بيروت - بولين فاضل
ما عادت دانييلا رحمة تكترث لتعليقات الناس، هذا ضمن ما صرحت به أخيرا، مضيفة أنها تعبت من اهتمامها بما يقولونه، خصوصا أولئك الذين لا يجيدون سوى الأذى المعنوي.
خلفية كلام دانييلا هي عدم توقف السهام في اتجاه لغتها العربية غير المجردة من لكنتها الأسترالية، رغم أنها وكما تؤكد لا تنفك تعمل على مخارج الحروف لديها، وتقسو على نفسها كي لا تتحدث إلا بالعربية، وتستذكر دور «مجدولين» في مسلسل «الكاتب» وكم كان صعبا عليها تقمص شخصية المحامية والتحضير لها في أقل من شهر، وتؤكد أنها خرجت من العمل منهكة جسديا ونفسيا، خصوصا أن التصوير تزامن مع العرض، وقد صورت مشاهده الأساسية في الأسبوع الأخير، وتحديدا مشاهد انفصام «مجدولين» وتنفيذها جرائم القتل الواحدة تلو الأخرى.
العمل برمته كان يحتاج في نظرها إلى تحضير أكبر ووقت أطول وهو ما جعلها تخرج من التجربة «ع آخر نفس» وتغادر على الفور للالتحاق بأهلها في أستراليا في محاولة لاستمداد طاقة مفقودة.
وتقر دانييلا بشعورها في الآونة الأخيرة بنوع من الضغط النفسي الناجم عن مواقع التواصل الاجتماعي وحضورها فيها من خلال مناسبات تعتمد في الدرجة الأولى على عرض الشكل من ملابس وماكياج وشعر، وتقول: الحضور شبه الدائم في مواقع التواصل يحرمني الوقت الذي يمكن أن أخصصه لنفسي من دون إيلاء أهمية لأمور هي في واقع الحال سخيفة لكن الناس يكترثون لها، مع الأسف مجال الفن تبدل كثيرا.
وأبدت رحمة رغبتها بالتواري عن وسائل التواصل لثلاثة أشهر بعذر وجيه هو انشغالها بتصوير عمل تمثيلي، مشيرة إلى أن أجمل ما تعرفه من وقت يكون حين تدخل ورشة التصوير وتركز على نصها ودورها وتنسى كل ما عدا ذلك.
وشرعت الفنانة أخيرا في تصوير مسلسل «العودة» مع شركة «ايغل فيلمز» والذي يجمعها بالممثل نيكولا معوض، وقد أبدت منذ اللحظة الأولى حماستها للوقوف أمام نيكولا «صديقها» منذ ثماني سنوات والذي أظهرت لقاءاتها به قبل انطلاق التصوير تناغما فكريا بينهما.
ويحكي «العودة» قصة «نسيم» الشابة التي غادرت لبنان إثر مشكلة واجهتها قبل أن تعود بعد 7 سنوات بسبب مشكلة أخرى طرأت عليها، لتبدأ الأسرار بعدها بالتكشف باعتبار أن ماضي «نسيم» يتشابك مع حاضرها، لذا يتخلل حلقات العمل نوع من «الفلاش باك» للتعرف إلى هذا الماضي.
وعن دورها في المسلسل، تقول دانييلا إنه صعب ومركب كون «نسيم» تعاني من الضغوط التي يمارسها عليها من حولها ومن عدم فهمهم لها ما يفسر مقدار ما يحز في نفسها ويعصر قلبها، أما بالنسبة إلى إمكان عودتها في جزء ثان من برنامج «بيروت سيتي»، فتؤكد رحمة أن انشغالها بـ«العودة» وبمسلسل آخر خاص في السباق الرمضاني سوف يحول دون ذلك، خصوصا أن الموسم الأول من «بيروت سيتي» استغرق تصويره 8 أشهر رغم أن حلقاته لم تتعد الـ15.
وبعيدا عن اهتماماتها التمثيلية، تروي دانييلا رحمة كيف انسابت دموعها لدى علمها بموافقة والدها الفنان المعتزل يوسف رحمة على المشاركة في النسخة العربية من برنامج «The Voice Senior».
وتؤكد دانييلا، التي لطالما توقفت عند تضحية والدها برصيده الفني من أجل توفير مستقبل أفضل لأولاده وعائلته خارج لبنان وتحديدا في أستراليا، إنها متحمسة جدا لرؤيته يغني مجددا على المسرح هو الذي أوقف مشواره الفني وهو في أوجه وانخرط في مجال البناء من دون أن يفكر لحظة بذاتية وأنانية، وتابعت تقول: والدي يستحق أن يغني من جديد، يستحق أن يستعيد لحظات المسرح وأنا سعيدة جدا من أجله.