون عندو القدرة على تحليلو، وتبادل الآراء مع الشخص يللي عم يتحاور معو. اذا حطينا على جنب برامج الحوارات التلفزيونية، والاذاعية، والمحاضرات الجدية، يللي عادة" هيك بتتصرف، منلاقي انو الحوارات بالصالونات، واللقاءات، والجلسات العادية باغلبيتها، ما بتودي لاي نتيجة لانو عنصر المعرفة غائب.

اول مثل حابب شارككن في، هو وقت ما كنا مجموعة عم نتداول بموضوع موازنة 2020، يللي كانت انتهت من وضعها لجنة المال بالبرلمان. واحد من الموجودين بلش يقوص عليها، ويقول انو ما بتسوى شي، ورح تودينا على الهاوية. طلبت الكلام وقلتلو: " طيب يا صديقي العزيز، هل يا ترى انت قرأتها وبتعرف شو فيها؟" جاوبني: "للصراحة لأ، بس سمعت عنا شوي"

المتل التاني، حصل اثناء دردشة مع احد الاشخاص المتحمسين على مسألة دفع او عدم دفع "اليوروبوندز". متل العادة كان قايم قيامتو على الدولة، وعم بيهبط حيطان، وعم بيأكد انو ما قدامنا غير الخراب. قلتلو: "اعذرني اذا كنت جاهل بهل العمر، فيك تفسرلي شو يعني "يوروبوند"، وليش في احتمال يعملولنا مشكل بالبلد". ما فيني اوصفلكن قديش تلبك، وتلعثم، وجرب يفسر كيف ما كان، الى ان تدخل شخص آخر من المهنة المصرفية، وعطانا شوية معلومات مفيدة بس ضلت مبهمة.

المتل التالت، صار وقت ما الوزيرة النشيطة والسابقة ندى البستاني كانت بآخر مقابلة عم تعرض خطة الكهرباء يللي تعرقلت كيديا" من بعض الاطراف (وهيدا شي هني قالو مش انا). بلش الحديث احد الموجودين قدام الشاشة قبل المقابلة، انو هل الخطة رح تكلف مصاري واعباء باهظة على المواطن، وهيدا شي مش مقبول. وقت ما فرجت الوزيرة جدول الكلفة لكل المشاهدين، واثبتت انها ارخص من سعر الموتورات وباقي العروض، استغرب وقال: "والله ما كنت عارف هل الشي. قولك يا سمير مزبوط؟"

ثلاث امثلة وبعد في كتير، بتفرجينا قديش البعض بلبنان بيدعو الفهم والمعرفة، وبيستعملو هل الادعاء اما عن حسن نية وهيدي مصيبة، اوللظهو والفصاحة وحب الذات، وهيدي مصيبة افظع. والشغلة يللي حقيقة" بتفزع هي، وقت ما مدعي المعرفة بيحملو اليافطات بالمظاهرات وبيمشو فيون وهني مش فهمانين شو مكتوب عليها.

ما غلط يللي قال: اذا كان الكلام من فضة، فالسكوت من دهب