قدم المخرج والفنان جان رطل فيلمه الجديد ″عربها..عربها″ في عرض خاص على شاشة مركز العزم الثقافي ″بيت الفن″ في الميناء، في حضور رئيس إتحاد بلديات الضنية محمد سعدية، الرئيس السابق لبلدية بخعون زياد جمال، رئيس المجلس الثقافي للبنان الشمالي صفوح منجد، وعضوي الهيئة الإدارية في المجلس سعدي ضناوي وممدوح زيادة، المخرجين غسان خوجة وهادي زكاك، وحشد من الأصدقاء والمهتمين.
وفي مقدمة الفيلم يقول رطل: ″بين سنتي 1891 و1899 حصلت أزمة في الكنيسة الإنطاكية الأرثوذكسية أدت إلى إختيار بطريرك عربي بعد تفرد اليونان بهذا المنصب، والسؤال الذي يحاول الفيلم الإجابة عنه من خلال من إلتقاهم من رجال دين ومعنيين يقتصر على التحولات التي تلت ذلك التاريخ وإلى يومنا هذا عبر بعض الفنون الكنسية الثلاثة: الترتيل، العمارة، الأيقونة.
والمادة المصورة في غالبيتها عائدة إلى سنتي 1999 و2000 بخلاف الصور الفوتوغرافية ومداخلات المطران جورج خضر والدكتورة سعاد سليم فهي عائدة إلى سنتي 2018 و2019. وقام بالمونتاج وسام بين وبالتصوير سمير ناصيف وعبد القادر شربجي، وقد صور الفيلم بين بيروت ودمشق وإنطاكية والبلمند، وفي العديد من مناطق الكرسي الإنطاكي.
وأعقب عرض الفيلم مناقشة حول العديد من التقنيات وما يتعلق بمواضيع الترتيل والعمارة والأيقونة ومحاولات تعريبها خلال العصور السابقة.
سعدية
وتوجه سعدية إلى رطل قائلا: ″انت لم تقل كل شيىء متعلق بموضوع الفيلم ولكنك نفذت فيلما تصويريا يتناول كل الموضوع من خلال المقابلات وقلت للجميع ها نحن وهذه هي الأديان جميعها وهذه هي الموسيقى ولكن الموضوع متشعب أكثر من ذلك بكثير، وما قمت به يبنى علية وشكرا لما قدمته لنا″.
توما
ورأى الدكتور جان توما ″أن ما قدمه لنا المخرج المسرحي جان رطل في فيلمه″ عربها عربها″، هو وثائقي لكبار في التاريخ في مقتطفات سردية عن مسألة نضال التعريب للكنيسة الأرثوذكسية الإنطاكية مع انتخاب أول بطريرك عربي هو البطريرك ملاتيوس الدوماني الدمشقي بعد البطريرك الدباس 1724 وبعد سلسلة مطارنة يونانيين بعد هذا التاريخ″.
أضاف: ″جان رطل قمش ونكش وفتش وبحث في الجذور العربية للكنيسة الأرثوذكسية فلم يترك أحدا من الكبار إلا واستنطقه قبل رحيله. وهي مادة جمعها جان رطل خلال سنوات طوال كي لا تضيع فظهرها ومنتجها و″عربها″.
حيدر
وقال رئيس ″الحراك المدني″ شفيق حيدر في كلمته: ″تابعنا فيلم جان رطل الذي يحكي لنا فيه قصة جماعة مسيحية خلعت عنها رعاية المطارنة اليونانيين وعربت قيادتها. وهذا هو الأمر الطبيعي في ديانة التجسد التي تركز على مظاهر السيادة المستعادة في القرن التاسع عشر، بعد كفاح، في مجالات ثلاثة: الإيقونة والترتيل والعمارة، وقد استمتعنا بحديث الذين استحضرهم المخرج من قريب او بعيد. أذكر منهم المطران جورج خضر، الدكتور نقولا زيادة، الدكتور قسطنطين زريق، الدكتورة سعاد سليم، متري كوتيا، الأب نقولا مالك، الياس الزيات وغيرهم″.
أضاف: ″أيقظ الفيلم فينا المرحلة القومية التي نعم بها العرب آنذاك وما رافقها من نضالات وكفاحات، وما أحلاها، والتي ذكرتنا بالوحدة المجتمعية وما كان أمتنها وأصدقها، فما يقوله التاريخ الحديث إن حكى، قاله لنا جان رطل في فيلمه الوثائقي خلال أربعين دقيقة.″