في عام 2017 تطوع أكثر من 3200 مصاب بمرض "الزهايمر"، لاختبار دواء تم انتاجه بالتعاون بين شركة Biogen الأمريكية وشركة Eisai اليابانية.
وكشفت دراسات عن نجاح الدواء في تقليص رواسب بروتين الأميلويد المتراكمة في أدمغة مرضى ألزهايمر، مانحا الأمل في علاج المرض.
وعقب شهور، قررت الشركة في أوائل العام الجاري أن النتائج لم تكن واعدة بما يكفي لمواصلة التجربة، ليتم إيقافها، وفقا لما نشرته شبكة "CNN" الأمريكية.
وتوقف المتطوعون عن تناول الدواء، وقامت الشركة بإجراء تحليلات عميقة لهم، ليتبين أنه بعد 18 شهرا من تناول هذا العقار، أظهر المشاركون انخفاضا إدراكيا أقل بنسبة 15 إلى 27% في اختبارات قياسية للذاكرة والقدرة الإدراكية، مقارنة بالذين يتلقون العلاج التجريبي، فيما كانت الحماية المعرفية أكثر وضوحا عند أولئك الذين حصلوا على أعلى جرعة من الدواء.
ووفقا لهذه النتائج، طلبت الشركة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية الموافقة على دواء "aducanumab" لعلاج مرض ألزهايمر المبكر.
وبحسب التقارير، فقد كانت دراسة المرحلة الأولى للعقار مشجعة بما يكفي لدفع الشركة إلى إطلاق الدراسات الكبيرة المتأخرة في 350 موقعا في 20 دولة، وبدا أن الدواء يمتلك طريقة فريدة للعثور على كتل بروتين الأميلويد والالتصاق بها، والإشارة للخلايا المناعية في الجسم لتدميرها.
وكان استنتاج البيانات من النصف الأول من المرضى في مارس/أذار الماضي يشير إلى نتائج ليست ذات دلالة إحصائية كبيرة، بجانب آثار جانبية مقلقة، كالتهاب الدماغ الذي يمكن أن يهدد الحياة.
ورفضت الشركة المخاطرة بتعريض المرضى لخطر الآثار الجانبية دون فائدة، لتتخذ القرار بإنهاء الدراسات التي بدأت منذ عام 2007.
ومع إعادة تحليل البيانات، اكتشف الباحثون أن هناك تراجعا في المرض، كما أن الجرعات الأعلى قليلا آمنة ولم تسفر عن زيادة ملحوظة في الآثار الجانبية.
وعندما تم التدقيق لأول مرة في النتائج الإيجابية في يونيو/حزيران الماضي، ظهر أن المرضى الذين يتلقون جرعات أقل حظوا ببعض التحسينات في اختباراتهم الإدراكية أكثر من مجموعة الدواء الوهمي، لكن ليس بجودة تلك الموجودة في الجرعات الأعلى.
وقد أشارت هذه الاختبارات من جميع المشاركين في الدراسة، إلى أن الذين حصلوا على أعلى جرعات من الدواء يظهرون أيضا انخفاضات في نسب الأميلويد، ومستويات ثابتة من البروتين في السائل الشوكي، لتزداد الثقة في تأثير الدواء.
وتعكف الشركة في الوقت الحالي وبالتعاون مع إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، على إجراء دراسة جديدة حيث سيتم دعوة جميع متلقي الدواء التجريبي الجديد، للخضوع للدراسة بهدف التوصل لنتائج أكثر دقة.
وهناك الكثير من الآثار المترتبة على هذه النتائج، ليس فقط لأولئك الذين تم تشخيص إصابتهم بمرض ألزهايمر المبكر، بل أيضا لتجديد تجارب الوقاية من المرض، وفي حال تمت الموافقة على الدواء، سيكون ألزهايمر قابلا للعلاج.
قد يهمك ايضا:
أبحاث علمية تؤكد أن الإصابة بمرض "الزهايمر" قد تبدأ منذ سن الطفولة
"واشنطن بوست" تفضح شركة أدوية أخفت بيانات تُخفض خطر الإصابة بـ"الزهايمر"