إنّها ليلة الحدث، ذاك اليوم الّذي انقلبت فيه المواثيق والموازين وانعدمت الوطنيّة.
إنّها اللّيلة الّتي اعتقد فيها الخائن والقاتل والبائع أنّه سينام قرير العين وسيقوم في اليوم التّالي ليشهد انكسار ميشال عون فيُقسمُ الوطن ولكلّ حصّته. لكنّ تاريخ ١٣ تشرين الأوّل بالنّسبة إلينا كان تاريخًا للعزّة والكرامة. حقنًا للدّماء سلّم القائد قيادة الجيش وشرّف السّفارة الفرنسيّة بزيارة حماية لمن تبقّى من الجنود الشّرفاء العظماء ومن ذاك الشّعب العنيد الّذي انّدفع غير آبه لمخاطر ليحمي الوطن.
١٣ تشرين الأوّل ١٩٩٠ كان يومًا مجيدًا بالرّغم من الألم والخوف والموت فهو أظهر من يحبّ الوطن: جنود الجيش اللّبناني، العونيّون وكلّ الشّرفاء، ومن لا يريد وطنًا: رؤساء، ميليشيات وخونة. لقد اعتقد هؤلاء بأنّ ١٣ تشرين سيكون تاريخًا مُذلًّا لنا لكنّه نسِيَ أنّنا الشّعب العظيم تحت قيادة القائد الأعظم. ولم تكن السّنوات الطّويلة الّتي مرّت بغياب الجنرال القسريّ إلّا وقتًا كان يعمل فيه العونيّون على صناعة أطول حبلٍ ليشكّل- عند عودة الوطن إلى الوطن- أطول مشنقة لكلّ الخونة وما أكثرهم. وعاد في ال ٢٠٠٥ وبدأ حبل المشنقة الّذي صنعته سواعد كلّ فرد من الشّعب العظيم تلفّ على رقاب من اعتقد بفعله انّه استحقّ الرّجولة فإذا هو من فصيلة بعيدة عن البشر وغريبة عن الحيوان. لم يأتِ ٣١ تشرين الأوّل ٢٠١٦ إلّا ليشكّل الانعكاس الحقيقيّ ل ١٣ تشرين ١٩٩٠ وهو أنّ القائد الّذي يرفعه شعب عظيم على رأسه لا يتركه ولا يترك وطنه ويبقى عنده اكبر من أن يُبلع وأصغر من أن يُقسّم.
١٣ تشرين ٢٠١٩ من ذاك الحدث التّاريخيّ إلى منطقة الحدت لتكون وقفتنا مع فخر الجمهوريّة وعزّة الوطن ولنجدّد له العهد أنّ الوطن لنا وأنّ أيّ يدٍ داخليّة كانت أم خارجيّة لن تمتدّ عليه. سنملأ غدًا السّاحات كما اعتدنا بتذكّرٍ للماضي وتكريم لكلّ من قدّم دمه ليكون لبنان، إنّما أيضًا بكلّ أملٍ لغد لا يكون غدا إلّا إن كنت فيه فخامة الرّئيس.
نحن- الشّعب العظيم- معك على الدّوام، وليبق الوطن بوجودك أجمل وطنٍ لنا.