دلال العياف
لدينا أكثر من راقصة واستعراضية أثبتن اتزانهن في السينما وحافظن على إيقاعهن وتمركزن على أرض الساحة الدرامية، فالفنان الشامل هو من يثبت موهبته في أكثر من مجال، معتمدا على قدراته وأدواته الخاصة به، وهناك أسماء في الرقص والاستعراض حفرت في ذاكرتنا وفي تاريخ الشاشة الصغيرة والسينما وثقت أرشيفها وأصبح يدرس، فالموهبة لا ترتبط بدراسة أو مؤهل ولكن من لديه شهادة ولا يملك الموهبة هنا تكمن الصاعقة والتراجع الفني، ولدينا الكثير من الإثباتات على ذلك على مر السنين.
الفن رسالة سامية وأهداف وخطى راكزة، وفيه مدارس لمن غرس في مخيلتنا أعمالهم بحب وبإتقان وبدقة، وعلى سبيل المثال نجح وتفوق الكثير من راقصات مصر في تقديم مجموعة من الأدوار في السينما والتلفزيون، أدوار لا تنسى فدخلوا في ذاكرة المشاهد بأنهم فنانات كبار، منهم الفنانة الراحلة سامية جمال، التي تم اكتشافها كممثلة متمكنة من قبل القدير عز الدين ذو الفقار وقدمها في فيلم اعتبرناه أسطورة وهو فيلم «الرجل الثاني»، لتنجح في تقديم عدد من المشاهد المهمة خاصة مشهد موت ابنتها، فهي أبدعت في إخراج أحاسيس الأم المفجوعة بكل قوة بالتعبير والعمق وأوصلت لنا مدى الحزن بطريقتها المقنعة الخالية من التكلف، وأيضا أتى بعدها بسنوات اختبار آخر لسامية في فيلم «الشيطان والخريف» مع الراحل القدير فتى الشاشة رشدي أباظة والفنانة سناء جميل.
أما عن الفنانة فيفي عبده فقد قدمت أفضل أدوارها عام 2004 وهو دور «ثريا» في مسلسل «الحقيقة والسراب» للمخرج مجدي أبوعميرة، ليضع هذا العمل البذرة الأولى في إنتاج موسم درامي خارج رمضان وغيرها الكثير، وأثبتت أنها فنانة أتقنت أدوارها ولعبت شخصيات وأجادتها بصورة لافتة.
ولا ننسى الفنانة لوسي التي قدمت أدوارا مهمة جدا في الدراما ومنها التحفة الفنية «ليالي الحلمية» مع المخرج الكبير إسماعيل عبدالحافظ وجسدت العديد من الأدوار، فأصبح وجهها الجميل لا يمحى من الذاكرة.