خاص tayyar.org -
لم تأت زيارة النائب ابراهيم كنعان أمس الأول الى بكركي من فراغ، بل جاءت من ضمن مسار قديم جديد قائم مع البطريركية المارونية، والذي لم ينقطع منذ السابع عشر من تشرين الأول الماضي، بهدف التشاور من جهة، والدفع باتجاه الحل السياسي من جهة أخرى، من خلال معطيات جدّية وحقيقية. تضاف اليها الإحاطة بالوضع المسيحي الذي شكّل هماً مشتركاً بين البطريرك الماروني ورئيس الجمهورية منذ اندلاع التظاهرات والتحركات الشعبية.
هذه الأجواء حضرت في اجتماع الساعة بين أمين سر تكتل لبنان القوي وسيد بكركي، الى جانب الوضعين المالي والاقتصادي، في ضوء ظروف انعقاد المجلس النيابي، ولجنة المال والموازنة تحديدا لاقرار مشروع موازنة العام 2020، في ظل الأوضاع السياسية والأمنية، مع ما يشكّله عدم القدرة على الانعقاد والعمل من خطورة على تعطيل المؤسسات بشكل كامل.
ووفق المعلومات، فإن المبادرة الأخيرة بدأت عشية الانعقاد الاستثنائي لمجلس البطاركة والاساقفة في بكركي في 23 تشرين الأول الماضي. حيث بادر كنعان الذي كان في مكتب رئيس الجمهورية في بعبدا الى الاتصال بالبطريرك الماورني من هاتفه الخاص، قبل أن يتحوّل الحديث ثنائياً بين الرئيس والبطرريرك.
وفي اليوم الثاني، وقبيل ساعات من الاجتماع، توجّه كنعان الى بكركي حيث حلّ ضيفاً على ترويقة البطريرك مع عدد من الاساقفة، والتي حضر على مائدتها طبق دسم الى جانب الشاي واللبنة والزيتون، هو التطورات الراهنة.
ووفق المعلومات، فإن همّ البطريرك الماروني هو الحفاظ على استقرار لبنان والاستجابة بالحاح للمطالب المحقّة والمشروعة للشباب والمتظاهرين بتأليف حكومة جديدة تأخذ في الاعتبار متطلبات المرحلة كما التحاوار معهم وهو ما لاقاه فيه رئيس الجمهورية بالدعوة للحوار والذي ركّز على ان انجاح هذه الخطوة، يتطلّب انضاج ظروف التأليف، لاسيما بين الأطراف الأخرى غير المسيحية، أي تيار المستقبل والثنائي الشيعي، منعاً لازدياد التعقيدات وصولاً الى الانفجار، اذ ما تعثّر التأليف، او أتى صدامياً مع رؤية أحد هذه الأطراف.
وعلى صعيد آخر، كان لافتا" ما أعلنه البطريرك بعد ساعات على اللقاء "أن الأزمة التي نعيش هي مشكلة سيادة بالقرار واستقلال كامل" وهو ما تقاطع مع كلام الرئيس مساء".
اذاً، هم واحد يجمع بكركي وبعبدا وهو الخروج من الأزمة السياسية والمالية والاقتصادية في أقرب وقت وعسى بعض التفاصيل غير المعلنة بين الرئيس والبطريرك أن تساهم بتغيير المشهد القاتم. والاتصالات القائمة والمستمرة، تهدف الى تعبيد الطريق للوصول الى هذا الهدف.