2025- 03 - 05   |   بحث في الموقع  
logo وفد من الجامعة الثقافية في العالم يزور رئيس الحكومة نواف سلام logo الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة: حماس وافقت وتعليق إسرائيلي! logo الكشف عن "إخفاقات" الاستخبارات الإسرائيلية قبل "طوفان الأقصى" logo "الاستيطان في الجنوب": تحذيرٌ من تكرار إسرائيل "خطأ الماضي" logo قمة القاهرة الطارئة تعتمد الخطة المصرية حول غزة logo دحلان يعود إلى الأضواء: عباس يستحدث منصب نائب الرئيس! logo فيديو لأدرعي وهو "يسخر" من الشرع... إليكم حقيقته! logo لقاء بين الرئيس عون والسيسي... "ابنِ لبنان نحن معك"!
الحكومة على قاب قوسين أو أدنى (حبيب البستاني)
2019-11-26 17:12:54



حبيب البستاني*


ربما هو نوع من التمني أم هو من قبيل الاستنتاج أم هو مبني على حقائق علمية وموضوعية أم وبكل بساطة وكما يردد الكثيرون إنها المصادر، لا فرق، فبعد ما جرى البارحة في شوارع العاصمة وأزقتها، أصبح الوضع الأمني أكثر من خطير إضافة إلى الوضع الاقتصادي الذي لا حاجة لنا لشرح انعكاساته السلبية على البلاد وعلى العباد في آن معاً، وكما يقول أهل الجبل " أبقاش بدها ".
وفي اليوم الواحد والأربعون اهتز الأمن ولولا العناية الإلهية لكنا وقعنا في المحظور، ولكننا استطعنا وفي اللحطة الأخيرة تجنب كارثة وتجنب الصدام المذهبي الذي لا يتمناه أي من الأفرقاء الداخليين على الأقل، أما أفرقاء الخارج اللاعبين الحقيقيين بمصير البلد فآخر همهم وربما كان ذلك من ضمن السيناريو الجهنمي الذي رسم خصيصاً لنا، وذلك لا يحتاج لا لتفسير ولا لبرهان فالسياسة الكيسنجرية على مثال وزير الخارجية الأسبق هنري كيسنجر تقوم على اجتراح الحلول أو فرضها على نار حامية، وسياسة الحديد والنار طبقت وما زالت سارية المفعول في أكثر من منطقة في العالم ولا سيما في الإقليم.


الخطر الأمني الداهم
مما لا شك فيه أن الحراك قد طال أمده بالنسبة لبلد صغير مثل لبنان، هذا وبغض النظر عن الكلام الذي يردده بعض المسؤولين من روحيين وزمنيين، حراك وسياسينن، ميليشيات ومدنيين والقائل بضرورة استمرار الحراك إلى ما شاء الله، وهذا يتذكره اللبنايون المخضرمون وفي زمن مضى ويتذكرون معه الشعار الفلسطيني الشهير الذي طالما رددته منظمة التحرير الفلسطينية والشعب الفلسطيني " بأنها ثورة حتى النصر " ومن ثم كان ما كان مما نعرفه جميعاً.
بالإضافة إلى صغر مساحة لبنان هنالك هذا الموزاييك المتمثل بالتنوع الطائفي والمذهبي والذي يشبه إلى حد بعيد ما يعرف بالمفهوم الفيزيائي بالتوازن غير المستفر " équilibre instable ". وهكذا فإن الاستمرار باللعب بالنار على حافة الهاوية لا تنفع معه مقولة " الوحدة بالتنوع " أو أننا موحدين من الشمال إلى الجنوب ومن بيروت إلى الجبل وصولاً إلى البقاع وعكار.
وإذا فرضنا جدلاً أننا فعلاً موحدون، لكن الاستمرار بالأعمال الاستفزازية المتمثلة طوراً بقطع للطرقات الغير مبرر وبشتى المعايير، من الشمال إلى بيروت ومن ألجنوب إلى الجبل، وطوراً بالشعارات المثيرة للنعرات، تشكل سبباً للتفجير ولنقل الأمور كما هي بدون تجميل، إن قطع طريق الجنوب وقطع التواصل بين الضاحية والجنوب في مناطق خلدة والناعمة وطريق الجية – برجا لا تمت بأي شيء لا للثورة ولا للحراك وهذا ما لم تستطع إسرائيل من تنفيذه، وهو لا يشكل استفزازاً فحسب بل تهديداً لسلامة وحرية حركة المقاومة وطرق إمدادها، وهذا ما لن يسكت عليه لا الحزب ولا الحركة، وإذا كانت الأمور جرت باعتذار من هنا وتعازٍ من هناك، لا سيما بعد سقوط شهيدين جنوبيين على هذه الطريق، فإن لا شيء يضمن ردات الفعل السلبية إذا ما تكرر الأمر وكما يقال " مش كل مرة بتسلم الجرة ".


لا أحد يملك ترف الوقت
أمام كل هذا الواقع السياسي والأمني والاقتصادي المتفجر لا يزال فخامة رئيس البلاد وبحكمته وتحسسه بالمسؤولية، لا يترك فرصة إلا ويأخذها ولا مبادرة إلا ويتلقفها محاولاً إيجاد المخرج الملائم للدعوة لاستشارات ينتج عنها تكليف وتأليف، وهو يحاول إزالة الألغام من أمام التأليف ليتم في أقصر وقت ممكن، فلا تنتقل البلاد من أزمة سياسية يسهل حلها إلى أزمة حكم قد تطول إلى ما شاء الله. وإنه ونظراً للظروف الموضوعية وللمخاطر المحدقة، أصبح فخامته في وضع يسمح له بإجراء الاستشارات الملزمة التي ينتج عنها تكليف رئيس للحكومة، تكون التشكيلة الحكومية شبه جاهزة ولا تتطلب من الوقت إلا للإخراج.


حكومة أم فراغ
لقد بات واضحاً أن تشكيل أية حكومة هو أفضل بكثير من استمرار الدوران في الحلقة المفرغة، وإنه أفضل مليون مرة الإتيان برئيس حكومة أي رئيس حكومة لديه القدرة على التأليف وتحمل المسؤولية من انتظار " الترياق من العراق ".
من هنا نقول ونجزم أننا أمام قاب قوسين أو أدنى من ولادة حكومة، ترضي الناس وتحوز على ثقتهم ويتمثل فيها الحراك والتكنوقراط والسياسيين الذين يؤمنون لها التغطية الدستورية المطلوبة والتي نادى بها مجلس الأمن البارحة.
كاتب سياسي*



التيار الوطني الحر



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top