الشارقة ـ عبدالحميد الخطيب
يختتم مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب 2019، الذي تنظمه مؤسسة «فن» المعنية بتعزيز ودعم الفن الإعلامي للأطفال والناشئة، انشطته الليلة (الجمعة) بعدما قدم عروضا لافلام سينمائية اماراتية وعربية وعالمية وورش عمل وندوات متنوعة.
وفتح المهرجان أمام الأطفال والشباب واليافعين آفاقا جديدة، لعرض أعمالهم ومواهبهم الإبداعية، والاستفادة من تجارب الخبراء العالميين الذين يستضيفهم المهرجان، والتي تسهم في تنمية وصقل طاقاتهم وقدراتهم، وتعزز من مداركهم الفكرية وتمنحهم ابعادا أكثر شمولية وانفتاحا ليصبحوا صناع أفلام مبدعين وقادرين على إنتاج سينما إماراتية وعربية تعبر عن أحلامهم وتطلعاتهم، وقادرة على المنافسة عالميا.
وقدم المهرجان نخبة من أفلام العالمية في عرضها الأول على مستوى الخليج والشرق الأوسط، حيث قدم في مركز الجواهر للمناسبات والمؤتمرات مجموعة مختارة من الأفلام الدرامية، والواقعية، والإنسانية، التي تتوزع بين أفلام الرسوم المتحركة، وأفلام الناشئة والصغار، إلى جانب الأفلام القصيرة.
أمنيتي
وعرضت سينما المهرجان ضمن فئة أفلام الرسوم المتحركة، فيلم «أمنيتي» للمخرجتين كاميلا بينتواتي وأماندين دازين، والذي يروي قصة الفتاة المصرية نيرمين التي فقدت اختها وقررت التعامل مع هذا الموقف من خلال تحويل حزنها إلى فعل، كما عرض فيلم «وصلة البرغي» وهو نتاج مجهود قام به مجموعة من المخرجين الشباب، وهم نيكولاس ليباس، وكلير كارتييه، وماتيلد دوردي، وتيبولت جرونينبرجر، وماورين ليسيرف، وشيه هوي بان، ويسرد الفيلم حكاية الروبوتات التي تمكنت من اكتشاف العقار الذي يثير فيهم العواطف البشرية، وفيلم «نادي الملطخين»، الذي جاء بجهود مجموعة من الشبان المتخرجين بدرجة ماجستير من جامعة فالنسيان في فرنسا، ويروي قصة طفل اسمه فين يشعر بسعادة عندما يجد أولادا آخرين لديهم لطخات وندبات مثله.
لكن سرعان ما يكتشف أن ندباتهم نتيجة العنف والمعاناة. واستضاف المهرجان فيلم «الفيلة سيكونوا سعداء»، للمخرجين الست، هم: لوكاس روسيل، شارلوت برون، لويس فريم، فينسنت لابيس، أدريان لانوين، وأليس ليبوتري، الذي يطرح ثلاث لمحات عن الحياة في عالم ما بعد الكارثة.
فقدت أبي
وتحت عنوان «فقدت أبي» عرضت شاشات سينما المهرجان فيلما لمجموعة من المخرجين الصغار بالتعاون مع «كاميرا-إي تي سي» ويروي الفيلم قصة أب وابنه من كوكب المشتري مفتونين بمنظر الأرض الأزرق والأخضر، لذلك يقرران إلقاء نظرة عن قرب فينطلقا بسفينتهما الفضائية في رحلة ممتعة نحو الأرض.
وروت المخرجة الروسية الشابة كاترينا تشيكوموفا، خلال فيلم «حكايات مميزة»، قصة مؤثرة لرحلة أم تبدأ من عدم التصديق وإنكار بأن ابنها الذي طال انتظاره لن يتكلم ولن يمشي، وتنتهي بالقبول والفرح في نهاية المطاف.
وقدم المخرج الصغير زهيفار فرج زاده في فيلمه «شيروك» حياة الفتى الصغير الذي أجبر على الوقوف كراع لقطيع والده خلال فصل الصيف، لكنه يحلم أن يصبح شرطيا ذات يوم ويقود سيارته، وفي فيلم «تينغو»، أجاب المخرج باراث مينون، سؤال: «كيف يمكننا تعليم الأطفال احترام ملكية الآخرين في عالم مليء بالجشع؟».
أفلام قصيرة
ومن الإمارات عرض المهرجان فيلم «ليمون» للمخرج السينمائي الإماراتي عبدالرحمن المدني، الذي يتحدث عن ربة منزل أسمها ميثاء وهي في منتصف العمر تحاول إعادة رمق الحياة مجددا إلى زواجها، لكن زوجها، عبدالعزيز، رجل صارم وعنيد يحبط كل المحاولات التي تقوم بها للاقتراب منه.
ومن إسبانيا، عرض المخرج خوسيه كورال فيلم «حكاية عائلة»، الذي يسرد أحداثا تعيشها عائلة بكامل تفاصيلها، حيث يكشف كيف صارت الحكايات ملاذا يمكن فيها العثور على العدل والحرية بالنسبة لأبناء العائلة الذين يعانون من والدهم.
وسرد فيلم «بشير في أرض العجائب» للمخرج الهولندي أفلين بيهوف، قصة الطفل الذي بلغ الربيع العاشر من عمره وهو يعيش ويمضي حياته في مخيم اللاجئين، كما تحدث فيلم «فلورينا» للمخرج وصانع الرسوم المتحركة لويس مورتون، عن المستقبل، حيث لم تعد الأرض صالحة للحياة.
رسوم متحركة
واستضافت شاشة سينما المهرجان الصغيرة نخبة من الأفلام، منها فيلم «مقلوب» للمخرجتين هند ولمياء من مصر، الذي يعرض مجموعة من التساؤلات حول كيف سنتمكن من الاعتناء بأولادنا إذا كنا صغار الحجم؟ حيث تنقلب الأدوار عندما يصبح البالغون أطفالا. ومن إسبانيا قدم المخرجان أندرو جولدسميث وبرادلي سليب فيلم «مفقود وموجود»، الذي يجسد في قصة صغيرة وجميلة كل شيء عن الحب.
وعرض المهرجان فيلم «موغو وبيرول»، للمخرج الياباني وفنان الرسوم المتحركة تسونو غودا قصة موغو الذي يعتني بصديقه الاستغلالي «بيرول» حتى يأتي اليوم الذي يحدث بينهما شجار صغير، فيبادر بيرول بأخذ موقف حاد لتتصاعد الأحداث حتى يجتمع الصديقان على طاولة الطعام ويعودان إلى صداقتهما من جديد.
ورش سينمائية
من جانب آخر، استضافت انشطة الدورة السابعة من مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب 2019، الذي تنظمه مؤسسة «فن» المعنية بتعزيز ودعم الفن الإعلامي للأطفال والناشئة، ورشتي عمل سينمائيتين استهدفتا الأطفال، وقادهما نخبة من الفنانين والمبدعين في المجال، في مركز الجواهر للمناسبات والمؤتمرات بالشارقة.
وفي ورشة عمل إبداعية حملت عنوان «اصنع شخصية فوركي»، قادت المدربة الإماراتية من مؤسسة «فن» ميثاء الجويعد، الأطفال لصناعة شخصيتهم المحببة «فوركي»، إحدى شخصيات الفيلم الكرتوني الشهير «حكاية لعبة» في جزئه الرابع، حيث عرفت الأطفال المشاركين على أبرز الخطوات اللازمة لصناعة هذه الشخصية التي حظيت بشهرة واسعة بعد عرض الفيلم الذي أنتجته عملاق الصناعات السينمائية العالمية والت ديزني.
وبخطوات سهلة وأدوات بسيطة عرفت الجويعد الأطفال الحاضرين على أسس صناعة هذه الشخصية، فهي عبارة عن شخصية مصنوعة من «شوكة طعام» بلاستيكية، تلصق عليها العيون والأجزاء الأخرى لتنتج بالنهاية دمية مبتكرة امتلكت حضورا سينمائيا كبيرا بعد أن لعبت دورا مهما في الفيلم الذي يعتبر أحد أهم أفلام السينما الموجهة للأطفال.
وفي جولة حول أهم المفاهيم المتعلقة بالدراما الإبداعية، قدم المخرج المسرحي السوري عدنان سلوم، مشرف مسار الفنون المسرحية لدى ناشئة الشارقة، التابعة لمؤسسة «ربع قرن» لصناعة القادة والمبتكرين، لمحات معرفية حول أبرز ما يجب على ممثل الدراما القيام به لأداء أدوار متميزة على خشبة المسرح أو أمام عدسة الكاميرات التلفزيونية والسينمائية.
وعرف سلوم الأطفال المشاركين على ضرورة أن يتمتع الممثل بالموهبة، حيث أكد أن أي مدرب أو مخرج لا يستطيع أن يزرع في داخل الممثل بذرة الإبداع والموهبة بل هذا عامل فطري يولد مع الانسان، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن التدريبات المكثفة وإتقان الدور واستخدام لغة الجسد في تقديم الرسالة كلها عوامل مهمة في صناعة الممثل وتقديم لوحات درامية إبداعية، لأن مجال الدراما في التمثيل كما عرفه يتطلب الجد والإتقان والموهبة الكبيرة على الإقناع.