اطلاق مشروع حول تمكين وتأهيل الاطفال والمراهقين للحد من التوتر والعنف
2019-12-03 14:13:04
اجتمع أكثر من 100 شاب وشابة من سفراء السلام في طرابلس، ليقدموا مشاريعهم حول "تمكين وتأهيل الاطفال والمراهقين للحد من التوتر والعنف والتطرف" في إحتفال أقيم في معرض رشيد كرامي الدولي في طرابلس، بدعم جزئي من الإتحاد الأوروبي، وبتنفيذ من الهيئة الدولية للقيم الإنسانية بالشراكة مع جمعية فنون متقاطعة الثقافية، برعاية وحضور رئيس بلدية طرابلس رياض يمق وحشد من الأهالي.
كلمات السفراء
تحدث عدد من سفراء السلام الشباب عن تجربتهم والأثر الذي تركته مشاركتهم، وقالوا:"هذا يعني أننا نساهم في بناء عالم أفضل كسفراء للسلام، والمشروع دائم في حياتنا، وأن نكون سفراء فهذا يعني ان نكون جديين فيما نعمل ونفكر قبل التصرف، وأن نتقبل الرأي الأخر. تعلمنا ايضا أنه عندما نكون متحدين نصبح أقوى وأكثر قدرة على النجاح وتحقيق أهدافنا".
واضافوا:"شباب طرابلس يتنفس سلاما ويعرض أفكاره من أجل بناء ثقافة السلام وتقبل الآخر".
وإعتبر عدد آخر من الشباب "أن مشاركتنا في هذا المشروع غير نظرتنا الى حياتنا والعالم المحيط بنا، وأبعدتنا عن القلق والإحباط بالدرجة الاولى، اليوم نحن مجهزون بمجموعة من المعارف والمهارات التي سنحملها معنا مدى العمر، وسنحرص على أن نكون مساهمين في التغيير الإيجابي، وتطوير قدراتنا كشباب للتعبير وتفعيل الحوار من خلال الفنون والعمل الثقافي والتربوي".
وتابعوا "تبرز مشاريعنا حول مواجهة العنف والتطرف بكافة أشكالهما، ورفع الوعي الفردي والجماعي حول قضايا المجتمع، ولاسيما منها التي تطال الأطفال والشباب والنساء".
يمق
وقال يمق:" منذ 46 يوما ونحن نعيش أياما عصيبة وأوضاعا خطيرة في لبنان من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه، وانتفاضة شعب يطالب بحقوقه المعيشية وبالأحرى حقوقه الإنسانية. ومن البديهي أن يتمتع المواطن بحقه بالعيش الكريم من سكن وتعليم وصحة وضمان اجتماعي وضمان شيخوخة وحقه بالحرية والاستمتاع بسيادة وطنه الحر والمستقيل. وتحت هذه العناوين الكبيرة تنطلق من حناجر الشعب صرخات الظلم وتنزل الى الساحات وقد طفح الكيل ولم يعد المواطن يحقق معيشة حياته، وخاصة متوسطي الدخل الذي لم يعد موجودا، لاسيما سكان الأحياء الشعبية والفقيرة، كسكان حي التنك والغرباء ومناطق كثيرة في مدينة طرابلس. لذلك لم يعد أحد يؤمن بأي سلطة كانت في الماضي و تذكرون جميعكم بعض المصانع في البحصاص قد أقفلت جميعها، فانتشرت البطالة وعمت الفوضى ومرت المدينة بمنازعات غريبة عن أصالتها وعاداتها وانتمائها الوطني والعربي والأخلاقي".
وأضاف:"اسمحوا لي بهذه المقدمة لأننا في صدد الحفل الاختامي النهائي لمشروع إنساني من اجل تمكين و تأهيل الأطفال والمراهقين للحد من التوتر والعنف والتطرف، وذلك بالعمل على توفير الدعم النفسي والتربوي للأطفال والشباب في طرابلس وضواحيها، في هذه المناسبة أحيي مجموعة سفراء السلام في طرابلس ومبادراتهم الإيجابية للقيام بهذه المهمة التي قد تساعد الجيل الصاعد على تجاوز هذه الأزمات وإن كانت صعبة جدا، ولكن أن تشعل شمعة خيرا من أن تعيش في الظلام، وأي ظلام ونحن نسير نحو مستقبل مجهول، لا حكومة ولا استشارات مجدية ولا أمل بفجر جديد إلا بانتفاضة شعب بكامله أمام الظلم والاستبداد والفساد والطغيان".
وتابع :" طرابلس، مدينة الكرامة والإباء لاتعرف الخنوع والهوان، من أجمل مدن ساحل البحر المتوسط وأقدم المدن السياحية في المنطقة، مدينة سياحية من الدرجة الأولى غنية بأبنائها النخباء ومثقفيها ومفكريها، لكنها تعيش تحت خط الفقر. وهنا أستذكر قول الشاعر التونسي أبو القاسم الشابي: "إذا الشعب أراد الحياة، فلا بد أن يستجيب القدر"، إن الله تعالى جعل الظلم ظلمات ولن يرضى لشعب لبنان هذا النمط من التخلف والذل. شبابنا قادر على الإبداع والعطاء ولكنه يحتاج إلى قدر من الإهتمام ومنحه الفرصة لينطلق نحو آفاق العمل الجدي. آن الأوان للمسؤولين أن يتحملوا مسؤولياتهم وللقانون أن يسود على الجميع. قال الله تعالى "إن أحسنتم للأنفسكم وإن أسأتم فلها صدق الله العظيم".
وقال:" لن ينطفىء صوت الشارع حتى تصحو السلطة أو تتغير لتعطي الشعب حقه في العيش الكريم. لذلك نثمن مبادرة منظمات الإتحاد الاوروبي الذي ساهم بتمويل هذا المشروع الإنساني بامتياز، مقدرين هذا الدعم الذي نأمل أن يكون برنامجا دائما لأبنائنا الأطفال والمراهقين الذين يعيشون هذه الظروف الصعبة أن ينعموا بالتربية والتعليم والصحة وألأمن والأمان والسلام. هذه هي المثل العليا للشعب الطرابلسي الذي استطاع أن يتجاوز كل محاولات التطرف المذهبي والمناطقي ليرفع علم لبنان موحدا بكل الساحات والميادين، وإني باسم بلدية طرابلس وجميع اعضاء المجلس البلدي أتوجه بالشكر والتقدير للقيمين على هذا المشروع التنموي الإيجابي الذي يساهم في مسيرة النهضة، ويخفف من آلام الاجيال النفسية لتخطي هذه المرحلة العصيبة".
وختم :"أشكركم جميعا وأسأل الله تعالى للبنان تخطي الأزمات والصعوبات التي يمر بها والحفاظ على سلامة بلدنا من الإنزلاق بأي انحراف، وإنما يزيد البلد تأزما، ومن هذه المنبر أدعو المسؤولين جميعا ليتحملوا بحق المسؤولية والأمانة، فالشعب لن ينسى الفاسدين. وأكرر شكري للقيمين على هذا العمل وللشخصيات والفاعليات المخلصة التي ساهمت في المشروع وقدمت كل الجهود التي من شأنها رفع المعانات عن الشرائح التي أرهقتها آفات الفقر والجهل والبطالة بسبب الإهمال، وعدم التخطيط الاستراتيجي لأبناء الوطن من أجل تأمين المستقبل، ولكن معظم شبابنا سقط في مستنقع اليأس ولم يجد أمامه فرصة إلا الإنتفاضة بعد أن سدت بوجهه كل أبواب الفرج. وأدعو الله عز وجل أن يحفظ للبنان عيشه الكريم ولطرابلس العزة والكرامة.عشتم وعاشت طرابلس عروس الثورة وعاش لبنان".
وفي الختام، تم تسليم الشهادات والدروع للسفراء.
النشرة