بيروت - بولين فاضل
رغم زخم نشاطها الحالي، انتهت الممثلة باميلا الكيك إلى قرار مفاجئ بتوضيب حقائبها ومغادرة لبنان لمواصلة تحقيق أحلامها وتوظيف موهبتها خارجه.
وتؤكد باميلا أن ما ستفعله ليس اعتزالا ولا استسلاما، وهي ترفض أن يمضي العمر وهي في بلد ما عاد زعماؤه يمثلونه ولا فنه يمثله، مشيرة إلى أنها اختارت إهداء موهبتها لبلدان قد تقدرها أكثر ولصحافة لن تهاجمها في حال عدم الرد على اتصالاتها، مضيفة أنها فاتحت والديها في الأمر وقالت لهما بجزم: «أنا مش باقية هون».
باميلا، التي يعرض لها حاليا فيلم «بالصدفة» إلى جانب كارول سماحة وبديع أبوشقرا، تشهد قريبا على انطلاق عرض فيلم ثان لها بعنوان «يربوا بعزكن»، علما بأن دوريها في الفيلمين في غاية الاختلاف والتناقض، ففي الأول هي «تغريد» الفتاة التي تعاني التوح، فيما هي «راي» في الثاني المرأة المتزوجة رجلا من غير ديانتها، وتقول الفنانة إنها تنجذب إلى الأدوار الصعبة والمركبة التي تعاني في تجسيدها، وتضيف: هذا ملعبي وهذا أكثر ما أحبه، ثمة ممثلات يعنيهن الظهور جميلات وأنيقات في الأدوار، أما أنا فكل ما يعنيني أن أقدم أداء، لذا نصف أدواري من دون مكياج وإذا كان البعض يحب أن يرى جمالا على الشاشة، فإنني خلافا لهم أحب أن أرى أداء، في مسلسل «سمرا» مثلا ظهرت مع اصفرار تحت العين وحبة على الشفة، والدور في حد ذاته جعلني أعاني، لكنني أحب هذا الخط من الأدوار وأفضل أن أكون مقلة جدا في أعمالي على أن أوافق على أي دور. وكشفت عن مسلسل في طور الكتابة أنجزت منه حتى اليوم عشر حلقات، ويدور في الفلك الاجتماعي الإنساني لكون الدراما، كما تقول، تحتاج إلى قضايا أخرى غير الخيانة والحب والعنف، وتتوقف عند دور «تغريد» في فيلم «بالصدفة» فتوضح بداية أنها طلبت من الكاتبة كلوديا مرشليان أن يكون اسمها كذلك في العمل تيمنا بوالدتها، ويقينا منها أن هذا الدور هو دور حياتها.
وتروي كيف أمضت أربعة أشهر في زيارة مراكز التوحد في لبنان وكيف شاهدت ما يفوق الستين فيلما للغوص في هذه الحالات التي لم تكن تعرف عنها شيئا قبل هذا الدور، وتقول: الفيلم يحمل رسالة، مع العلم بأن خيطا رفيعا كان يفصل بين تصوير المتوحد على أنه متخلف عقليا وبين تصويره على حقيقته، هاجسي كان أيضا عدم إظهاره عدائيا وعدم المبالغة في أي تفصيل، وتؤكد أن دور «تغريد» كان صعبا للغاية وتطلب منها الكثير من الإحساس، مشيرة إلى فرحها اليوم بكون هذا الجهد بلغ قلوب الناس.
باميلا وكما تردد ليس هاجسها أن تكون الممثلة رقم واحد، بل ما يعنيها أولا وأخيرا أن تكون ممثلة مجتهدة وتعمل بشغف ومزاج، وتمنت أن تصبح ابنة السينما، لافتة إلى أن الصعوبات والتحديات تستهويها، أما الحروب الفنية فلا تعنيها لقناعتها بأن أحدا لا يستطيع أن يكسر جوانحها أو يطلقها عمدا، فموهبتها كما تقول هي نعمة من الله ولن يقوى عليها أحد طالما هي كذلك.
وعن حلمها الأخير مع الممثلة ماغي أبوغصن إثر زيارتها لها في المستشفى، قالت: الإنسانية يجب أن تقود خطوات البشر، وفي النهاية كلنا نخطئ، وختمت: «إذا لــم نجــدد ونســــامح، لشـــــو عايشيـن؟».