تعتبر السينما من أهم وسائل التعبير عن أوجاع المجتمع والواقع الاجتماعي والتاريخي للبشر، فكيف تناولت السينما أحد أهم الوقائع في تاريخ البشرية وهي الثورات؟
تناولت بعض الأفلام «الثورة» من عدة نواح، ونذكر فيلم «V For Vendetta» الشهير عام 2005 للمخرج James Mc Teigue وتناول قصة الثائر جاي فوكس الذي خطط مع مجموعة من أعوانه عام 1605 وتحديدا في الخامس من نوفمبر لاغتيال الملك جيمس الأول وأعضاء حكومته جميعا خلال اجتماعهم في البرلمان.
كانت الخطة حفر سرداب أسفل البرلمان وتهريب براميل الوقود في هذه السراديب لتفجير البرلمان بجميع من فيه الا أن هذه الخطة لم تنجح، حيث تم الكشف عن المخططين وقبض عليهم وتم إعدامهم، والشخص الأشهر في هذه الحادثة التي تعرف في بريطانيا بـ«مؤامرة البارود» كان جاي فوكس الذي أوكلت إليه مهمة حفر السرداب وتفجير البرلمان.
تناول الفيلم هذه الحادثة التاريخية بشكل عصري، حيث ارتدى البطل في العمل قناعا أبيض بشكل وجه مبتسم وشارب أسود وكان هذا القناع هو العامل المشترك بين كل الثوار، فكل عملية اغتيال لأحد الساسة كان العامل المشترك فيها هو وجود شخص يرتدي هذا القناع، وبالتالي لم تكن الشرطة قادرة على تحديد هوية الجاني أو الشخص الرئيسي وراء تلك الثورة.
بشكل ما انتقل هذا التقليد ليشمل ثورات «الربيع العربي» وظهر هذا الماسك في أنحاء متفرقة من الدول العربية تعبيرا عن الغضب والثورة ضد الأنظمة القمعية، وتعبيرا عن الفقر والعوز اللذين أججا نيران الثورة في الشرق الأوسط بل ورمزا للاحتجاج حول العالم، فكل من تابع الأخبار والوقفات الاحتجاجية حول العالم سيجد قناع جاي فوكس على وجوه الثوار والمحتجين.
ليس هذا الفيلم فقط المعبر عن الثورات وانما هو أبرزها بسبب القناع التنكري الذي يمكننا القول إنه أصبح رمزا لن يمحى من ذاكرة التاريخ الحديث.