2024- 09 - 28   |   بحث في الموقع  
logo المواجهات مستمرة.. “الحزب” يهاجم مستعمرتين إسرائيليتَين logo بيان هام من “حزب الله”.. هذا ما أعلنه! logo القصف على شبعا مستمرّ.. إليكم المستجدات logo متطوعون يجمعون المساعدات ويعدون الطعام لنازحي الضاحية logo أرفع قائد عسكري في حزب الله... معلومات عن "علي كركي" logo بقذائف المدفعية والصليات الصاروخية... سلسلة عمليات لحزب الله logo إخلاء بلدة "جنوبية" بعد تهديد إسرائيلي logo "قلقٌ إيراني"... وإجراء لضمان سلامة خامنئي
حافلة وقودها أحلام الأطفال
2019-10-12 17:55:23








_109200929_1

_109200937_5


<►>





للدخول إلى هذه الحافلة طقوسه، فعليك بعد الحصول على إذن ساكنيها أن تخلع حذائك وتصعد إليها.


ولن يستغرق منك التجول فيها ومعرفة تفاصيلها سوى بضعة ثوان، فقد حولت أم محمد الحافلة الخارجة عن الخدمة إلى مقر إقامة متواضع لها ولأولادها الأربعة.


ربما كانت هذه الحافلة يوماً ما فعلا “الممتازة” كما كتب عليها صاحبها الذي هجرها في أحد حقول الزيتون ببلدة أرمناز بريف إدلب الشمالي، لكنها بالتأكيد اليوم ليست كذلك، فقد أزيلت جميع مقاعدها.


وفي نهاية الحافلة التي يبلغ طولها 12 متراً وعرضها متران ونصف متر علقت أم أحمد بطانية حمراء تخفي خلفها الأشياء الخاصة بأهل البيت.


فعندما هربت أم محمد وأولادها من قرية “الشريعة” في سهل الغاب بريف محافظة حماة خوفاً من القصف الذي دمر منزلها وقتل زوجها، لم تأخذ معها شيئاً. كان همها الوحيد أن تنجو مع عائلتها من الموت.


تقول: “قبلي كانت تعيش في هذه الحافلة سيدة مع أطفالها، وفور مغادرتهم انتقلت إليها، فالوضع هنا أفضل من النوم تحت أشجار الزيتون”.


تضيف: “نشعر بالحرمان من كل شيء، المقاعد أكلتها الفئران التي لا يمر يوم إلا وتنقض علينا قرابة خمسة منها”.


وضعت أم محمد ستائر على نوافذ الحافلة، هي ليست ستائر حقيقة بل بطانيات قديمة ممزقة قامت بتعليقها على نوافذ الحافلة المحطمة كي تخفف عنهم أشعة الشمس وتحميهم من رياح الشتاء قليلاً.


سحبت أم محمد إحدى الستائر وطوتها، فقد حان موعد نشر الغسيل حيث قامت بتعليقه مكان الستارة.


مهمة تنظيف الغسيل المتسخ تأتي دائما بعد قيامها بتحميم أطفالها تحت إحدى الأشجار، المهمة التي تفضل أم محمد القيام بها مرة في الشهر.


ربما الحرمان من الحمام هو أبسط الأمور التي تفكر فيها أم محمد في ما يتعلق بأطفالها الذين توقفوا عن الذهاب إلى المدرسة، بعد النزوح “الأمر الذي يؤلمني ويحز في نفسي” تقول أم محمد.


ليس أطفالها فقط من تركوا المدارس، فبحسب أرقام لليونيسيف يوجد في سوريا أكثر من مليوني طفل أي أكثر من من ثلث الأطفال السوريين خارج المدرسة، و1.3 مليون طفل معرضون لخطر التسرب من المدارس.


تتابع أم محمد كلامها عن منزلها وحياتها فيه، بينما كانت تجمع الحطب لتشعله وتحضر عليه طعام الغداء، تقول “الحرمان الذي أراه في عيونهم هو ما يقتلني، لكن همي اليوم كبير يجب أن نحمي أنفسنا من الهلاك، وأولهم أنا، أفكر فيهم في حال تعرضت لمكروه فمصير أطفالي التشرد”.


ويجد أطفالها الجلوس في نافذة الحافلة الأمامية متنفساً لهم، حتى أنهم يعتبرون أنفسهم محظوظين لأنها فرصة لا تتاح للآخرين بحسب تعبيرهم.


يقضون ساعات طويلة على تلك النافذة، يتفرجون على أشجار الزيتون المنتشرة على مد النظر، قبل أن يأتي أصدقاء لهم من تحت إحدى الشجر للعب معهم.


فأطفال أم محمد أوفر حظاً من أصدقائهم الذين ينامون تحت أشجار الزيتون، حيث نزح الآلاف في الشهور الأخيرة من مختلف مناطق ريف حماة إلى ريف إدلب الشمالي، نتيجة القصف الذي استهدف منازلهم.


يتناوب الأطفال على لعب دور سائق الحافلة، قواعد هذه اللعبة بسيطة، لكل طفل خمس دقائق فقط يقضيها على كرسي السائق.


يجلس الطفل السائق وراء المقود وهو يصدر أصواتاً شبيهة بهدير الباص ويقودها إلى مكان يتمناه، ويتفق عليه مع البقية قبل الانطلاق.


هنا قاطعت لعبهم أم محمد وقالت بلهفة طفل صغير يتمنى أن يشاركهم هذه اللعبة: “لو كان الأمر بيدي، لانطلقت بهذه الحافلة لآخر بقعة في العالم، إلى مكان لا نسمع فيه تحليق الطائرات ولا انفجار القذائف، إلى مكان نشعر فيه بالأمن والأمان”.




Diana Ghostine



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top