انطلقت سلسلة ندوات وتوقيع الكتب الجديدة في "مركز الصفدي الثقافي"، متيحًا للكتّاب الوصول إلى قرّائهم والمهتمين بأعمالهم، بحضور الرسميين والمفكّرين والسياسيين ورؤساء وأعضاء الجمعيات الفكرية والأدبية والمهتمين والمعنيين.
تبدّل صورة طرابلس الشام
تناولت الندوة الأولى كتاب "تبدّل صورة طرابلس الشام ودورها الإقليمي (1516-1918) حسب الوثائق العثمانية" للأستاذ الدكتور فاروق حبلص، ونُظّمت بالتعاون بين "مؤسسة شاعر الفيحاء سابا زريق الثقافية" و"الجامعة المرعبية في لبنان" و"مركز الأبحاث العثمانية" و"مركز الصفدي الثقافي".
وفي كلمته الترحيبية، أكّد د. مصطفى الحلوة أنّ "د. حبلص يُسفر عن باحثٍ مجدٍ، يجهد في اعتماد لغة علمية، موثّقة، وله جولات في مجال الدراسات العثمانية وفي تاريخ لبنان الحديث". واعتبر أنّ "أسلوب د. حبلص التعبيري المكثّف والعلمي غير السردي يدلّ على قوّة سبك، وهي ميزة يفتقر إليها غالبية المشتغلين بالعلوم الإنسانية والإجتماعية".
أمّا السفير د. خالد زيادة فأشار من ناحيته، متناولًا بعضًا من فصول الكتاب المنتدى حوله، إلى أنّ "د. حبلص الجدير بقراءة السجلّات، تطرّق إلى موضوع مهمّ حول طرابلس والاضطرابات التي شهدتها في ذلك العهد، رغم تغاضيه عن البحث في بعض الدراسات التاريخية المهمّة التي كان من شأنها أن تساعده أكثر في بحثه".
وفي الكلمة الختامية، شكر د. حبلص كلّ من د. حلوة والسفير زيادة على آرائهم البنّاءة حول كتابه، وقال إنّ "رغم الاضطرابات التي ركّز عليها د. خالد، فمن المؤكّد أن طرابلس شهدت في تلك الحقبة، واستنادًا إلى بيانات الدولة، ازداهارًا ليس له مثيل".
تلا الندوة حفل توقيع الكتاب.
"دروب"
أما الندوة الثانية، والتي نُظّمت بالتعاون بين "مجموعة إكتشف عكّار" و"مركز الصفدي الثقافي" تخللها لقاء ثقافي بيئي حول كتاب "دروب" للأستاذة أمل صانع.
بعد عرض فيلم قصير بعنوان "حلمي شوف لبنان"، شكرت مخرجته الشابة صفاء حمّود "مركز الصفدي الثقافي وأسرة إكتشف عكار" معبّرةً عن امتنانها إلى "جمعية ضوء الشباب الي أمّنت لي فرصة عظيمة عبر وزارة الشباب والرياضة، فأبصر فيلم "حلمي شوف لبنان" الضوء في مصر وحقّق المركز الثالث على صعيد العالم العربي".
من جهته، رحّب د. مصطفى الحلوة بالحضور، وأشار إلى أنّ "وفي مقاربة بعض من أهداف "مجموعة اكتشف عكّار" تذهب أديبتنا إلى أنّ المشي مع إكتشف عكّار ليس للمشي فقط، بل للاستمتاع بالطبيعة الساحرة ولنقل صورتها الرائعة إلى كلّ العالم". ونوّه بـ"الرسائل الشّتى التي بعثت بها عبر هذا الكتاب، كجريمة قطع الأشجار وتشويه الطبيعة وغيرها"، معتبرًا أنّ "الكتاب دليل سياحي، وبداية طريق في مشوار شعري واعد".
من ناحيته، توجّه رئيس المجموعة عبد القادر عبد المجيد بالشكر إلى "مركز الصفدي الثقافي وطاقمه النشيط الذي هو أشبه بخليّة نحل"، وأشار إلى أنّه "في عكار المحافظة نبتت شجرة إسمها "إكتشف عكار" التي من خلالها لم نكتشف فقط طبيعة وغابات وجبال وأنهار وأودية عكار، بل تعرّفنا أيضًا على وجوه طيبة أعطتنا اندفاعًا كبيراً وزادتنا شغفًا، كما واكتشفنا مواهب وطاقات كثيرة تمثّل بعضها بإبداعات الزميلة المخرجة صفاء حمّود، وبعضها الآخر بأنامل الكاتبة المتميزة السيدة أمل صانع".
وتُركت الكلمة الختامية للكاتبة، حيث أشادت "بمجموعة إكتشف عكّار وشبابها المميّزين الذين يتمتّعون بالحسّ البيئيّ الراقي، ويحرصون على جمال عكّار وبيئتها وطبيعتها وإيصال صورتها بأبهى حللها إلى كلّ العالم، عبر رسم دروب مشيٍ جديدة من شأنها تعزيز السياحة البيئية فيها." وأشارت إلى أنّ "الدروب التي سلكتها والتي كانت وحي الكتاب بعثت في نفسها الفرح، لذا أرادت نقل متعة المشاهد الطبيعية عبر الصور والكلام، بعيدًا عن التكنولوجيا".
وتلا الندوة قراءات شعرية من الكتاب، وحفل توقيعه.