خلال فترة السبعينيات من القرن الماضي بدأت الموجة النسوية تهتم بالسينما، باعتبار ذلك فعلا سياسيا ملحا، وكانت رائدات الموجة النسوية الثانية يعتبرن السينما أداة رئيسية لترسيخ نظرة الرجل المتحيزة ضد المرأة بحسب زعمهن - في هذه الأثناء برزت ثلاث كاتبات في السينما استهواهن التصدي للقضية النسوية وعملن على اختراقها، وهن: لورا مالفي ومولى هاسكل وجوديث ويليامسون، وأصدرت مولى هاسكل، من مواليد 29 سبتمبر 1939، كتابها «من الخضوع إلى الاغتصاب» أو «From Reverence to Rape» في منتصف السبعينيات، وتمت إعادة طباعته في عام 1987، وهو كتاب يتناول بالتفصيل الكيفية التي تعالج بها المرأة في السينما، وهو يغطي السينما الهوليوودية الكلاسيكية والحديثة، وكذلك الأوروبية.
وتركز هاسكل في كتابها على مقارنة تصوير المرأة على الشاشة في الحياة الحقيقية للنساء خارج الشاشة، لتحديد ما إذا كان تمثيل المرأة بالسينما في هوليوود يتم بشكل دقيق ومحايد أم أن صورة المرأة في السينما هي انعكاس لنظرة الرجل؟
في بداية كتابها تقول هاسكل: «الكذبة الكبرى التي ارتكبت في المجتمع الغربي كانت دونية المرأة كذبة، تضرب بجذورها العميقة في سلوكنا الاجتماعي، وإن مجرد الاعتراف بهذه الكذبة يعرض كامل النسيج الحضاري إلى التفكيك».
وفي إطلالة سريعة على الطريقة التي تعالج بها المرأة في السينما، تهاجم هاسكل مقولات مثل: «هذا الحب للمساواة يتحقق في السينما أكثر من الواقع»، لكنها في الحالتين تصر على وجود «وجهة نظر واحدة للرجال عموما، ترى الآخر كما لو أنه مجرد مخلوق لإشباع نزواته، وأن المرأة ليس من حقها أن تفعل المثل، وعندما يأتي الدور على المرأة بعدئذ، فإنها تمارس الطريقة المرضية نفسها».
وتعثر هاسكل على استثناءات إيجابية من وجهة نظرها، فهي تعتقد أن ممثلات مثل جوان كراوفورد وبيت ديفيس وكاترين هيبورن قدمن نماذج لأدوار قوية أكثر جدا مما رأته في معظم الأفلام، حيث تبدو المرأة في حالة من الغيبوبة والضياع مثل كلوت وناتالي غرانجر.