من المؤكد أن النجمة مارغوت روبي هي أكثر شخصية سيكوباتية فوضوية ستحب أن ترافقها وتفجر معها الأشياء وتشعر معها بالتحرر في فيلم «Birds of Prey» الجديد المبني على شخصيات «DC» كوميكس، وهو مسار فرعي عقب أحداث «Suicide Squad» يتناول تحالف 4 سيدات كلهن تعرضن الى القهر على يد الرجال إلى جانب نشأة هارلي كوين (مارغوت روبي).
يبدأ الفيلم بمشهد افتتاحي كارتوني يروي نشأة «كوين» إلى أن انفصلت عن الجوكر، واستطاع المؤلف تشاك ديكسون من عمل توليفة وحبكة جيدة ومتماسكة استنادا الى ذلك، كما تمكنت مخرجة العمل كاثي يان من تقديم «Birds of Prey» بشكل ملائم للفكرة القائمة على التحالف النسائي ضد المجتمع الرجولي الظالم، ولا نستطيع تصنيف هذا العمل تحت مسمى الأكشن بقدر ما يمكننا القول بأنه عمل فوضوي صاخب مليء بالشغب، ولا يمكننا أن نصفه بأنه ممتاز بقدر ما هو متوسط، إلا أن أداء الممثلين كان مذهلا وبالأخص مارغوت روبي.
تلتقي «هارلي كوين» في الربع الأول من الفيلم بـ «Huntress»، وجسدتها «ماري إليزابيث وينستد»، التي تنقذ حياتها بالصدفة لرغبتها في الانتقام من أحد رجال العصابات بمدينة غوثام ممن اغتالوا عائلتها فاحشة الثراء حين كانت طفلة، وذلك في لحظة كانت فيها «كوين» تحت قبضته، فبعد أن كانت «كوين» تحت حماية الجوكر (الذي تخلى عنها) وملكة الفوضى والجريمة، أصبحت بلا حماية فعلية ومطمع لكل متشرد في مدينة الفساد حتى أن الشرطة لم تكن لها القدرة على ملاحقتها، وقبل ظهور «Huntress» ظهرت المحققة روزي بيريز (رينيه مونتويا) وهي تطارد «كوين» بشراسة، ولم لا؟ فقد أصبحت الأخيرة هدفا سهلا ووحيدة لا سمعة لها في عالم الجريمة والشغب اللذين يميزان غوثام، و«روزي» أيضا ضحية تسلط النقيب في قسم شرطة المدينة الذي تسلق فوق نجاحها واستحوذ على حقها في الترقية وبالتالي هي أيضا ضحية رجل.
نجد أيضا واحدة من أهم الشخصيات في الفيلم وهي المغنية صاحبة الصوت العذب والقوي ديانا دريك أوBlack Canary (جورني سمولت) تغني في ملهى يملكه رومان سايونيس (إيوان ماكغريغور)- رجل العصابات الذي لا يرحم ويلقب نفسه بـ «Black Mask»- أغنية أبهرت الحضور حتى أن «سايونيس» قرر أن يعينها سائقته الخاصة بعد أن رآها تقاتل بعض الأشقياء الذين يحاولون اختطاف «هارلي كوين» والاعتداء عليها خلف الملهى.
نلاحظ في «Birds of Prey» أن البطلات الأربع بينهن عامل مشترك وهو تعرضهن للظلم والاستغلال على يد الرجال، وفي اعتقادنا أن هذا العمل الذي كان صاخبا جدا بلا داعي يدعم موجة النسوية الجديدة التي انتشرت في الآونة الأخيرة بين الأفلام مثل «Widows» للنجمة فيولا ديفيس والذي قامت فيه بالاتحاد مع بعض النسوة للانتقام لزوجها، وكذلك فيلم «The Kitchen» لكل من ميليسا مكارثي وتيفاني هاديش وإليزابيث موس ومن إخراج أندريا بيرلوف وكان أيضا بخصوص متابعة أعمال أزواجهن الإجرامية.
يبدو أن حتى أفلام الفانتازيا المقتبسة عن القصص المصورة أصبحت مادة خاما للموجة النسوية الجديدة كما لاحظنا مؤخرا، أما بالنسبة لـ «Birds of Prey» فقد تخطت هذه الفكرة الحدود مع تحريف في قصص «DC» المصورة، فحتى الفتاة الصغيرة كساندرا كين (إيلا جاي باسكو) التي تقوم بدور نشالة تتمكن من سرقة ماسة ثمينة من فيكتور زاس (كريس ميسينا)- التابع والحارس الشخصي لـ «سايونيس»- تعرضت للاضطهاد على يد والدها بالتبني، أي أن حتى الطفلة هي أنثى وضحية المجتمع الرجولي.
أما على صعيد الفنيات في هذا العمل، فقد تمكنت المخرجة من عمل قفزات زمنية متماسكة دون التأثير على حبكة الفيلم، وهذا يذكرنا بأسلوب «Deadpool» الجامع بين إيقاف زمني للحدث الحالي على الشاشة بهدف سرد ما قبل الحدث بطريقة كوميدية، أما الموسيقى التصويرية في «Birds of Prey» فكانت عبارة عن أغان كثيرة صاخبة أثرت بالسلب على أحداث القتال ومشاهد الهروب والشغب.
في النهاية، يمكننا القول بأن «Birds of Prey» متوسط الجودة مليء بالضحكات من إبداع مارغوت روبي، وثورة على المجتمع الذكوري.