عبدالحميد الخطيب
حرصا منه على تقديم الإبداعات الإنسانية التي عرفت بها الكتب العالمية، واحتفاء بنيل الشارقة لقب العاصمة العالمية للكتاب للعام 2019، يقدم مهرجان «الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب» في دورته السابعة هذا العام مجموعة من الأفلام المستوحاة من كتب، يسلط من خلالها الضوء على أهمية الكتاب ودوره في صناعة الفنون بمختلف أشكالها.
ومن بين أبرز الأفلام التي يستضيفها المهرجان الذي ينعقد تحت شعار «أفلام مستوحاة من كتب» خلال الفترة من 13 إلى 18 الجاري، في مركز الجواهر للمناسبات والمؤتمرات، الفيلم الروائي الطويل «سجلات القط الرحال» المبني على أحداث كتاب يحمل العنوان ذاته، للمؤلف الياباني هيرو اريكاوا، كما يعرض فيلم «أطفال مشاغبون جدا»، المستوحى من كتاب «دواء الطاعة» للكاتبة الروسية كسينيا دراغونسكايا.
ويعرض المهرجان الفيلم الروائي الطويل «سجلات القط الرحال» (120 دقيقة) للمخرج الياباني كويشيرو ميكي، وهو عمل يحمل نفس عنوان العمل الأدبي المأخوذ عنه للمؤلف الياباني هيرو اريكاوا، الذي يوضح من خلاله حاجة الإنسان للتواصل مع الآخرين، ويستعرض السعادة الكبيرة التي تمنحها الأشياء الصغيرة للبشر، من خلال تصوير العلاقات التي تربط الأشخاص وتقودها لخوض رحلات واكتشاف أماكن كثيرة لكن تبقى الرحلة الأهم هي تلك التي توضح للمشاهدين كيف يتبعون قلوبهم.
ويتحدث الفيلم الذي يعرض للمرة الأولى في الشرق الأوسط عن قصة البطل «ساتورو»، الذي يعثر في رحلة بحثه عن مأوى لقطته المشردة على خطوط تقوده إلى ماضيه المتشابك، ويرى ملامح طفولته، ويمضي للبحث عنها واكتشافها عن قرب أكثر، كما يصادف صداقاته القديمة، كل هذا الماضي يعود فجأة لبطل العمل، في حبكة سينمائية ثرية تستمد بلاغتها من عمق الفكرة التي يطرحها الكتاب، وتظهر بصمة السينما اليابانية التي تعتمد على الإثارة والغموض، ليقدم لنا المهرجان فيلما متميزا تكثر به التشبيهات وتسرد علاقة الإنسان بالحيوان حالة من التناغم المثير، لكن هناك الكثير مما يحفل به العمل من جماليات.
ويعد كويتشيرو ميكي، أحد المخرجين المحترفين في مجال السينما والتلفزيون، يمتلك العديد من الأعمال المتميزة منها فيلم «صرخة رعب» 2012، و«التحديق» 2016، و«حب متجدد» 2016 و«ضجة مجهولة» 2017، و«فتاة الانتقام» 2017، إلى جانب عمله «سجلات القط الرحال» الذي أكد النقاد على كونه عملا مشبعا بالبلاغة والدهشة نظرا لاستخدام تقنيات سينمائية متطورة وحديثة في إخراجه.
وفي عمل مستوحى من كتاب «دواء الطاعة» للكاتبة الروسية كسينيا دراغونسكايا، تقدم المخرجة تاتيانا كيسيليفا توليفة سينمائية غنية بالمشاهد والمقاربات التي يحفل بها الأدب الروسي الخيالي من خلال فيلم «أطفال مشاغبون جدا»، تتطرق من خلال عملها السينمائي (14 دقيقة) الذي يأتي في فئة «رسوم متحركة قصيرة»، للحديث عن قصة تشجع الأطفال على استخدام مخيلتهم بشكل أكبر.
واستطاعت كيسيلفيا أن توظف إبداعات الأدب الروسي في عملها الذي يعرض للمرة الأولى في الشرق الأوسط من خلال شاشات المهرجان، حيث تقدم قصة الدكتور «بياتكين»، الذي يتولى إدارة مؤسسة رعاية الأطفال المشاغبين، سرعان ما تكتظ بأطفال من أصحاب السلوك الحسن، فيبحث عن دواء سحري يستطيع من خلاله أن يحول الأطفال لديه إلى شخصيات مشاغبة وثرثارة، فهل ينجح بياتكين في مسعاه؟