في أعلى سهول جبال الأطلس الواقعة في قلب المغرب، وبين الطقوس التراثية والاحتفالات الحديثة يجتمع الآلاف لإقامة حفلات الزواج الجماعي.
الأسطورة المتوارثة عن موسم الزواج حسب ما يرددها الأمازيغ في المغرب بمنطقة “إميلشيل”، تعود إلى قصة حب منذ أكثر من مئة عام، حيث أحب فتى من قبيلة “آيت إبراهيم” فتاة من قبيلة “آيت إعزة” وهما قبيلتان من “قبائل آيت حديدو”.
بحسب المتوارث فإن العداوة بين القبيلتين جعلت تحقيق حلمهما مستحيلا
قالت حليمة بناوي عضو فيدرالية رابطة المرأة في المغرب، إن الموروث الشعبي يقول أن كل من الحبيبين غادر قبيلته في اتجاه الجبال، فأغرق الفتى نفسه في بحيرة أصبحت اليوم تحمل اسم الحبيب “إيسلي”، فيما أغرقت الفتاة نفسها في بحيرة تحمل اسم “تسليت”.
وأضافت أن إحدى الروايات تتحدث أيضا عن إن هاتين البحيرتين ما هما إلا دموع الحبيبين اليائسين.
وأوضحت أن الطقوس الأمازيغية تقام بعد موسم الحصاد مع انتهاء فصل الصيف، حيث يتجمع الأهالي خلال ثلاثة أيام أو أسبوع يقيمون فيها الاحتفالات وعقد القران.
حفلات التراث والخيل
تقع المنطقة على ارتفاع 2300 متر عن سطح البحر “جبال الأطلس”، ولم تعتد تقتصر على حفلات الزواج فقط، بل أصبحت مهرجانا كبيرا يحضر إليه المئات من المناطق الأخرى ومن خارج المغرب، كما تقام فيه حفلات الرقص الشعبي والغناء والألعاب التراثية وركوب الخيل.
تباع في المكان الصناعات اليدوية والأزياء الشعبية، ويشارك فيه عدد كبير من سكان المنطقة والمناطق المجاورة، كما تقام بعض الحفلات ذات الطابع الصوفي.
تقاليد الزواج
ضمن التقاليد المتوارثة، يأخذ والدا العريس السكر واللوز والحناء والهدايا ويذهبان لخطبة العروس من أهلها، وحال الموافقة يذهبان لعقد القران في المنطقة التي تقام فيها الاحتفالات لما لها من رمزية، إضافة إلى وجود ممثلي السلطات والمكاتب الإدارية ويعقدون قرانهم هناك.
في المساء تجتمع نساء العائلتين لطحن القمح في الرحى حتى تتجمع لديهن كمية كبيرة من الدقيق، بما يكفي لصناعة خبز أيام العرس بأكملها.
تخبز أسرة العريس من ذلك الطحين خبزة كبيرة اسمها «أبادير» توزع على أطفال عائلة العروس تيمنا ببراءة الأطفال.
تقوم عائلة العروس بطهي الطعام، وتستمر الاحتفالات لدى عائلة العروس ثلاثة أيام.
في يوم الزفاف ترتدي الفتيات “العرائس” فساتين طويلة ملونة، بعضها مطرز بالمجوهرات وبعضها الآخر بالخرز البراق، وهي من الأزياء الشعبية.
تنتظر الفتيات داخل خيمة كبيرة نصبت على تضاريس صخرية لحظات وصول رجل الدين لإقامة مراسم الزواج.
خارج الخيمة المخصصة للأزواج، يقرع الرجال الطبول فيما ترقص النساء بأثواب فضفاضة ملونة على إيقاعها، وبمجرد الانتهاء من المراسم الدينية، يخرج الأزواج من الخيمة لتحيتهم بالزغاريد، قبل أن يتوجهوا إلى وجهتهم الجديدة، وهي منازلهم التي يسكنوها بعد الزواج.
أرض العشاق
تقول مريم حنين عشرينية ناشطة مدنية مغربية، إن مهرجان “إملشيل” يمثل “أرض العشاق”، وأنه أكثر مهرجان مغربي يذهب إليه الأجانب عند زيارتهم للمغرب خلال إقامته.
وأضافت أن المهرجان فرصة للسائحين الذين يزورون منطقة “إملشيل”، “أرض العشاق، للتعرف عن ثقافات وعادات قبيلة “آيت حديدو العميقة”.
توضح أن “أرض العشاق” هي منطقة جبلية مغربية، قابعة بين جبال الأطلس على ارتفاع 2300 متر عن سطح البحر، تشهد موسم الزواج كل عام بعد انتهاء حصاد المحاصيل، وأنهم يعتبرونه موسم البهجة والفرح والذهاب للاحتفالات والزواج بعد أشهر العمل الطويلة.