تم تعريف الشخصية السيكوباتية في علم النفس بأنها أخطر أنواع الشخصيات السلبية على الإطلاق، فهي عبارة عن شخصية تعكس جميع الجوانب السيئة والسلبية التي يمكن إيجادها في شخصية الإنسان الذي يحمل صفاتها، ومن أهم وأبرز صفات الشخصية السيكوباتية أنه يتصف بالأنانية المطلقة البشعة، بحيث يمكنه تفضيل نفسه على والديه، كما يعرف الشخص السيكوباتي بأنه عديم الرحمة وقاسي القلب.
يستطيع الشخص السيكوباتي أن يفعل أي شيء للحصول على ما يريد، كالكذب والسرقة والخيانة والغدر، ولا يوجد ما يمنعه عن إيذاء الآخرين لتحقيق أهدافه الشريرة، وهو يتقن فن التلاعب بالكلام وبمشاعر الآخرين، فلا يوجد ما يجعل هذا الشخص يمتنع عن تحقيق مآربه، فلا دين أو خلق يحكم سلوكياته.
لكن ما الأسباب التي تجعل أي إنسان يتحول إلى شرير أو سيكوباتي كما أسماه علم النفس؟ وما الذي يدفعنا في بعض الأحيان لأن نتعاطف مع شخصية الشرير؟
أن يعيش المرء في مجتمع ظالم وفاسد أحد أهم العوامل التي تجعل من إنسان سوي شخصية سيكوباتية، ففي ظل تلك الظروف قد يتعرض المرء إلى ظلم بين أو تنمر مما يدفعه للانتقام وفي أغلب الأحيان تفقده الظروف الرغبة في تحقيق أحلامه، مما يؤدي إلى اختلال توازنه النفسي والعاطفي، وعندما نعرف بشكل أو بآخر تلك الظروف البشعة عندها يثير تعاطفنا معه وربما تقبل جرائمه كنوع من الانتقام والانتصار للضعيف.
كان للسينما دور في ذلك التعاطف مع الشرير أو شخصية الـ «Villain»، فحينما نشاهد على الشاشة قصة شخص فقد كل شيء في حياته حتى آدميته ولم يعد لديه شيء ليخسره، عندها يتحول ذلك الإنسان إلى وغد لا يعرف الرحمة، فهو لا يرى إلا الظلم ولا شيء يشعره بالرضا إلا الانتقام من كل ما يصادفه، ويصب كل غضبه على المجتمع كله، ونحن كمشاهدين نتعاطف معه لاإراديا، فنجد على سبيل المثال فيلم «Rambo: Last Blood» حين اختطفت ابنة أخيه واغتصبت من قبل عصابة بأبشع الطرق، قرر حينها «جون رامبو» الثأر لها بأبشع الطرق، وكان كل المشاهدين متعاطفين معه لأقصى درجة، وكذلك نتذكر فيلم «Joker» وكيف تعرض فليك (خواكين فينيكس) لظلم واضح فتحول الى «جوكر».
قد تبرز السينما مثل هذه الظروف، لكن ليس معنى ذلك أن تلك المشاعر صحيحة أو مقبولة، فلا يوجد أبدا أي مبرر للعنف مهما كان ما نشعر به عند مشاهدة الأفلام، وهنا تكمن عظمة السينما.