2025- 01 - 11   |   بحث في الموقع  
logo المفتي إمام: شهادة للتاريخ بحقّ الرئيس عون logo بيان للجيش: تفجير ذخائر غير منفجرة logo ميقاتي: لترسيم الحدود والشرع: على مسافة واحدة من الجميع logo برنياع إلى الدوحة.. مفاوضات غزة في ملعب الاحتلال logo ماذا بعد الخميس وانتخاب الرئيس ؟ (نقولا الشدراوي) logo قوى الأمن تضبط شاحنة محمّلة بخزانات حديدية تستخدم في تصنيع المخدرات logo أثناء نقل مواطنين أثاث منزلهم في عيترون… إليكم ما رمته “درون” إسرائيليّة عليهم logo مصادرة 8 أطنان من البطاطا المهرَّبة من سوريا
كيف لمخلوق بحري صغير أن ينقذ ملايين البشر؟
2020-03-08 10:55:21

لا يعلم معظم الناس حول العالم أن صحتهم يمكن أن تعتمد على سرطان بحري يعرف بدمه الأزرق، ويشبه شكله مزيجا من العنكبوت والقملة العملاقة.

ويعتبر هذا السرطان البحري الذي يعرف باسم سرطان “حدوة الحصان” أحد أقدم الأحياء في عالمنا على الإطلاق – حتى إنه أقدم من الديناصورات، ويعتقد البعض أنه يعيش على الكوكب منذ نحو 450 مليون سنة.

ويمكن مشاهدة هذا النوع من السراطين في المحيط الأطلنطي أثناء المد المرتفع في الفترة ما بين الربيع وحتى أوج موسم التزاوج في أيار، وحزيران في الليالي التي يكون فيها القمر بدرا أو مُحاقًا.

ولحسن الحظ أن هذه “الحفريات الحية” لا تزال توجد في المحيط الأطلنطي، والهندي والهادئ، وقد أسهمت ولا تزال في إنقاذ ملايين الأرواح حول العالم.

يستخلص العلماء الدم الأزرق من سراطين حدوة الحصان منذ حقبة السبعينيات من القرن الماضي، ويستخدمونه في اختبار تعقيم الأدوات الطبية والعقاقير التي تُحقن في الوريد ومدى صلاحيتها للاستخدام.

ومن الممكن أن يؤدي وجود بكتيريا ضارة على أسطح الأدوات الطبية إلى قتل المريض، لكن الدم الأزرق في سرطان حدوة البحر شديد الحساسية للسموم البكتيرية.

ويستخدم هذا الدم في الكشف عن أي تلوث أثناء تصنيع كل ما يُمكن إدخاله في الجسم البشري، من لقاحات تطعيم وحُقَن وريدية وحتى الأجهزة الطبية التي تُزرَع داخل الجسم البشري.

تجارة كبرى

يتعرض نحو نصف مليون من سراطين حدوة الحصان في المحيط الأطلنطي للصيد سنويا من أجل الانتفاع بها في مجال الطب الحيوي، بحسب لجنة مصايد أسماك الدول المطلّة على الأطلنطي.

ويُعدّ الدم الأزرق لهذه السراطين أحد أغلى السوائل عالميا؛ ويصل ثمن اللتر الواحد منه إلى 15 ألف دولار.

لماذا الدم الأزرق؟

يأتي اللون الأزرق من النحاس الموجود في دم سرطان حدوة الحصان – وفي الدم البشري، تؤدي ذرات الحديد الوظيفة نفسها فتصبغه باللون الأحمر.

لكن ليس لون الدم في هذه السراطين هو ما يهمّ العلماء فحسب؛ فبالإضافة إلى النحاس، يحتوي هذا الدم على نوع خاص من العناصر الكيميائية يحاصر البكتيريا عبر التجمّع (التجلّط) حولها.

ويمكن لهذه المواد الكيميائية أن تتبّع مسار البكتيريا مهما كانت كميتها ضئيلة. وتوظَّف عملية التجمع (التجلّط) حول البكتيريا في عمل اختبارات تعقيم بكتيريا الخلايا الأميبية LAL و TAL باستخدام دماء السراطين الأميركية والآسيوية على الترتيب.

ماذا يحدث للسراطين بعد ذلك؟

يمكن امتصاص 30 في المئة من دم سرطان حدوة الحصان بحقنة تخترق مُحارَه على مقربة من القلب. بعد ذلك يُعاد السرطان إلى بيئته الطبيعية.

لكن الدراسات تقول إن نسبة تتراوح بين 10 و30 في المئة من تلك السراطين تلقى حتفها في تلك العملية، تاركة الإناث الحية تواجه وحدها صعوبة في التكاثر.

هل هناك بديل؟

في عالمنا الحالي هناك أربعة أنواع من سراطين حدوة الحصان، جميعها تواجه خطر الانقراض جرّاء الصيد الجائر للاستخدام في مجال الطب الحيوي، وكطُعم لصيد السمك، فضلا عن خطر التلوث.

ويرجّح العلماء زيادة الطلب على إجراء اختبارات تعقيم بكتيريا الخلايا الأميبية LAL و TAL في ظل زيادة أعداد السكان حول العالم وزيادة أعداد المسنّين.

ويطالب أنصار الحفاظ على البيئة بالبحث عن بدائل صناعية لعمل هذه الاختبارات التي تتعقب السموم، لكن شركات الأدوية تقول إن البدائل الصناعية يجب أن تثبت قدرتها على تعقب السموم في العالم الطبيعي، وليس فقط في العالم الافتراضي (الصناعي) القائم حتى الآن.




Saada Nehme



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top