ودع لبنان المربي والفنان والشاعر وليم خليل حسواني (شاويش المسرح) في مأتم مهيب أقيم في كنيسة مار جرجس الخريبة – الحدت، حيث ترأس رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس عبد الساتر مراسم صلاة الجناز والدفن، بمعاونة المطران سمعان عطا الله ولفيف من الكهنة، في حضور ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون النائب الآن عون، رئيس بلدية الحدت جورج عون، أعضاء المجلس البلدي، كهنة الرعايا، عائلة الحسواني وأبناء الحدت ورأس الحرف وحشد من الشخصيات الثقافية والفنية والاجتماعية.
عبد الساتر
بعد الإنجيل، ألقى عبد الساتر عظة قال فيها: “إن أمنا مريم، عندما اختبرت عمل الرب الخلاصي لشعبه، قالت “ليتمجد اسم الرب” على كل أعمال المحبة والأعمال الخلاصية التي أتمها وسيتمها في حياة كل انسان في حياة العالم. ولا أعلم إذا يجب علينا أن نقول “يتمجد اسم الرب”، لاننا عرفنا وليم حسواني وعشنا معه في مرحلة من مراحل حياتنا، او ان على وليم هو نفسه امام الرب اليوم ان يقول “ليتمجد اسمك يا رب على النعم الكثيرة التي اعطيتنا اياها في حياتنا”.
أضاف: “أود القول إن اسم وليم حسواني كان يتردد في منزلنا منذ صغري وبكثير من المحبة والصداقة. وأذكر عندما وقع كتابه الأخير في مركز “قدامى الفرير”، فتحلقنا جميعنا حوله، وأذكره بمشاهد عدة، وأولا من خلال خفة ظله العميقة التي تجمع الفكر والقلب والسلام. لقد كان يقول كلماته لينزع الحزن ويضع مكانه البسمة، ولم تكن كلمته الا لتعبر عن إنسانيته ومحبته من خلال تجربته لتخفيف الصعوبة او الحزن او الضيقة، وكانت كلماته عفوية نابعة من قلب مليء بالمحبة والفرح والسلام، وقلبه نابع من عند الرب وعلاقته اليومية معه”.
وتابع: “كما أن وليم هو إنسان تميز بحكمته، ويعلم كيف يوجه النصيحة، لا سيما من خلال أدواره المسرحية، بحيث كان يضحكنا في أوقات. وفي أوقات ثانية، كان يرينا الواقع بكلامه المضحك – المبكي في آن. كما أن الحكم كانت تصدر منه بشكل صادق. إلى ذلك، كان يحمل مسؤولية كل أعماله، وهو كان ملتزما عمله الإنساني حتى آخر رمق”.
وأردف: “أذكر أن وليم كان إنسانا مؤمنا، وكان الرب حاضرا في كل عمل أداه في حياته، والرب كان هو الذي يبدأ العمل وهو كان ينفذ، وكان يترك نفسه بين يدي ربه ليعمل من خلاله، وخصوصا عندما عمل في المسرح الديني، لم يكن همه أن يعمل فقط، بل كان همه الاول أن يحكى دائما عن يسوع المسيح، وهو المتعبد ليسوع. إنه انسان مسيحي مؤمن بالتأكيد، وحياته كانت مليئة بالصعوبات، إلى جانب مسؤولية تربية عائلة كبيرة، ولكن ايمانه بيسوع المسيح وتعلقه به، جعله يتخطى الصعاب ويكمل المسيرة، وكان يحترم الآخر ويقدره، وكل انسان كان قريبا إلى قلبه، وكان يحمل الجميع في صلاته”.
وقال: “رغم مرضه، كان في سلام دائم مع نفسه، لأنه اعتاد وحتى عند حمل الصليب، كان يحمل الصليب حبا بيسوع المسيح وحبا بكل إنسان حامل للصليب في حياته، لكنه كان يعيش بفرح لانه ما زال الى جانب عائلته وما زال بامكانه قول الشعر والغزل والشعر الروحاني”.
أضاف: “أنا كلي رجاء أن وليم اليوم هو امام الله، وهو يرانا نصلي لأجله ويرى محبتنا جميعا التي جمعتنا في هذا الوقت في هذه الكنيسة، وتراه يقول للرب “ليتمجد اسمك”، على الحياة التي أعطيتني اياها أولا، وعلى النفس الذي كنت تعطيني إياه يوميا لاكمل مع عائلتي ولأتحمل المسؤولية مع كل من أحبني وأحببته، وعلى عطائك لموهبة الشعر والكلام النابع من القلب لافرح الناس. كما انك جعلتني أدخل الى حياة التلاميذ وعددهم كبير، والذين تعلموا مني الصلاة والمحبة والتواضع ومحبة العلم، واشكرك لانك خلقتني في لبنان الذي احبه حبا جما”.
وختم: “نحن نعلم أن الرب يغمر وليم بحنانه ومحبته، ونقول له لن ننساك، ونحن نتركك بين ايدي الرب، فالرب سيحبك أكثر منا. وباسمنا جميعا، نتقدم بتعازينا الحارة من عائلة الحسواني وكل محبيه”.
بعد الجناز، نقل الجثمان إلى منطقة راس الحرف حيث ووري في الثرى بمدافن العائلة، وتقبل التعازي بعد الدفن في صالون سيدة الانتقال راس الحرف.
كما تقبل التعازي في صالون كنيسة مار جرجس الخريبة الحدت يوم غد الجمعة من الحادية عشرة قبل الظهر لغاية السادسة مساء.