التقط علماء فلك في المناطق النائية من غرب استراليا صوراً لمركز المجرة التي نعيش فيها.
وتظهر الصور التي لم تُر من قبل والتقطها تليسكوب “مورشيسون وايدفيلد آري” الراديوي، الهيئة قد تبدو عليها مجرة درب التبانة لأعيننا، في حال قدرتها على رؤية الموجات الراديوية.
ويمثل هذا التليسكوب نتاج مشروع مشترك بين مجموعة منظمات دولية لتشغيل مجموعة لاسلكية منخفضة التردد لالتقاط الإشارات الكونية القادمة من الفضاء.
ويقول الخبراء إن دراسة مجرتنا تشبه محاولة الإحاطة بالصورة الكلية لغابة واسعة، أثناء الوقوف في منتصفها، ولكن الغبار والغاز يحلّان محل الأشجار في حجب الرؤية.
وصنعت عالمة الفيزياء الفلكية، د.ناتاشا هيرلي-ووكر، هذه الصور باستخدام التقنيات والبرامج المتوفرة في مركز باوسي للحوسبة الفائقة في مدينة بيرث بأستراليا.
وتقول هيرلي-ووكر “تركز صورنا على منتصف مجرة درب التبانة مباشرة، وتبحث في منطقة يسميها العلماء بمركز المجرة”.
ومركز المجرة هو النقطة التي تدور حولها مجرة درب التبانة، وتقع على بعد نحو 24 ألف سنة ضوئية من النظام الشمسي باتجاه مدار القوس.
واكتشفت هيرلي-ووكر ومجموعة من زملائها بقايا 27 نجماً ضخماً، استحالت إلى سوبرنوفا أو مايعرف أيضا بـ ” المستعر الأعظم” وانفجرت في الفضاء عند نهاية أعمارها.
والسوبرنوفا هو حدث فلكي يقع خلال المراحل التطورية الأخيرة لحياة نجم ضخم؛ إذ يحدث انفجار نجمي هائل يقذف فيه النجم بغلافهِ في الفضاء عند نهاية عمره، مخلِّفاً سحابة كروية براقة من البلازما.
وبحسب العلماء، بلغت أحجام تلك النجوم الضخمة، نحو ثمانية أضعاف حجم الشمس، قبل انفجارها الهائل في الفضاء.
وتقول هيرلي-ووكر إن اثنين من “السوبرنوفا”، اللذين اكتشفتهما ضمن البيانات التي توصلت إليها، كانا “أيتاماً”؛ بمعنى أنها وُجدا في فضاء لا يوجد به أي نجوم ضخمة أخرى.
ووصفت هيرلي-ووكر كشفها بالقول إنه “أمر مثير للغاية بالنسبة لنا؛ لأنه من الصعب العثور على بقايا سوبرنوفا في هذه المرحلة من الحياة. وتلك البقايا ستتيح لنا نظرة أعمق لمجرة درب التبانة خلال مراحل أكثر قدماً”.