هناك نكتة متكررة في «It Chapter Two» مفادها بأن «بيل دينبورو»، الذي يلعب دوره كبالغ جيمس ماكافوي وكمراهق جايدن مارتل مرة أخرى، لا يستطيع أن يكتب نهاية مرضية لأي من روايات الرعب خاصته، وتكاد هذه النكتة تكون صفة للفيلم نفسه، والذي لا ينجح بالارتقاء لمستوى التوقعات العالية التي جاءت بعد جزئه الأول الضخم الذي صدر 2017، وبالرغم من أنه يعاني أيضا من مشاكل بوتيرته وبعض اللقطات الضعيفة المولدة بالحاسب، إلا أن «It Chapter Two» لا زال يحوي ما يكفي من المشاهد المخيفة والأداء الرائع من الممثلين ليأخذ هذه الملحمة نحو خاتمة فعالة.
يستخدم الفيلم على مداره لقطات «الفلاش باك» ليعيدنا إلى نقاط مختلفة، وبالتالي يعاني من بنية مجزأة مع إيقاع غير ثابت مقارنة بجزئه الأول، يتسارع نصفه الأول بالأحداث وهو يعرفنا على أصدقائنا «نادي الفاشلين» بعدما أصبحوا بالغين ولم شملهم جميعا «بيل»، وبيفرلي (جيسيكا تشاتاين) وريتشي (بيل هادير) ومايك (أيزيا مصطفى) وبين (غاي رايان) وإيدي (جيمس رانسون) وستانلي (آندي بين)، وذلك ليمضوا في مهمتهم لقتل بينيوايز (بيل سكارزغارد) بشكل نهائي.
بعد الإسراع بإعادة لم شمل «نادي الفاشلين»، تمضي الأحداث ببطء وكأن الفيلم يلتقط أنفاسه عندما يعيد تقديمهم كمراهقين من جديد، «بيل»، وبيفرلي (صوفيا ليليز) وريتشي (فين وولفهارد) وإيدي (جاك ديلان غرايزر) وبين (جيرمي راي تايلور) ومايك (تشوزن جاكوبز) وستانلي (وايات أوليف)، في مشهد داخل مخبأ تحت الأرض لم نره في الجزء الأول.
يلعب «الفاشلون» المراهقون دورا ثانويا في «Chapter Two»، لكنهم يلقون بتأثيرهم على كامل الفيلم، وفي حين أن «الفاشلين» البالغين مؤثرين كل بطريقته الخاصة، إلا أنهم لا يتركون نفس الصدى الذي يتركه نظراؤهم من المراهقين، حيث إن رؤية أطفال يواجهون صدماتهم الخاصة بهم أكثر إقناعا من رؤية نظرائهم من البالغين الناضجين يواجهون نفس التحديات.
يسمح الفيلم لمشاهد الأطفال بالتنفس في حين يتعجل مع معظم مشاهد البالغين، مما قد يشير إلى أي الشخصيات يميل اليها حقا قلب المخرج آندي موسكيتي والمؤلفين، ونرى أفضل مشهد في «الفاشلين» البالغين هو لم الشمل في المطعم الصيني المفضل لدى المعجبين لأنه يسمح للشخصيات بأن تكون على طبيعتها، مما يتيح لنا فهم أين كانوا في السنوات الماضية، أو سنوات الهدوء ما قبل العاصفة.
هناك انسجام واضح بين «الفاشلين» البالغين كمجموعة مع مزاح بينهم يقنع المشاهدين بالعاطفة التي يكنونها لبعضهم البعض، ويبرز من بين «الفاشلين» البالغين بيل هادير فيختطف الأضواء بدور «ريتشي»، والذي يقدم مشاهد المزاح بينه وبين «إيدي» وتعتبر بعض أفضل الضحكات في الفيلم، وفي نهاية المطاف الأكثر تأثيرا فإن حس الفكاهة الذي يدور بين الشخصيات في الفيلم ينجح أكثر بكثير من الضحكات المقصودة على نمط أفلام «Evil Dead» التي يتم استخدامها خلال اللحظات التي من المفترض أن تكون مخيفة، وتقدم جيسيكا تشاتين أداء قويا بدور «بيفرلي»، والتي يمنحها تعرضها السابق للـ «Deadlights» علاقة أعمق بكثير مع الأهوال القادمة مقارنة مع الآخرين، كما يقدم جيمس ماكافوي أداء رائعا أيضا بدور «بيل»، والذي يأخذه شعوره بالذنب الذي يعاوده في مهمة جانبية لإنقاذ فتى من الحي ومن «بينيوايز».
يقدم آيزيا مصطفى أداء مقنعا وصادقا بدور «مايك» البالغ حتى عندما تنحرف الأسطورة نحو المبالغة والسذاجة، كما يحظى جيمس رانسون وغاي رايان بلحظاتهما الخاصة للتألق، مع أداء قوي لرانسون يلتقط فيه مشاعر القلق والخوف لدى «إيدي»، في حين يميل رايان نحو مشاعر بين غير المعلنة وغير المتبادلة تجاه «بيفرلي»، ويواجهان تحديات دوريهما بكل مهارة.
يشهد جزء كبير من أحداث منتصف الفيلم انفصال «الفاشلين» البالغين عن بعضهم لاسترجاع تذكاراتهم من طفولتهم والتي يحتاجونها لمواجهتهم القادمة مع «بينيوايز»، وتتضمن مهماتهم المتنوعة لقطات «فلاش باك» لمشاهد جديدة خلال صيف 1989، لكن باستثناء شخصية واحدة فقط، ولا يكشف الفيلم عن أية معلومات جديدة حول الأبطال، ومع مدة تصل إلى ما يقارب 3 ساعات، فإن هذه الفترات الطويلة مع معلومات مكررة من الفيلم الماضي تجعل الفيلم كثير الحشو مع وتيرة غير منتظمة، ويتباطأ الفيلم ليخبرك الكثير من الأشياء التي تعرفها بالفعل قبل أن يعود بك إلى الجنون من أجل معركة نهائية ضد «بينيوايز».
لكن على الجانب الإيجابي، يقدم «It Chapter Two» عددا من المشاهد المروعة والمثيرة للتوتر حقا، إلا أنه يعتمد على اللقطات المولدة بالحاسب (CGI) ولحظات الرعب الفجائية أكثر بكثير مما حدث في جزئه الأول، وبعض تلك الوحوش المولدة بالحاسب ليست جيدة جدا، وأفضل وأكثر المشاهد رعبا في «Chapter Two» هي تلك التي تبدو حقيقية أو تستخدم مؤثرات عملية أكبر.