الأمازيغ من الشعوب غير السامية، فهم مجموعة عرقية وثقافية مختلفة عن العرب تعيش في شمال القارة الإفريقية. ويمكن القول إنهم السكان الأصليون لتلك المنطقة، إذ يرجع تاريخهم إلى عصر الإمبراطورية الرومانية على الأقل. وقد ظلّوا هناك منذئذ، حيث ما زالوا محافظين على هويتهم الثقافية واللغوية المستقلة.
أصل الأمازيغ من الناحية التاريخية مفقود، فهناك خبراء يقولون إنهم جاؤوا من اليمن القديم وسافروا إلى إفريقيا عبر البحر، وهناك رأي آخر يرى أنهم ربما جاؤوا من أوروبا أو مناطق البحر المتوسط القديمة.
بينما ينسب بعض الأمازيغ أصلهم إلى مازيغ بن كنعان بن حام (شام)، ابن النبي نوح عليه السلام.
ينتشر الأمازيغ في شمال القارة الإفريقية من المغرب غرباً إلى مصر شرقاً، ومن البحر المتوسط شمالاً إلى نهر النيجر جنوباً.
وينتشرون في المغرب، والجزائر، وتونس، وليبيا، ومصر، ومالي والنيجر وبوركينا فاسو وموريتانيا التي تتنقل عبر حدودها قبائل الطوارق.
نسج الأمازيغ حول رأس السنة قصصاً ميثولوجية، وجعلوا منها جزءاً من ثقافتهم، إذ يعتقد بعض العامة من الأمازيغ أن السنة الأمازيغية بدأت بعد تمكّن زعيمهم «شيشنق» من هزيمة جيوش الفرعون الذي أراد أن يحتلّ بلدهم. وحسب الأسطورة، فإنّ المعركة قد تمَّت في الجزائر بمدينة تلمسان.
أما من الناحية التاريخية فإنّ المؤرخين يعتقدون أن شيشنق، الذي أسّس الأسرة المصرية الثانية والعشرين لم يصل إلى الحكم عن طريق الحرب، بل من خلال ترقيته في مناصب الدولة المصرية الفرعونية، ذلك لأنّ المصريين القدماء قد اعتمدوا على الأمازيغ بشكل كبير في جيش دولتهم، خاصة منذ عهد الأسرة العشرين.