تتوالى النجاحات التي يحقّقها “بيت الموسيقى” في النجدة الشعبيّة اللبنانيّة في مختلف البلدان التي يزورها، ممثّلا بطلّابه وأطفاله الذين يبدعون في تقديم أجمل الوصلات الموسيقيّة العزفيّة والغنائيّة الطربيّة، بقيادة مديره العام الدكتور هياف ياسين.
وبدعوة من وزارة الثقافة المصريّة وضمن فاعليات “مؤتمر ومهرجان الموسيقى العربية”، بدورته الـ 28، قدّم فرقة “بيت الموسيقى” أجمل الوصلات الغنائيّة الطربيّة ضمن حفلتين تمّ إحياؤهما في القاهرة.
وتأتي الدعوة عقب النجاح الباهر الذي حقّقه طلّاب وأطفال “بيت الموسيقى” في لبنان والخارج، خصوصًا أنّه من المؤسّسات النادرة على صعيد الوطن العربيّ، الّتي تُعنى بتعليم الطرب الأصيل للأجيال الناشئة والأطفال.
وقد شارك أطفال “بيت الموسيقى” عدد من الأساتذة هم: الأستاذ رهيف الحاج (مطرب الفرقة والمسؤول الأوّل عن قسم الغناء)، الأستاذ كريستو العلماويّ (مسؤول فرع طرابلس، وأستاذ العود والبزق)، الأستاذ ناجي العريضيّ (ضابط الإيقاع الأوّل وعازف الرقّ المميّز)، والأستاذة نجاح طنّوس (عازفة القانون المميّزة).
الحفلة الأولى كانت في دار الأوبرا المصريّة، على المسرح الكبير، حيث تمّ أداء وصلات من الموسيقى العربيّة الأصيلة على وقع التصفيق الحار لجمهور الذي هتف مرارا لأداء “بيت الموسيقى” الرائع.
والحفلة الثانية، في معهد الموسيقى العربيّة (أنشئ في العهد الملكيّ عام 1923) حيث أطرب “بيت الموسيقى” الحضور بغنائه المتقن الذي نقل الحضور الى أجواء من الطرب الجميل الخاصّ بعصر النهضة الموسيقيّة العربيّة، وذلك على أهمّ الآلات الموسيقيّة الشرقيّة: القانون، العود، السنطور، الكمنجة، البزق الرّقّ…
كما وأجرى فريق “بيت الموسيقى”، مقابلة رسمية ضمن برنامج “ليالي الطرب”، تمّ خلالها التطرّق للحراك الموسيقيّ الرياديّ الذي يقوم به “بيت الموسيقى” في لبنان وعرض لرؤيته وانجازاته وتطلّعاته المستقبليّة، كما وقدّمت الفرقة وصلات موسيقيّة مباشرة على الهواء.
ومن برنامج “بيت الموسيقى”، كانت له زيارتين سياحيتين رسميتين، الأولى إلى المتحف الوطنيّ المصريّ، والثانية إلى الأهرامات في الجيزة.
وأعرب الدكتور هياف ياسين عن فرحه للنجاح الباهر الذي حققته الرحلة، مؤكدا أننا قدّم مع “بيت الموسيقى” وصلات موسيقيّة عزفيّة وغنائيّة رائعة ورصينة، تليق بالإرث الموسيقيّ العربيّ الأصيل والنّهضويّ الخاصّ بمدرسة عبده الحمولي ومحمد عثمان.
وأضاف: نحن نجني تعب سنوات طويلة من العمل الجاد والإصرار في سبيل نشر الموسيقى العربيّة الحقيقيّة، بمنهجيّات عصريّة رياديّة، والعمل على ربط الجيل الشاب بهذا الإرث الموسيقيّ المهمّ إنسانيّا، والذي يحمل في مكنوناته جزءا كبيرا من هويتنا الثقافيّة الموسيقيّة.
وشكر كلّ من ساهم في إنجاز هذه المحطّة العربيّة المهمّة لا سيّما “المجمّع العربيّ للموسيقى” بشخص الأستاذة منى زريق (ممثلة لبنان في المجمع ورئيسة لجنة التربية الموسيقيّة فيه)، كما مديرة مهرجان الموسيقى العربيّة السيّدة جيهان مرسي، وكل الفريق العامل والإداريّ في “بيت الموسيقى”، لافتا الى أنّ جمهوريّة مصر العربّية تعدّ من أهمّ الدول الرائدة في الطرب العربيّ الأصيل، وفيها نشاط موسيقيّ مهمّ، يستوقف كلّ موسيقيّ مهتمّ بالإرث العربيّ.
ويذكر أنّ الدكتور ياسين مشارك دائم في فعاليّات مؤتمر ومهرجان الموسيقى العربيّة، كباحث وكموسيقيّ في آن معا.