نصرالله يتحدث عن صعوبة عملية التأليف
2019-12-14 03:12:19
تناول أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله الموضوع الحكومي في خلال كلمته المتلفزة اليوم الجمعة، وأكد" قلنا منذ البداية أننا لا نوافق على استقالة الحكومة، وذكرتُ الأسباب ومنها صعوبة تشكيل حكومة جديدة لأن الوضع المالي لا يحتمل الفراغ وهذا ما قلته في 19 تشرين وبعدها قدّم رئيس الحكومة استقالته".وإذ أمل حصول استشارات الإثنين وتكليف من تختاره أكثرية الأصوات لتشكيل الحكومة، اشار الى ان عملية التأليف لن تكون سهلة، مضيفًا:" الوضعية الأفضل التي تكلمنا عنها في السابق أن تبقى الحكومة وتبقى الاحتجاجات لان هذا كان ممكن ان يشكل عامل ضغط على الحكومة لتقوم بإجراءات فاعلة في الحكومة او المجلس النيابية وكان تحقق الكثير للشعب اللبناني".واعتبر ان استقالة الحكومة وتعطيل المجلس النيابي، أديا الى ضياع الوقت والى تعطيل المؤسسات التي من المفترض أن تقوم بالاصلاحات، مشيرًا الى ان بعض الحراك اعتبر استقالة رئيس الحكومة والحكومة إنجازًا إنما الاستقالة أدت الى ضياع الوقت وفقدان الجهة ومنع المجلس النيابي من العمل وتعطيل المؤسسات التي يجب ان تقوم بالإصلاح.وتابع:" أصبحنا بعد استقالة الحكومة أمام واقع جديد هو "البلد بدو حكومة"، وبرأيي الأمر ازداد سوءًا بعد الاستقالة، فمنذ ذلك اليوم ارتفعت الأسعار وفقد الكثير من السلع وهدّد الناس بالبنزين والخبز والدواء، وأفلست شركات وشهدنا أزمة مصارف واختلالًا في الوضع الأمني وسرقات، وقطعًا للطرقات، ورميًا للنفايات على أبواب بعض المسؤولين، وضربًا لموسم الاعياد".وأضاف:"لو بقيت الحكومة وبقي الضغط في الشارع لما وصلنا الى ما وصلنا اليه الآن، الا أن البلد ذهب الى مكان آخر لا صلة له بما نزل من أجله الناس الى الشارع".وأردف: "بعد استقالة الحكومة بتنا أمام خيارات عدة، الخيار الأول الذهاب نحو تشكيل حكومة من لون واحد، وفي فريقنا السياسي كان يوجد رأيان رأي مؤيّد لهذه الخطوة ورأي مخالف، ولا شك أن الإقدام على خطوة كهذه يتطلب شجاعة كبيرة، ونحن كحزب الله و "حركة أمل" نرفض تشكيل مثل هذه الحكومة".وأشار الى ان البلد يمر في اخطر أزمة مالية في تاريخه، وأي حكومة تريد أن تعالج هذه الأزمة تحتاج الى الاستقرار الداخلي والهدوء، واذا تشكلت حكومة من لون واحد لا يمكنها معالجة هكذا أزمة خطيرة.وقال:" نحن نرفض حكومة اللون الواحد انطلاقًا من المصالح الوطنية، وعندما كانوا هم أغلبية نيابية كنا نطالب بحكومة وحدة وطنية، واليوم عندما اصبحنا اغلبية نيابية نلتزم بنفس المطلب". وسأل:" هل المطلوب إنقاذ البلد أو البحث على عاتق من نلقي المسؤولية إذا وقع البلد؟".ولفت الى ان الخيار الثاني كان يتمحور حول لون واحد آخر أي انسحاب التيار الوطني وحزب الله وبقية الحلفاء من الحكومة وهذا الخيار لا نوافق عليه انطلاقاً من مصلحة البلد.وتابع:" الخيارات الاخرى المطروحة هي حكومة شراكة وطنية او حكومة اوسع تمثيل ممكن، والخيار الثالث حكومة يرأسها الرئيس سعد الحريري ولم يكن لدينا مانع من هذا الخيار إنما ما يقال في بعض المجالس إننا متمسكون بهذا الخيار ليس صحيحا بدليل الخيار الرابع، ونحن لا مانع لدينا من حكومة برئاسة الحريري لكن هذا الخيار لم يتحقق لأن الحريري طرح مجموعة من الشروط وجدها فريقنا السياسي غير مناسبة وبعضها إلغائي".وأضاف:" تم الانتقال الى الخيار الرابع من خلال اسم يقترحه الحريري وتيار المستقبل أو يوافق عليه وتقبل به الأغلبية النيابية لأنها ستعطي الثقة لحكومته وقبلنا بهذا الخيار وبعض الأسماء طرحت ومنها الوزير السابق محمد الصفدي، ومحمد كبارة، وسمير الخطيب، وكنا نوافق عليها باعتبار ان الرئيس الحريري موافق عليها ولكن حصل ما حصل وتأجلت الاستشارات".واشار الى ان الخيارين الثالث والرابع مازالا مطروحين لكن على الحريري أن "يحلحل الموضوع" ونحن إيجابيون، مضيفًا:" المهم أن تكون حكومة إنقاذ قادرة على الاصلاح وهي تطلب مشاركة الجميع ونصرّ على أن يشارك التيار الوطني الحر كما أصرينا على مشاركة تيار المستقبل، ونأمل أن يحصل تكليف الاثنين لأي شخصية تحصل على الأكثرية النيابية وبعد التكليف، نتحدّث عن تأليف الحكومة، ونتفاوض مع الرئيس المكلّف، ونحاول أن نتعاون لتشكيل حكومة في أسرع وقت ممكن".وتطرق نصرالله عن الوضع الامني، فقال:" أتوجه بالشكر إلى اللبنانيين الذين مازالوا يصبرون على مسألة قطع الطرقات حيث كان المقصود في مكان ما أن تعمّ الفوضى، وأنا اليوم أدعو الناس إلى المزيد من الصبر وحتى الآن نجح الناس أن لا يستدرجوا للفتنة والتصادمات، فقطع الطرقات خلال الاحتجاجات عرّض الناس للخطر وحتى الآن نجحوا هؤلاء في أن لا يُستدرجوا للصدام والفوضى".وكشف أن "حزب الله وحركة أمل شكّلوا لجاناً لضبط الشارع على الرغم من الاستفزاز الكبير، وجرى العمل على السيطرة على الشارع على الرغم من حالة الغضب التي كانت موجودة ولكن يجب التحلي بالوعي وضبط الأعصاب والصبر والتحمّل".وتابع:" لقطع الطرقات مساوئ كبيرة ومارسنا ضبطًا كبيرًا لشارعنا وعملنا على إعادة بعض حالات الانفعال الى دائرة السيطرة، ومتفقون على ضرورة حفظ الهدوء، وعدم الانجرار الى أي توتر".وعن الوضع المعيشي، شدد نصرالله على وجوب ان تتحمل حكومة تصريف الاعمال مسؤوليتها في الملفين الاقتصادي والمالي بمقدار ما يمنحها القانون من صلاحيات وبالاخص اذا التأليف احتاج الى المزيد من الوقت، وحتى ذلك الوقت على الناس تحمل المسؤولية في ما نسميه التضامن الاجتماعي.وأضاف:"هناك كلام عن أن جهات تستغل الوضع لرفع الأسعار والأرباح ونقول لهم أن الوضع يحتاج الى تكافل الجميع واذا انهار الوضع سينهار على رؤوس الجميع ولن يسلم أحد، وكل ما له علاقة بالناس من خبز أو وقود أو غيره، لا يجوز أن يتم الضغط من خلاله على الناس".
وكالات