لارا الهاشم - بعد الخسائر الكبيرة التي ألمّت بمزارعي التفاح مع تراجع التصدير بشكل كبير لاسيما بعد الأزمة السورية، ها هي بارقة أمل جديدة تلوح في الأفق مع تخصيص يوم للتفاح اللبناني.
فتحت شعار "تفاح بلادك الك ولولادك" تنظّم وزارة الزراعة بالتعاون مع وزارة الخارجية وبالاشتراك مع التعاونيات الزراعية والبلديات والجمعيات والمزارعين في لبنان يوما لتشجيع التفاحة اللبنانية، برعاية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.
لكن الفكرة التي توصّلت للحصول على رعاية رسمية نظرا للاهتمام الذي يوليه الرئيس عون لدعم المنتج اللبناني، وُلدت بمبادرة فردية عفوية وتحديدا في أواخر تموز الفائت في برنامج "أجندة" عبر شاشة الotv . يومها اقترح الزميل عبدو الحلو على ضيفه رئيس تجمع مزارعي التفاح في لبنان غابي سمعان تخصيص يوم للتفاح، فتلقّف الأخير المبادرة بايجابية بعد أن سبق له خوضها في ال 2004 وبدأ العمل الجدي على بلورتها منذ تلك اللحظة. اُعدت الفكرة وعُرضت على وزارة الزراعة التي وافقت عليها وصولا إلى استحصالها على رعاية رئاسة الجمهورية. فتم تحديد الخامس من تشرين الأول يوما للتفاح اللبناني.
يوم السبت المقبل ستتحوّل مختلف الأقضية اللبنانية إلى شبه أسواق مفتوحة. هي عبارة عن محطات داخل البلدات في أوقات مختلفة مخصّصة لتسويق التفاح وتسليط الضوء على فوائده و بيعه مع مشتقاته بهدف إعلاء المنتج اللبناني على أي شيء آخر. البلدات المشار إليها هي عين دارة والدامور وترشيش ومثلث الخيام مرجعيون والعبدة وبسكنتا وجزين وكفرذبيان ومشغرة وخربة قنافار وافقا والعاقورة. يليها فتح محطات في بعلبك الكيال وتنورين وبشري واللبوة وزغرتا وطرابلس والبترون حيث سيختتم النهار بكلمة للوزير جبران باسيل. علما أن وزير الزراعة حسن اللقيس ومدير عام الوزارة لويس لحود سيزوران عددا من هذه المحطات.
لحود يصف عبر tayyar.org 5 تشرين الأول بالعيد الوطني وبيوم الاحتضان الوطني لقطاع التفاح الذي ستتخلله توعية حول فوائد التفاح الصحية بالنسبة للشرايين والعظم وغيره وحول أهمية الحفاظ على هذه الثمرة التراثية. في المناطق المشار اليها سيتم توزيع مناشير تثقيفية كما أن جميع الأحزاب و القوى السياسية والحزبية والأهلية مطالبة بالانتماء للتفاح اللبناني فقط على حساب انتماءاتها الضيقة. فلبنان ينتج 344.469 طنا من التفاح على مساحة 16.573 هكتارا بحسب أرقام الوزارة الصادرة في ال 2016، لكنه بات يصدّر 90 الف طن كحد أقصى عوضا عن 150 ألف طن منذ بدء الأزمة السورية واقفال الحدود البرية، كما يؤكد رئيس تجمع مزارعي التفاح ل tayyar.org. ويضيف الأخير أن حتى فتح معبر نصيب-جابر لم يحلّ الأزمة، لأن السلطات السورية فرضت رسوماً إضافية تُقتطع نسبةً لكمية الأطنان المحمّلة في الشاحنة والكيلومترات التي تجتازها. فلم يعد عدد الشاحنات المصدّرة للتفاح يتعدّى ال 12 يومياً بطبيعة الحال فيما كان يبلغ عددها الثلاثين سابقا، بحسب سمعان. مثال على ذلك ما يحصل في بلدة العاقورة في قضاء جبيل المعروفة بجودة تفاحها وحجم انتاجها. اذ تنتج البلدة 15 الف طن من التفاح سنويا لكن آلاف الكيلوغرامات صارت تكسُد بفعل تراجع التصريف وفقاً لما يؤكده رئيس التعاونية الزراعية في البلدة داوود ضاهر. هذا الأمر أدى إلى تدني سعر صندوق التفاح من ثلاثين ألف ليرة لبنانية إلى تسعة آلاف ليرة لبنانية كسعر وسطي. يقول الضاهر أن في يوم التفاح سيتم توضيب 1800 كلغ داخل علب من كرتون وزّعتها وزارة الزراعة، بعضها سيوزّع كتقدمة على المؤسسات الخيرية والجمعيات. "فالهدف ليس تحقيق أرباح بقدر ما هو تشجيع التفاحة اللبنانية وتعزيز مكانتها". وعليه يشير مدير عام وزارة الزراعة إلى سلسلة خطوات ستواكب هذا اليوم الوطني تبدأ يوم الجمعة بتخصيص حصة تدريس عن التفاح اللبناني في المدارس بموجب تعميم صادر عن وزارة التربية، إضافة إلى تعاون جمعية المصارف والإعلام لتسويق المنتج. أما الأهم فسيكون دور الملحقين الاقتصاديين وبعثات لبنان في الخارج في العمل على فتح الأسواق الخارجية أمام التفاح اللبناني بموجب تعميم صادر عن وزارة الخارجية والمغتربين لحث الدول على توقيع اتفاقيات لاستيراد التفاح اللبناني، تماماً كما حصل في قطاع تصدير النبيذ وكما تُبذَل المساعي حاليا من أجل تصدير منتوجات المونة اللبنانية. علما أن التعاون بين وزارتي الخارجية والزراعة متواصل وأن الوزير باسيل قد تواصل مؤخراً مع العراق من أجل فتح أسواقها أمام لبنان.
في يوم التفاح اللبناني ستفتح محطة ال otv هواءها لمواكبة العرس الوطني حيث سيتنقّل الزميل عبدو الحلو بين مختلف المناطق منذ ساعة الافتتاح عند الساعة السابعة صباحا حتى الختام عند السابعة مساء، وستركّز التغطية على مواكبة المزارعين اللبنانيين والتوعية على أهمية التفاح. ويقول الحلو عبر tayyar.org أن برامج المحطة ستركز طيلة النهار على الهدف عينه. ففي 5 تشرين الأول، من المفترض أن تخطف التفاحة اللبنانية الأنظار عن السياسة وهمومها. ليس لأنها تفاحة الخطيئة الأصلية، وإنما لأن خدّها الوردي ومزيج ألوانها الصفراء والخضراء يهزمان بسحرهما كل من يقف في وجههما. ولأن لهذه التفاحة فضلاً على آلاف العائلات اللبنانية بالمسكن والتعليم والعيش