2024- 12 - 22   |   بحث في الموقع  
logo خريس: لتعزيز التماسك الداخلي من أجل الخروج من أزمتنا logo بسبب الطقس العاصف.. هكذا يبدو الوضع على طريقيّ ترشيش – زحلة وضهر البيدر logo بالفيديو.. وصول جنبلاط والوفد المرافق إلى دمشق logo جنبلاط حمل معه هدية إلى الجولاني.. ما هي؟ logo بيانٌ من بلدية برج البراجنة إلى سكانها.. ماذا فيه؟ logo منخفض جوي مصحوب بثلوج يضرب لبنان.. كيف سيكون طقس الميلاد؟ logo الخولي يشيد ببدء تنفيذ القرار 1701 logo ميقاتي التقى فلتشر: نشكر الأمم المتحدة على اهتمامها بلبنان
رسالة الى شقيقي الشهيد
2019-10-12 10:06:33

كما كل سنة منذ استشهادك أقف هنا أمام نصب الجندي المجهول، كي أضع عليه وردة، عادة لازمتني من قبل ان نكتشف جثمانك وننقله الى مدافن العائلة، لقد جعلت من هذا النصب مدفنا خاصا بك ولكل من استشهد من اجل لبنان، وفي اية بقعة منه.

سنة بعد سنة ادرك كم كنت صادقاً انت وكل الشهداء بحمل القضية التي آمنتم بها وتعلقتم باسرارها وخصائصها حتى ذقتم كأس الاستشهاد ولكن اريد اليوم ان اصارحك بل من واجبي ان أقول لك وقد انضمت اليك الشهيدة الصامتة امنا، وادرك بانها كعادتها لن تقول لك كل الحقيقة اذ ستكتفي بتقبيلك، والبكاء على صدرك... وتقول لك اننا بخير... والحقيقة الصارخة ان الخير بعيد عنا وعن وطن الارز بُعد السماء عن الارض...

أقف في وسط الشارع اتأمل بوجوه المارة فأخاف منها وعليها ... أخاف منها لأنها تبدلت من مبتسمة الى متجهمة... من مبادرة الى متلقية... واخاف عليها كونها ادركت انها محكومة بمجموعة من الفاسدين والمنافقين الغوغائيين الذين لا هم الا الظهور الاعلامي وجمع المال والقاء اللوم على الآخرين بمن فيهم انتم... وتحميلنا نحن الشهداء الاحياء كمسؤولية البقاء في لبنان.

أقف هنا، انتظر طائرة تقلني الى بلاد يُكرم فيها الشهيد ولا يُستغل، والتكريم يكون ببناء وطن، وتطوير مؤسساته وتأمين عدالة تحمي من طمع التاجر ومن استبداد الحاكم.

أقف على الرصيف، اتذكر وجوه المسؤولين الذين يتصدرون اليوم الصفوف الامامية ويمدحون استشهادكم، ومعظهم نادوا يوماً بصلبكم وايّدوا المحتل مهما كان اسمه على جيشهم الوطني، هؤلاء يصلبوننا كل يوم برغيف خبزنا وبيئتنا وثرواتنا واحلامنا.

أقف امام نصب الجندي المجهول، ربما للمرة الاخيرة قبل الانتقال الى بلاد الله الواسعة... وقلبي مع كل زوجة ترمّلت وولد تيتّم يعيش اليوم في المهجر المحلي أو المهجر الخارجي القريب والبعيد... بعدما سرقوا منه الأمل، وانت تدرك بان الامل هو سبب كل بقاء وصمود حتى الاستشهاد.

اقف هنا يائسا ولكن في راسي تتردد جملة واحدة: ان حبة القمح ان لم تقع في الارض تبقى مفردة فادرك مجددا بان امة انجبت شهداء لا يمكن ان تموت هكذا وعلى ايدي هؤلاء وان الظلام سينجلي يوما... وان نواة مقاومة شريفة تتكون في قلب كل من قرر ان يصمد هنا... هؤلاء سيكملون المسيرة وربما من اجلهم ومعهم سأضع السنة المقبلة باقتين من الورد هنا وفوق على ضريحك حيث تستريح.


النشرة



كلمات دلالية:  ان أقف هنا الى اليوم هؤلاء سنة لك
ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top