يُعاني 32 مليون مواطن أميركي من مرض الانسداد الرئويّ المُزمِن الذي ينقسم إلى التهاب القصبات المُزمِن chronic bronchitis والنُفاخ الرئويّ emphysema . ويتمثل هذا المرض في فقدان الارتداد المرن بالإضافة إلى الحدّ من تدفّق الهواء خلال الزفير القسريّ والمقاومة. ويُعاني المريض من السّعال غير المنتج للبلغم في سنٍّ متقدّمة ، ومن فرط التنفّس ، وخسارة الوزن ، ونقص التأكسج ، ويصبح حجم قلبه صغيرًا في بعض الأحيان (في النُفاخ الرئويّ). أما في حالة التهاب القصبات المُزمِن الذي هو أكثر شيوعًا ، فعادةً ما يُعاني المريض من نقص تأكسُج الدّم ، وإفراز المُخاط ، وكثرة الكُرَيّات الحُمر ، وفَرط ثاني أوكسيد الكَربون في الدّم. والعلامات والأعراض الأخرى هي ضيق التنفّس ، وعدم تحمُّل ممارسة التمارين الرياضيّة وتغيّر الوضع الصحّيّ العامّ.
تكمُن أسباب هذا المرض، بشكلٍ رئيسيّ، في تدخين علبة سجائر في اليوم الواحد بعد حوالى 20 عامًا ، وتوسُّع القصبات ، وغيرها من العوامل الوراثيّة المحتملة. ويُظهِر تصوير الصّدر بالأشعّة السينيّة فرطَ الانتفاخ ، واستواء نصف الحجاب الحاجز ، وزيادة علامات الأوعية الدمويّة القصبيّة مع تضخُّم القلب المحتمل في التهاب القصبات المُزمِن. وعادةً ما يُظهِر الفحص الذي يختبر وظائف الرّئة أنّ حجمَ الزفير القسريّ في ثانية واحدة/ السّعة الحيويّة القسريّة يقلّ عن 0.7 . ويكون المريض أكثر عُرضةً للإصابة بالتهابات متكرّرة وقصور القلب (مرض القلب الرّئويّ) Cor Pulmonale.
وينطوي العلاج، بشكلٍ رئيسيّ، على الاقلاع عن التدخين والعلاج بالأكسجين واسنتشاق الـ " كورتيكوستيرويد " . وقد يحتاج المريض إلى أخذ مزيجٍ من دواء ألبوتيرول albuterol (منبّهات بيتا) وإبراتروبيوم ، واستعمال الـ " سالميتيرول " salmeterol مع احتمال الضغط الإيجابيّ المستمرّ للمجرى الهوائيّ والتنبيب. ومن المهمّ أيضًا أن يتمّ تلقيح المريض ضد الأنفلونزا influenza والمكورة الرّئويّة pneumococcal .