بيروت - بولين فاضل

ليس غريبا على نجوى كرم ابتداع مفهوم خاص وطريقة خاصة في التقرب والتواصل مع محبيها، فإذا كان بعض الفنانين اعتمدوا مواقع التواصل الاجتماعي لإشراك الناس في حميمياتهم وتعريفهم إلى طقوسهم اليومية، فإن نجوى كرم ارتأت الذهاب إلى الناس والتقرب منهم بطريقة مباشرة عبر كليباتها التي اختارت أن يعتمد تصويرها على تفاعــل المحبين العفوي معها بلا عوائق أو حواجز.

وتقول نجـوى: أحببت أن أثبت لنفسي أولا ولفنانين كثــر ثانيا أن النـاس «ما بياكلونا ولا بيخدشونا» بل هــم المحبــون الكفيلون بإيصال صورتنا، ونحن كفنانين ندفع عمرنا وأعصابنــا ثمنا للوصول إلى الجزء الأكبر من الكرة الأرضيــة، وفي واقع الأمر لن نصل إلى أي مكــان من دون محبـة الناس.

نجوى التي صورت أخيرا أغنيتيها «ملعون أبو العشق» و«بعشق تفاصيلك» بين الناس ووسطهم، لفتت إلى أنها أرادت مخالفة مقولة إن الفنان يجب أن ينأى بنفسه من الناس مستشهدة بما قاله فيلسوف عن أشخاص يفعلون المستحيل لبلوغ الشهرة وحين يعرفونها يضعون النظارات الشمسية، وتضيف: لا أريد وضع نظارات «أنا بدي كون بين الناس» لأنهم يحبونني.

وعما إذا كانت السباقة إلى هذا النهج، تجيب: لا أقول إنني السباقة، فقط أقول إني أرغب في أن أكون نسمة فرح وأحاول قدر الإمكان فهم الناس أكثر من خلال التقرب منهم، مشيدة بالتناغم الفكري بينها وبين المخرج وليد ناصيف صانع كليبيها الأخيريــن، مشيرة إلى أنهما يشكــلان ثنائيا ناجحا فهو يجيد ترجمة أفكارها وهي بدورها تلبي النداء.

وتجزم شمس الأغنية اللبنانية بأن الاستمرارية أصعب جدا من البدايات، ونجاح حفلاتها وأغنياتها يعنيها لكونه انعكاسا لاستمراريتها ودليلا على أن ما تقدمه مرغوبا ومقبولا، وتقول: أن يكون الفنان حاضرا من خلال كثرة أحاديثه وتصريحاته فهذا غير كاف، بالنسبة لي المهم هو توافر الأغنية الناجحة القادرة على تقديمي بشكل مناسب في الحفلات والمهرجانات، مؤكدة أن الأغنية اللبنانية هي اختصاصها وتقصيرها فيها في حال حصوله يعني أن اختصاصها ناقص، لافتة إلى أن الموهبة التي هي نعمة من الله يجب أن تترافق مع التواضع لأن النعمة هي نقيض الكبرياء، مضيفة أنه لو يدرك كل فنان أن الغرور هو جوع لما كان أخطأ ومارس الغرور.

نجوى التي أثارت الجدل حين سجلت إعجابها بأغنية «شعراتها ولو»، أوضحت أنها أثنت على قرب هذا العمل من القلب ولم تقل أنه يستحق التدريس، معتبرة أن الأغنية الضاربة تملك مقومات الانتشار لأن الناس ليسوا أغبياء، وتتابع: ثمة أغنيات دسمة في كلامها ولحنها لكنها لم تصل، أنا قلت إن أغنية «شعراتها ولو» دخلت القلوب وأعتقد أن صوت من غناها أعطاها تميزا.

نجوى كرم المعروفة برشاقة قدها ومقاس جسمها الذي يتراوح منذ سنوات طويلة بين 36 و38 ترد حفاظها على الشكل المتناغم إلى الرياضة التي تمارسها بانتظام.

وعن الاعتزال وإمكان رواية قصة حياتها في كتاب، تقول: الاعتزال يصبح واردا حين يتراجع الخيال وينتفي الحلم، أما بالنسبة لقصة حياتي فلا أفكر بالأمر لأن حياتي لا تتسع في كتاب بل تحتاج كتبا.