نظريا، قد تكون فكرة فيلم من بطولة ماثيو ماكونهي بدور زعيم مخدرات في لندن كافية لتقنع أي أحد ليشاهد الفيلم، حيث قدم لنا ماكونهي مجموعة متنوعة من الأدوار المختلفة التي نجحت بفضل سحره الكبير خلال السنوات القليلة الماضية، مما يجعلك تتوقع أن يعطيه مفهوم هذا الفيلم مساحة كبيرة ليلعب بها، مع أو عكس التوقعات. لكن التوقعات الوحيدة الذي يأتي «The Gentlemen» عكسها هو أن يكون هذا المفهوم مملا إلى هذه الدرجة.
يقدم فيلم الجريمة والكوميديا للمخرج غاي ريتشي طاقم ممثلين رائع، يقوم كل ممثل فيه بأفضل ما يمكنه لدفع قصة عالم الجريمة هذا إلى الأمام، لكن خيارات السرد المشوشة والشخصيات غير المثيرة للاهتمام تجعل «The Gentlemen» فيلما مخيبا للآمال.
يتربع «ميكي بيرسون» (ماثيو ماكونهي) على عرش أعمال إنتاج وتوزيع الماريغوانا في إنجلترا، بعد أن صعد بالمراتب بفضل قدرته على سحر الزعماء الأفقر لإقناعهم بالسماح له باستخدام عقاراتهم المهدمة والمتواضعة كمواقع للزراعة. لكنه يتوق لحياة أبسط مع زوجته وشريكته بالأعمال «روزاليند» (ميشيل دوكري)، وبالتالي يبدأ بالعمل على الانسحاب من الأعمال، والتبعات التي تأتي بسبب هذا القرار بين اللاعبين الأساسيين في عالم الجريمة، كبارا وصغارا، هي ما تحرك القصة، لكن تلك القصة تتعرض للتشويش باستمرار بسبب الخيارات غير الضرورية في الأسلوب، من أهمها القصة الفرعية التي نرى فيها مواجهة مطولة بين مستشار «ميكي» «رايموند» (تشارلي هانام)، والمصور الصحافي «فليتشر» (هيو غرانت) الوغد.
هناك الكثير من اللحظات التي تنحرف بها القصة عن هدفها، وتتراوح هذه اللحظات بين عديمة الجدوى والمحبطة والمخيبة للآمال، مثل أحد الأحداث الصادمة المبكرة في الفيلم (والوحيدة) التي تنقطع بمجرد أن يصل السرد إلى رواية «فليتشر». والأسوأ من ذلك هو أن لغز القصة المحوري الذي يتعلق بمعرفة من يهاجم إمبراطورية «ميكي» عند خروجه من اللعبة سيكون واضحا لأي شخص لديه معرفة بأفلام الجريمة، لذا فإن الكثير من التوتر الذي يحاول «The Gentlemen» بناؤه يبدو أقل تأثيرا، كما أن الحبكات الجانبية التي تتمحور حول أتباع ومنافسي «ميكي»، غالبا ما تأخذ التركيز من الفيلم إلى حد أكثر من اللازم، مما يعزز الشعور بانعدام التركيز على الهدف من الفيلم.
تبدو شخصية «كوتش» (كولين فاريل) على وجه الخصوص كما لو أنه تم حشرها وإقحامها في القصة، فهو زعيم عصابة من الصغار الذي تتمثل فائدته الحقيقية الوحيدة في تذكير الجمهور بمدى قسوة وعدالة «ميكي»، كما لو أن تعليقات جميع الشخصيات الأخرى طوال الوقت حول هذا الأمر ليست كافية.