رغم نفي وزير الدفاع التركي لأي نية لتركيا بالاستغناء عن حلف الناتو، لا تزال التقارير تصدر بشكل متكرر حول إخراج تركيا من الحلف من مصادر أوروبية وعالمية، مستندين إلى نقاط الخلاف التي تتفاقم مع مرور الوقت بين تركيا والحلف.
وأظهرت نتائج استطلاع رأي في ألمانيا نشرتها صحيفة”DW” الألمانية، أن 58% يؤيدون خروج تركيا من الحلف، بينما 18% فقط يعارضون ذلك. أما وكالة “فرانس24″، فقد ارتكزت على صفقة “إس 400” التي اشترتها تركيا من روسيا، موضحة أنه سيكون للصفقة تداعيات عسكرية وسياسية في المستقبل السياسي لتركيا وخاصة بخصوص تواجدها في حلف الناتو.
نقاط الخلاف بين تركيا والحلف
كانت آخر نقاط الخلاف بين تركيا وحلف الناتو في عملية “نبع السلام” التي قام بها الجيش التركي في الشمال السوري، فبالنسبة لأنقرة شكلت العملية العسكرية في شمال سوريا نجاحا كبيرا بحيث تم منع قيام دولة كردية، وإبعاد المقاتلين الأكراد عن الحدود التركية إلى العمق السوري.
ولكن هذه العملية لم تكن إيجابية من وجهة نظر حلف الناتو، كونها لا تعتبر وحدات حماية الشعب الكردية منظمة إرهابية.
وتبقى مشكلة الحلف الكبرى هي في صفقة الصواريخ الروسية “إس 400” بدون شك، بعد أن صرح الأميركيون بأن صفقة صواريخ “إس – 400” تتنافى مع عضوية الناتو، ومطالبتهم لتركيا بالتخلي عن الصفقة مقابل شراء منظومات باتريوت الأمريكية، وهددت بتأخير أو إلغاء بيع أحدث المقاتلات من طراز “إف-35” إلى تركيا. ومع ذلك، رفضت أنقرة التخلي عن الصفقة مما وسع الشرخ بينها وبين الحلف.
خسائر الحلف بخروج تركيا
ستكون خسائر الحلف كبيرة في حال خروج تركيا، فمن المعروف أن تركيا هي ثاني أضخم جيش في الحلف بعد الجيش الأمريكي، ويصل عدد الجنود التي تقدمها تركيا للحلف إلى 435 ألف جندي، كما أن الجيش التركي يعد من أقوى جيوش المنطقة تسليحا، بالإضافة إلى الخسارة الكبرى التي تتمثل بالوجود الجغرافي لتركيا في الشرق الأوسط، وخروج تركيا سيعني خسارة جميع قواعد الحلف الموجودة في المنطقة التي يصعب تعويضها على المدى المنظور، كقاعدتي “إنجيرليك”.
خسائر تركيا بخروجها من الحلف
أكد الخبير العسكري الروسي ميخائيل خودارينوك، أن تركيا لا تخشى تهديدات أي شخص بطردها من حلف الناتو، وتعلم أنها تهديدات فارغة، لأن خروج تركيا سيكون له خسائر سياسية وعسكرية كارثية للحلف، وأضاف أن تركيا في الوضع الراهن غير مهددة أساسا، ، أو حتى من الحلف ذاته، وليست مضطرة لتقديم تنازلات سياسية وخسائر مادية لخدمة مصالح الحلف.
ويمكن القول أنه لا تشكل أي قوة عالمية أو إقليمية في العصر الحديث تهديدًا لتركيا، كما أن أقرب جيران أنقرة والذين كانوا ذات يوم لاعبين إقليميين أقوياء، إما أنهم في وضعية سيئة مثل العراق وسوريا، أو يعانون من العقوبات، ويمنعون من الوصول إلى التكنولوجيا المتطورة ومعرضون بشكل دائم لعقوبات وحصار غربي، مثل إيران.
وتبقى تهديدات المسؤولين الغربين بإخراج تركيا من صفوف الحلف مجرد محاولات تدخل في نطاق الضغوطات السياسية على أنقرة لتقديم تنازلات في بعض القضايا الإقليمية والدولية المهمة.