عبّر عضو كتلة التنمية والتحرير قاسم هاشم عن استغرابه الشديد من الهجوم على جلسة مجلس النواب التشريعية التي تتضمن على جدول أعمالها مطالب الحراك الشعبي، مشيرا الى أن ما جرى بالساعات الماضية أظهر الوجه الحقيقي لبعض مخطّطي الحراك، الذين يريدون استمرار الفراغ تمهيدا للدخول في الفوضى، مشيرا الى أن تأجيل الجلسة التي كانت مقررة اليوم جاء انطلاقا من المسؤولية الوطنية والحرص على سلامة اللبنانيين.

واضاف هاشم في حديث لـ في لقاء الكتلة النيابية أمس، والتي أعلن رئيس المجلس النيابي نبيه بري بعدها ما أعلنه، بحثت بكل المستجدات خاصة مع ما يحصل بالبلد، وبمواضيع على علاقة بالجلسة التشريعية التي كانت مقررة، وبنود جدول الاعمال حيث نوقش بكل تفاصيله وأبدت الكتلة ملاحظاتها على كل بند ببنده، تمهيدا للجلسة المقبلة، مشيرا الى وجود نقاش عام حول مجمل التطورات وما آلت اليه الامور بالملف الحكومي، كاشفا أن كل شيء لا يزال على حاله، بظل استمرار المشاورات والاتصالات، التي لم تحقق خرقا بملف تشكيل حكومة فاعلة بظلّ الظروف المعقّدة التي يمر بها لبنان.

ولفت هاشم النظر الى أن الكتلة كانت واضحة حول موضوع الحراك ومن يريد من ورائه الاستثمار على واقع سياسي واقتصادي ما، عبر الفراغ الذي لا مصلحة لنا به لا من قريب ولا من بعيد على المستوى الوطني العام، لان هناك من يريد أخذه حيث هي مصلحته بعيدا عن المصلحة الوطنية.

وقال: لم يعد الامر خافيا على أحد وبعض الأسماء المشبوهة في الحراك باتت واضحة وبعضها لا يزال مجهولا، مشيرا الى أن المرحلة الحالية ليست لهذا النقاش بل سيأتي وقت يتم فيه البحث بتحديد المسؤوليات.

وإذ أكد هاشم أن إلغاء الجلسة لم يكن سوى انطلاقا من المسؤولية الوطنية بالحفاط على الاستقرار الامني، أكد عدم وضوح الصورة بالنسبة للجلسة المقبلة اذ لا يزال من المبكر البحث فيها، مشددا على أن بقاء جدول الأعمال نفسه يأتي في سياق ما اتفقت عليه الكتل النيابية في اجتماع هيئة المكتب، مشيرا الى أنّ الاقتراحات المطروحة تخدم جميع اللبنانيين دون استثناء، ولا تخدم جهة أو طرف.

وفي الشأن السياسي وهجوم بعض الكتل على جلسة التشريع قال هاشم: لن نرد على أحد الآن لأنّ الموضوع اليوم ليس سجالا سياسيا، بل ما نسعى اليه وما يهمنا هو التفتيش عن المساحات المضيئة التي تُخرج لبنان من أزمته الراهنة، داعيا للابتعاد عن فتح السجالات، والبناء على الإيجابيات والإبتعاد عن السلبيات.

واضاف: الموفد الفرنسي يصل الى لبنان اليوم وبظل ما نحن بصدده فبالطبع اذا لم نسارع الخطى لإخراج بلدنا من أزمته بمبادرتنا الوطنية، فإن ذلك قد يدفع لفتح الأبواب امام الخارج، وأمام من يريد ان يتدخل فتصبح أزماتنا في بازار الدول.

وردا على ما جاء في المؤتمر الصحافي لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة قال هاشم: ما يقنعنا هو أي رؤية تساهم بتجاوز الأزمة الاقتصادية المالية وفق منطلقات وطنية بما يحفظ الواقع الاقتصادي والمالي، وخلق مساحة قادرة على تأمين كل المسلتزمات، ودفع الأمور للاتجاه الإيجابي دون أن يكون هنالك تأثيرات سلبية كما حصل بالأسابيع الماضية، لأن الجميع يتطلع لكيفية العودة الى الواقع الطبيعي على المستوى المالي دون ان يصاب اللبنانيون بمزيد من الذعر، وهنا تقع مسؤولية المصرف المركزي.

واشار هاشم الى انه مما لا شك فيه فإنّ التداخل بين كثير من القضايا الخاصة والعامة نعيشه يوميا، فالمؤسسات تعيش حالة إرباك تجعل القرارات خاطئة أحيانا، لذلك المطلوب الاسراع بتشكيل الحكومة لتأخذ الامور مسارها الطبيعي وفق عمل مؤسساتي سليم.