من الصعب صنع جزء ثان لفيلم قوي مثل «Frozen»، حيث حظي الجزء الأول بنجاح باهر تمكن من تغيير مشهد سرد القصص الخيالية، وأشعل ثورة في عالم «أميرة ديزني» غير التقليدي، لكن مع الجزء الثاني الجميل والشاسع والمحبط في آن واحد، يحاول المخرجان كريس باك وجنيفر لي إضافة أساطير جديدة وإسقاطات سياسية عميقة، والتي بالرغم من كونها واعدة إلا أنها تفشل في تحقيق الهدف في نهاية المطاف.
هذا الخيار يشوش رسالة «Frozen II» الذي يعاني من مشاكل بالاستمرارية عندما يتعلق الأمر بالشقيقتين وماضيهما المكشوف حديثا.
يبدأ الفيلم بلقطة فلاش باك ثم يقفز مباشرة إلى حيث انتهى الجزء الأول، ويبدأ بشكل مبهج ويؤسس للصراعات الرئيسية فيه، فبعدما اجتمع شمل «آنا» (كريستن بيل) و«إيلسا» (إيندا مينزيل) وأصبحتا في أمان، وبعدما أصبحت «إيلسا» تحكم الآن آرنديل وتشعر«آنا» بالسعادة بسبب وضعها الراهن، تبدو الأمور على أنها عادت الى طبيعتها، وذلك حتى يبدأ صوت غامض ينادي «إيلسا»، ويقودها في نهاية المطاف إلى غابة سحرية غامضة، لكن هناك كشفا مبكرا حول أحد والديها يعاني من مشكلة بالاستمرارية لاحقا.
الرسوم المتحركة التي تجعل عالم «Frozen II» ينبض بالحياة مذهلة تماما، مع نطاق أوسع لمملكة آرنديل بالإضافة إلى تفاصيل واقعية مضافة حديثا للشخصيات الإنسانية، والتي تبقى معظم الوقت شديدة الواقعية والسلاسة، وبعد انتهاء فصل الشتاء الذي خلقته «إيلسا» عن طريق الخطأ في الفيلم الأصلي، تعيش مملكة آرنديل الآن في خريف انتقالي وشاعري جميل مع غابات خريفية تتخللها الأراضي الممتلئة باليقطين.
من ناحية الرسوم المتحركة، ينجح الجزء الثاني بتقديم مشاهد رائعة الجمال، مع العديد من المشاهد المثيرة للإعجاب.
وأحد أبرز الجوانب في الفيلم أيضا هو شخصية «أولاف» (جوش جاد)، وقد تحسنت الشخصية تماما مقارنة بالفيلم الأول الذي صورها كرجل ثلج مزعج وساذج في بعض الأحيان، هنا يقدم لنا المؤلفان وجاد كيانا يمر بأزمة وجودية، فهناك الكثير من اللحظات البارزة التي يصبح بها شاعريا أثناء تأمله حول الطبيعة المتغيرة للحياة والحب.
يقوم جاد بعمل رائع بتصوير المخاوف من النمو والتقدم في السن بطريقة مضحكة جدا، إنه يعتبر مفاجأة رائعة، على اعتبار أن «أولاف» كان بمنزلة شخصية (أطفال) فحسب في الفيلم الأول، لكنه يمثل هنا مشاعر جميع البالغين الذين ما زالوا غير مدركين لما يحدث بالرغم من أنهم أكبر سنا.
وتتم تغطية هذا الموضوع بأغنية رائعة يؤديها «أولاف» وهو عالق في الغابة المسحورة، ما يوصلنا إلى الجزء الجيد الآخر في «Frozen II».
يعود مؤلفا الأغاني الحائزين الأوسكار روبرت لوبيز وكريستن آندرسون لوبيز ويملآن الجزء الثاني بالكثير من الألحان المذهلة التي ستلهم اليافعين من الجمهور.
يقدم الفيلم الكثير من الذكاء وحس الفكاهة، مع حصول شخصية «كريستوف» (جوناثان غروف) أخيرا على لحنه الخاص في لحظة كانت من أفضل وأكثر اللحظات إضحاكا في العمل بأكمله، لكن يتراجع «Frozen II» في منتصفه، عندما يحاول ربط هوية الشقيقتين بمخلوقات الغابة ما يبطئ من المتعة والمرح في القصة، وفي نهاية المطاف ينتقص من العمل بدلا من أن يضيف إليه.
من دون الكثير من الحرق، يقدم هذا الجزء شخصيات جديدة مرتبطة بعمق بالطبيعة والتي من الواضح أنها تشير الى المجتمعات الأصلية في فينوسكنديا.
ولسوء الحظ يستخدم الفيلم أولئك الأشخاص لتقديم نزاع مبني على استعمار واقعي، لكنه يتجنب قول أي شيء ذي معنى حوله.
ومن الغريب أن بصمة «Avatar: The Last Airbender» موجودة بشدة هنا عندما تستكشف الشقيقتان أرواح العناصر الأربعة للغابة وتبحثان عن صلة بينها.
إذا شاهدتم مسلسل «Nickelodeon» الكرتوني هذا سترى نقاط التشابه على الفور، وقد تشعر ببعض من خيبة الأمل لحقيقة أن الكشف الكبير في «Frozen II» يبدو أنه يستوحي مباشرة من The Last Airbender، من دون اعتناق الأشياء التي أعطته قوته.
يحمل «Frozen II» طموحا كبيرا، وبشكل مشابه لأي مشروع ضخم، يتعرض هذا الطموح للعيوب، حيث يقدم عالم مملكة آرنديل الجميل وما وراءها متعة كبيرة عند استكشافه لكنه يعاني من حبكة فرعية مربكة لا تلتزم بأفكارها القوية ما يقلل من قوة ورسالة العمل.
إذا كان لديكم أطفال أحبوا الجزء الأول، فعلى الأرجح سيعشقون هذا الجزء الأكثر سوداوية ونضوجا للشخصيات التي أحبوها.