توسعت قائمة الدول التي ظهر فيها فيروس كورونا المستجدّ ورصدت أول اصابة في أفريقيا جنوب الصحراء وعاشت البورصات العالمية أسبوعا عصيبا شهد أيضا الغاء فعاليات وتنظيم مباريات رياضية دون جمهور.
رفعت منظمة الصحة العالمية الجمعة (28 شباط 2020) خطورة انتشار فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19» في العالم إلى «أعلى مستوى»، بعد تأكيد نيجيريا الجمعة تسجيل أول إصابة في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. ودعت المنظمة جميع الدول التي لم تسجل فيها إصابات بعد إلى الاستعداد لوصول الوباء، محذرة بأنها سترتكب «خطأ مميتا» إن ظنت أنها بمنأى منه.
وأصاب فيروس كورونا المستجد أكثر من 84,117 ألف شخص وأودى بحياة أكثر من 2870 ضحية في العالم، وفق حصيلة جمّعتها وكالة فرانس برس من مصادر رسمية حتى الساعة 17,00 بتوقيت غرينتش يوم الجمعة.
وسجلت الصين (دون احتساب هونغ كونغ وماكاو)، حيث ظهر الوباء نهاية كانون الأول، 78,824 إصابة منها 2,788 وفاة. وفي حوالي 60 دولة، أحصيت 5293 حالة بينها 82 وفاة.
وأفادت الخدمة الفارسية في هيئة الإذاعة البريطانية أن 210 أشخاص على الأقل توفوا جراء فيروس كورونا المستجد في إيران، وذلك نقلا عن مصادر لم تذكرها في الجهاز الصحي، ما استدعى ردا غاضبا من المتحدث باسم وزارة الصحة الايرانية. والحصيلة الرسمية المعلن عنها في طهران حتى بعد ظهر الجمعة هي 34 حالة وفاة.
وأعلن عن ظهور الفيروس في عدة دول جديدة هي إيسلندا وهولندا وسان مارتن ونيجيريا والمكسيك ونيوزيلندا وبيلاروسيا وأذربيجان وليتوانيا.
حالة جديدة في ولاية هيسن الألمانية
وفي ألمانيا أكدت السلطات ظهور الحالة الثانية من الإصابة بفيروس كورونا المتحور بولاية هيسن وسط البلاد. وقالت وزارة الشؤون الاجتماعية مساء يوم الجمعة إن رجلا في التاسعة والعشرين من دائرة هوختاونوس بالولاية ثبتت إصابته بفيروس كورونا، وأضافت الوزارة أن الحالة الجديدة مرتبطة بالشخص الأول الذي أصيب بالعدوى في الولاية من دائرة لان ديل المحلية.
إجراءات احترازية حول مكة والمدينة
وقررت السعودية الجمعة تعليق دخول مواطني دول مجلس التعاون الخليجي الى مدينتي مكة والمدينة خشية تفشي فيروس كورونا المستجد بحسب ما أعلنت وزارة الخارجية. ولم تسجل السعودية أي اصابة بالفيروس على أراضيها، ولكن معظم البلدان المجاورة سجلت عشرات الحالات في الأيام الأخيرة غالبيتهم أشخاص عائدون من إيران.
وقالت الخارجية السعودية إن الأمر يتعلق بـ«تعليق موقت» ينطبق على مواطني سلطنة عمان والإمارات والبحرين وقطر والكويت، ولكنها لم تحدد ما إذا كان الحظر ينطبق أيضا على السعوديين القادمين من مدن أخرى.
لبنان يعلن ارتفاع إصابات فيروس كورونا إلى سبعة
أعلن لبنان أمس، تشخيص 7 حالات مصابة بفيروس كورونا في العاصمة بيروت، نقلت لوحدة العزل في «مستشفى رفيق الحريري» الحكومي.
وقال المستشفى في تقريره اليومي عن آخر المستجدات حول الفيروس، إنه تم تشخيص ثلاث حالات جديدة، تم نقلها لوحدة العزل لتلقي العلاج اللازم.
وأوضح أن «وضع أول حالتين مستقر، وهما في وحدة العزل وتتلقيان العلاج اللازم بينما الحالة الثالثة من الجنسية الإيرانية غير مستقرة لأنه يعاني من أمراض مزمنة ومتقدم في السن وهو يخضع للعلاج».
ولفت إلى أن هناك 20 حالة في منطقة الحجر الصحي، علما أن نتائج المختبر للفحوصات التي أجريت لهولاء جاءت «سلبية»، أي خالية من الفيروس.
كورونا: سلطات مستهترة في دول عربية وتجار لا يرحمون في أخرى
يحتل انتشار فيروس كورونا في العالم حيزاً كبيراً من اهتمامات الناس والاعلام العربي، وقد تناول عدد من كتاب الرأي هذه القضية، ولا سيما انتشار الفيروس القاتل في المحيط الإقليمي.
وخلال الأسبوع الماضي، ظهرت حالات إصابة بالفيروس في عدد من البلدان العربية لأول مرة، ومنها عمان، والكويت، والبحرين، ولبنان. وناقش كتاب رأي طريقة تعامل بعض البلاد العربية مع انتشار الفيروس، بين مؤيد ومنتقد.
وانتقد بعضهم ما وصفه بـ «استهتار» السلطات في بعض الدول في التعامل مع الفيروس، فيما انتقد آخرون «جشع» التجار في التعامل مع الأزمة من خلال رفع أسعار الكمامات.
وأشاد فريق ثالث بالإجراءات التي اتخذتها دول أخرى لمنع انتشار الفيروس في أراضيها.
«كورونا» يغلق المدارس في لبنان
أعلنت وزارة التربية في لبنان، مساء الجمعة، تعليق الدراسة لمدة أسبوع، كإجراء احترازي لمواجهة فيروس «كورونا» المستجد.
ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام، الرسمية في لبنان، عن مكتب الإعلام للوزارة، قوله إن الدراسة ستعلق بدءا من السبت 29 شباط وحتى الأحد 8 آذار.
وقال المكتب في بيان إنه «حرصا على صحة التلاميذ والطلاب وأهاليهم، وبعد التشاور مع وزير الصحة العامة الدكتور حمد حسن، وكإجراء احترازي، يطلب وزير التربية والتعليم العالي طارق المجذوب من جميع المؤسسات التعليمية من روضات ومدارس وثانويات ومعاهد مهنية وجامعات الإقفال ابتداء من صباح السبت 29 شباط حتى مساء الأحد 8 آذار».
وتابع البيان أن «المستجدات الصحية ستتابع بعد فترة التعليق».
هل هناك لقاح لفيروس كورونا؟.. هنا الجواب
الجواب باختصار هو لا. لكن الخبر المبشر أن العالم يشهد تسابقًا لا مثيل له من أجل تطوير لقاحات، وقد أعلنت فرق العلماء في الولايات المتحدة والصين أنها قريبة من تطوير لقاح.
والعقار الذي يراهن عليه المعالجون اسمه ريديسيفير وذلك ضمن عدة علاجات تحت الاختبار.
المفتاح في الوصول للعلاج هو في التعرف على التسلسل الجيني السريع والمفتوح للفيروس من قبل الباحثين الصينيين وهو بمثابة نعمة للباحثين الذين يمكنهم دراسته وبدء العمل منه لاكتشاف اللقاحات والعلاجات والتشخيصات.
هناك تقدم هام في أسلوب عمل مكافحة الأوبئة يتمثل في منظمة تدعى سيبي، Cepi ، تم إنشاؤها بسبب فشل التقدم العلمي عندما انتشر فيروس الإيبولا في غرب إفريقيا في الفترة من 2014 إلى 2016.
وهي تعمل بالفعل على تطوير لقاح ضد فيروس كورونا آخر – متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (Mers) – وفي كانون الثاني، أعلنت «Cepi» أن لقاح «Covid-19» سيكون جاهزًا للاختبار في غضون 16 أسبوعًا – بحلول نهاية أيار.
هذا التقدم السريع هو تحول ملحوظ. لكن الحصول على لقاح جاهز للاختبار ليس سوى بداية الرحلة.
يجب أن يتم اختبار اللقاح على الحيوانات أولاً، ثم البشر. بعد ذلك سيتعين عليها الموافقة التنظيمية ، وهي عملية طويلة ولكن يمكن تسريعها ، كما حدث مع لقاح الإيبولا الذي استخدم لأول مرة في جمهورية الكونغو الديمقراطية قبل عامين.
أكبر عقبة هي تصنيع اللقاح على نطاق واسع ثم توزيعه. حتى أكثر بائعي الأدوية تفاؤلاً سوف يعترفون أنه سيكون جاهزًا فقط بحلول نهاية هذا العام – في الوقت الذي ربما تكون فيه هذه الفاشية قد نفذت مجراها.
خصصت مجلة «إيكونوميست» «Economist» هذا الأسبوع تقريرا عن فيروس كورونا المستجد الذي يجتاح العالم بشراسة، محذرة من أن الفيروس آتٍ للجميع، ومطالبة الحكومات بالعمل الجاد من أجل مكافحته والقضاء عليه.
وقالت المجلة إنه «فيما يتعلق بالصحة العامة، فإن المصداقية هي أهم بكثير من الأمل. إذ أضحى واضحًا خلال الأسبوع الماضي أن المرض المتفشي الجديد، «covid-19»، الذي ضرب الصين في بداية كانون الاول سينتشر ويتفشى حول العالم. لقد أشارت العديد من الحكومات إلى أنها ستقوم بالتصدي للمرض، ولكن ما يجب عليهم فعله عوضًا عن ذلك هو القيام بتجهيز شعوبهم لهذا الهجوم الشرس».
وسيتعين على المسؤولين القيام بالبدء في التصرف على الرغم من أنهم لا يملكون كافة الحقائق، إذ إن الكثير من المعلومات عن هذا الفيروس لا تزال غير معروفة. وبالنسبة لأي دولة سجلت حالاتٍ بالإصابة، فهنالك تخمين مفاده أن نحو 25-70% من التعداد السكاني قد يصابون بهذا المرض. وتفيد التجربة الصينية بأنه من بين الحالات المصابة التي تم التعرف عليها، هنالك نحو 80% تقريبًا ستكون إصاباتهم خفيفة، و15% سيكونون بحاجةٍ إلى العلاج في المستشفيات، و5% سيكونون بحاجةٍ إلى عناية مشددة. ويقول الخبراء إن الفيروس يعتبر أشد فتكًا بنحو خمسة إلى عشرة أضعاف من الأنفلونزا الموسمية التي تتسبب – عند مستوى فتكها الذي يصل إلى 0.1% – في وفاة نحو 60 ألف أميركي في عامٍ واحد. وحول العالم، قد يصل معدل الوفيات إلى أعداد مليونية».
وأضافت أنه «لو شبهنا هذا الوباء بإنفلونزا حادة للغاية فإن الأمثلة تشير إلى أن النمو الاقتصادي العالمي سينخفض بمقدار نسبتين مئويتين خلال الاثني عشر شهرًا المقبلة ليصبح 1%، وفي حال استمر الوضع للأسوأ فإن الاقتصاد العالمي قد يمر في حالة انكماش. ومع استيعاب هذا المنظور خلال الأسبوع الحالي، انخفض (مؤشر إس آند بي 500) بمقدار 8%.
ومع ذلك، تعتمد كل هذه النتائج إلى حد كبير على ما تختار الحكومات القيام به، مثلما تُظهر الصين، إذ يبلغ عدد سكان مقاطعة هوبي، التي تعتبر منبع الوباء، 59 مليون نسمة، وشهدت أكثر من 65000 حالة ومعدل وفيات يصل إلى 2.9%. ولكن على النقيض من ذلك، عانت بقية مقاطعات الصين، التي تضم 1.3 مليار شخص، من حالاتٍ أقل عند مستوى 13000 حالة مع معدل وفيات يصل إلى 0.4% فقط. لقد قام المسؤولون الصينيون في البداية بقمع نشر الأخبار عن المرض، وهو خطأ جسيم تسبب في السماح للفيروس بأخذ زمام المبادرة. لكن حتى قبل أن ينتشر خارج مقاطعة هوبي، فرضت الصين الحجر الصحي الأكبر والأكثر قسوة في التاريخ. إذ قامت بإغلاق المصانع وأوقفت وسائل النقل العام وأمرت الناس بعدم الخروج من منازلهم. لقد تسبب ذلك في رفع الوعي وتغيير السلوكيات. ولولا أن قامت الصين بذلك، لكانت قد سجلت بحلول الوقت الحالي ملايين الحالات وعشرات الآلاف من الوفيات».
وقال التقرير: «لقد امتدحت منظمة الصحة العالمية هذا الأسبوع النهج الصيني، بيد أن ذلك لا يعني بالضرورة أنه النهج المناسب لبقية دول العالم. إن كل نوع من أنواع الحجر الصحي له ثمن – ليس فقط في الأرواح، ولكن أيضًا في معاناة الأشخاص ممن هم خارج الحجر الصحي والذين قد يكون امتنع البعض منهم عن العلاج الطبي لأعراض طبيةٍ أخرى. ولا يزال من السابق لأوانه معرفة ما إذا كان الثمن يستحق المكاسب. وفي الوقت الذي تسعى فيه الصين إلى إنعاش اقتصادها عبر تخفيفها للقيود المفروضة على الحجر الصحي، فإنها قد تتعرض لموجة أخرى من الإصابات بالفيروس. وبالنظر إلى حالة عدم اليقين تلك، فإن الدول الديمقراطية لن تكون على استعداد للقيام بمثل ما قامت به الصين مع مواطنيها. كما تظهر لنا حالة انتشار الوباء جراء الفوضى في إيران أنه ليست جميع الحكومات الاستبدادية قادرة على اتباع ذلك النهج.
مع ذلك، حتى وإن كانت العديد من الدول غير قادرة أو لا يجب عليها اتباع نهج الصين، إلا أن تجربتها تحوي ثلاثة دروس مهمة – التحدث إلى المواطنين وعرقلة انتشار المرض وإعداد القطاعات الصحية لتكون قادرة على استقبال كم كبير من الحالات».
وبحسب المجلة، يعد المركز الأميركي للسيطرة على الأمراض مثالا جيدا لطريقة التواصل مع العامة، والذي أصدر تحذيرًا واضحًا لا لبس فيه في 25 شباط.
حتى المحاولات الصادقة لتلطيف الحقيقة تعد انهزامًا ذاتيًا، إذ إنها في النهاية تتسبب في انتشار عدم الثقة والشائعات والخوف. وإن الإشارة إلى ضرورة إيقاف المرض أيًا كان الثمن أو القول بأن مجرد الحديث عنه هو أمرٌ مخيف للغاية تُثبط الجهود المبذولة من أجل الاستعداد لوصوله المحتوم. ومع التردد الذي يطغى على الحكومات، بدأت نظريات المؤامرة التي تخرج من روسيا تثير الشكوك بالفعل، وربما أنها ترمي لعرقلة وتشويه طريقة تعاطي الدول الديمقراطية مع الأمر».
وشدد تقرير «إيكونوميست» إلى أن «الوقت الأنسب لإخبار الناس عن المرض هو قبل أن يتحول إلى وباء. ويجدر الذكر أن الوفاة من ذلك المرض مرتبطة بالعمر. فإذا ما كنت فوق الثمانين أو تعاني من حالة مرضية مستعصية فإنك في خطر كبير، لكن إن كنت تحت الخمسين فأنت في وضع جيد. إن الوقت المناسب لإقناع الثمانين بالمئة من الحالات الخفيفة بالبقاء في منازلهم وعدم الذهاب إلى المستشفيات هو الآن. على الناس أن تدرك أهمية غسل أيديهم بشكل مكثف وتجنب ملامستها لوجوههم. كما تحتاج الشركات إلى خطط للاستمرارية، مثل السماح لموظفيها بالعمل من منازلهم والتأكد من استبدال الموظف المصاب أو الموظف الذي يقوم على رعاية شخصٍ مصاب. إن النموذج الأمثل على ذلك التصرف هي دولة سنغافورة، التي تعلمت من فيروس سارس، أن التواصل الواضح والمبكر يحد من مستوى الفزع».
و«الدرس الثاني الذي تقدمه التجربة الصينية هو أن الحكومات يمكنها أن تبطئ من انتشار المرض. إن السيطرة على الوباء تعني تقليل العبء على القطاعات الصحية، مما يساعدها في إنقاذ الأرواح. وإذا كان الفيروس موسميا – مثل الإنفلونزا، فقد تتأخر بعض الحالات حتى فصل الشتاء المقبل، وفي ذلك الوقت سوف يدرك الأطباء بشكل أفضل كيفية التعامل معه. وبحلول ذلك الوقت، قد تكون هنالك لقاحات جديدة وعقاقير مضادة للفيروسات».