رغم مرور ما يقارب الـ3 سنوات على العملية الإرهابية التي نفذها أنيس العامري في برلين، ما زالت الصحافة الألمانية تكشف خيوطاً جديدة، وتتساءل ما إذا كان بالإمكان تفادي ذاك الحادث الذي أوقع 12 قتيلاً بعد أن دهس العامري المارة بشاحنة في سوق للميلاد يوم 19 من (كانون الأول) 2016.
وكشفت صحيفة «سودويتشه تزايتوغ» وقناتا «إن دي آر» و«في دي آر» أمس، عن أن بحوزة الاستخبارات الألمانية شريط فيديو سجله العامري قبل شهر من تنفيذه العملية، مدته 11 ثانية، يتوعد فيه بـ«قطع رؤوس». وبحسب الصحيفة، فإن الشريط يبدو أنه تم تصويره بواسطة هاتف محمول يبدو فيه وهو يحمل مسدساً يعتقد أنه استخدمه لقتل السائق البولندي الذي أطلق النار عليه وسرق شاحنته لينفذ بها الهجوم.
وذكرت الصحيفة، أن وكالة الاستخبارات الفيدرالية حصلت على شريط الفيديو هذا من وكالة استخبارات خارجية، وأنها أبلغت مكتب الشريط الفيدرالية بوجود الشريط في (آذار) 2017، لكن في ذلك الحين، لم يتم استخدام الشريط أو مشاركته مع اللجان البرلمانية التي تحقق بالحادث الإرهابي، لتحديد حصول تقصير من أجهزة الأمن؛ لأن الجهة الخارجية التي زودت ألمانيا به اشترطت إبقاءه سراً.
وتساءلت الصحيفة ما إذا كان لدى العامري هاتف آخر استخدمه لتصوير الشريط، الذي يظهر فيه متوعداً، أو ما إذا كان لديه معاونوه لم تقبض عليهم السلطات الألمانية بعد. وكان تنظيم «داعش» قد نشر شريطاً للعامري بعد يومين من تنفيذ العلمية، يظهر فيه وهو يعلن انتماءه للتنظيم الإرهابي. وكانت الشرطة قد عثرت على هاتفين للعامري وقالت إن الشريط لم يكن في أي منهما.
ويزيد ظهور هذا الشريط من التساؤلات حول سبب عدم تنبه القوى الأمنية في ألمانيا للعامري، قبل تنفيذه الهجوم، وبخاصة أن وثائق كشفت قبل أشهر عن أن المخابرات المغربية، أبلغت برلين بنية العامري، تنفيذ هجوم إرهابي قبل أسابيع، لكن السلطات الألمانية لم تأخذ التحذير حينها، على محمل الجد، ولم تطلب معلومات عن العامري إلا من الاستخبارات الأميركية التي لم تزودها بشيء إلا بعد العملية. وفي (تشرين الأول) الماضي، أعلن المحقق الخاص في قضية هجوم سوق عيد الميلاد برونو يوست، أن هناك إخفاقات لدى الشرطة الألمانية، حيث كان العامري محتجزاً لدى الشرطة في (تموز) 2016 بسبب العثور على جوازات سفر مزيفة، لكن تم إطلاق سراحه بعدها بيومين. ووفقاً لتحقيقات الشرطة الألمانية، قام العامري، بسرقة شاحنة كبيرة وأقدم على دهس الأشخاص المتواجدين في سوق عيد الميلاد بشارع بريتشيدبلاتز، ولاذ بالفرار، إلا أن الشرطة الإيطالية أعلنت عقب الهجوم بأربعة أيام عن مقتله في اشتباك مع الشرطة في مدينة ميلانو.
ودخل العامري ألمانيا عام 2015 قادماً من إيطاليا، وقدم طلباً للجوء من دون أن يبرز جواز سفره. وغير اسم عائلته إلى أمير، لكي يتفادى أن تفضح الشرطة الألمانية أمره، وتكتشف أنه كان قد سجن في إيطاليا، وهو على لائحة الذين يجب ترحيلهم. ولم تتمكن السلطات الألمانية من الربط بين العامري، وتونسي آخر مطلوب للترحيل في إيطاليا.