أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم
الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا
خاتم النبيين أبي القاسم محمد بن عبد الله وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه
المنتجبين، وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.
السادة العلماء، الإخوة والأخوات،
السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.
إنني في البداية أتوجه وإياكم بالدعاء
لأخينا الكبير والحبيب والعزيز سماحة الشيخ حسين كوراني، وبالرحمة وعلو الدرجات،
ونُهدي إلى روحه الطاهرة ثواب الفاتحة.
كما أتوجه إليكم جميعاً، إلى إخواني
وأخواتي وكل المقاومين والمجاهدين والمحبين بأحر آيات التعازي، بفقد هذا الأخ
العزيز والكبير والحبيب، وبالأخص إلى عائلته الكريمة والشريفة، إلى الحاجة أم علاء
وإلى أولاده الأعزاء جميعاً، إلى إخوانه أهل العلم والجهاد والعطاء والعمل الدؤوب،
إلى سماحة العلامة الشيخ علي كوراني وإلى سماحة العلامة عباس كوراني وإلى الأخ
الحاج قاسم كوراني، إلى كل العائلة وإلى كل الإخوة وإلى كل الأصدقاء وإلى كل
المحبين، وإلى كل رفاق الدرب الذين هم كثيرون جداً جداً مع الشيخ حسين.
طبعاً، أنا في هذه المناسبة سوف أقسم
كلمتي إلى قسمين: القسم الأول أتحدث في محاولة للوقوف عند بعض الجوانب التي قد
تكون مفيدة لنا أكثر من شخصية سماحة الشيخ الراحل المرحوم الفقيد، والقسم الثاني
بعض القضايا السياسية المستجدة بالإختصار الممكن إن شاء الله.
معرفتنا أنا وأنتم وكثير من الحاضرين
في المكانين في مجمع المجتبى في الضاحية الجنوبية وفي حسينية ياطر أهلنا المجتمعين
هناك، معرفتنا بسماحة الشيخ قديمة، منذ أن كنّا شباناً صغاراً أو شباناً، لأنني
أعرف سماحة الشيخ منذ أن كان عمري 18 أو 19 سنة، وأول ما إلتقينا في حوزة الإمام
المنتظر الدينية في بعلبك، ولآخر لحظة من حياته ما نعرفه عنه أنه كان عالماً
جليلاً وتقياً ومجاهداً ومقاوماً ومربياً وأستاذاً ومُبلغاً لرسالات الله تعالى،
وكان لا تأخذه في الله لومة لائم،معروف الشيخ.
وهو إبن بيتٍ، بيت معروف بالتديّن
والتقوى والقيم الأخلاقية والعلم وبيت العلماء، صاحب الشخصية المتينة والمتماسكة
والقوية والمنسجمة والواثقة بقناعاتها وخطواتها، وفي نفس الوقت المتواضعة جداً،
والقريبة جداً من الناس ومن المجاهدين ومن المقاومين، ومن الفقراء والمستضعفين.
حتى لا أبقى في التوصيف العام، يهمني
الإشارة إلى بعض النقاط التي هي في الحقيقة أيضاً مفيدة لنا وفيها عبّرة:
النقطة الأولى: سماحة الشيخ حسين
كوراني من المؤسسين في هذه المسيرة، عندما نتحدث عن مسيرة حزب الله، مسيرة
المقاومة الإسلامية في لبنان، التي انطلقت عقب الإجتياح الإسرائيلي عام 1982، في
مجموعاتها الأولى وفي تشكيلاتها الأولى، سماحة الشيخ كان من المؤسسين.
هنا، يجب أن أفتح نقطة، أنه في الحقيقة
حزب الله ربما يختلف عن كثير من التشكيلات أو القوى أنه ليس له مؤسسٌ واحد، يمكن
أن يقال أن فلان هو مؤسس التنظيم الفلاني أو الحزب الفلاني أو الحركة الفلانية أو
التيار الفلاني، حزب الله تأسيسه يعود إلى مجموعة كبيرة من الإخوة العلماء
والأساتذة والحجاج والمجاهدين، مجموعة كبيرة وليست مجموعة صغيرة، ليس 3 و7 و9 و12
و15 و20 و30، هناك مجموعة كبيرة تلاقت وتضامنت وتآلفت، ووصلت إلى قناعات موحدة،
وأسست وبنت وأوجدت هذا الكيان المبارك، الذي أُسس على التقوى منذ أول يوم، منذ أول
يوم كانت نيّة المؤسسين لهذه المسيرة خالصة لله سبحانه وتعالى، وصادقة لله سبحانه
وتعالى، تخلوا عن كياناتهم وتخلوا عن اعتباراتهم الشخصية، وتخلوا عن مصالحهم
الحزبية والتنظيمية والفردية، وذهبوا إلى هذه الصياغة الجميلة والمباركة، وكله كان
لله وفي عين الله وفي سبيل الله، ولذلك بارك الله سبحانه وتعالى بهذه
المسيرة ونمّاها وقوّاها وأعزها، وكانت دائماً في مسير التكامل والتطور والعزة
والكرامة والقوة والفعل والتأثير، حتى ما يذكر في بعض الكتب أو في بعض الدراسات عن
هيئة تأسيسية من تسعة إخوة أعزاء كرام، هم في الحقيقة ليس هؤلاء التسعة فقط الذي
أسّسوها، هؤلاء انتخبوا كإطار تنظيمي يمثل الجماعة المؤسسة، هذا للإنصاف
التاريخي، لا يحق لأي واحدٍ منا أن يقف في أي مناسبة ولأي سبب ويقول أنا مؤسس حزب
الله، هذه الجماعة وهذه المجموعة المباركة والمجاهدة والمضحية والمخلصة والثابتة
هي التي أسست هذه المسيرة، واحد منهم وفي الطليعة من بينهم كان سماحة الشيخ حسين،
والذي كانت هذه قناعته وهذا رأيه وهذا إصراره وهذا عناده، وأيضاً وظّف كل علاقاته
وكل صداقاته وكل موقعه وكل تأثيره من أجل المساهمة في إيجاد هذه المسيرة وهذا
الإطار الجديد وهذا الكيان الجديد، ولذلك سماحة الشيخ إن شاء الله كواحدٍ من
المؤسسين المخلصين هو له ثواب وأجر وبركات كل ما يجري وجرى على يدي هذه المسيرة من
انتصارات وانجازات وخدمات، خدمات فكرية ودينية وثقافية وجهادية وسياسية واجتماعية
و.. و.. و.. الخ
النقطة الثانية: نتعلمها من سماحة
الشيخ حسين أنه بحق كان إذا ما استخدمنا بعض التعابير الحالية كان إبن المؤسسة،
إبن هذه الجماعة، نحن في أدبياتنا الداخلية نقول: كان بحق إبن الولاية، ماذا يعني
الولاية؟
سماحة الشيخ حسين كلنا نعرفه كان لديه
قناعات وآراء، وكان صاحب رأي في أغلب المسائل إن لم نقل في كل المسائل، وكان صاحب
رأي يستند إلى منطق وإلى رؤية وإلى دليل، يعني ليس هذا رأيي وخلص، كلا كان
يستدل دليلاً واثنين وثلاثة، والنقاش مع سماحة الشيخ حسين لم يكن سهلاً في كل
المسائل والقضايا التي تكون لديه فيها قناعات، لكن سماحة الشيخ حسين عندما كان
يُتخذ القرار في هذه المسيرة، وضمن الآليات الشرعية المعتمدة، كان يلتزم بهذا
القرار وينفذ هذا القرار ويدافع عن هذا القرار، وهذا يعني إبن المؤسسة، سأضرب
مثلاً حتى لا نبق في العموميات، نحن نحتاج إليهم كي نتذكرهم: في عام 1992 كانت أول
إنتخابات نيابية في لبنان، حزب الله أمام إستحقاق جديد، كنا نلتقي كان طبعاً نقاش
بدأ في البدايات، كان لا يزال الشهيد السيد عباس رحمة الله عليه على قيد
الحياة وأميناً عاماً، ثم أنا كنت في خدمة الاخوة وأكملنا هذا النقاش، عندما كنا
نقترب من استحقاق الإنتخابات النيابية عام 1992، حصل نقاش طويل في داخلنا، كنا
تقريباً مجموعة من 11 أو 12 نفر من الإخوان الذين كانوا معنيين بإتخاذ القرار بشكل
أو بآخر، النقاش كان طويلاً وعلى مدى أشهر أيضاً، الأغلبية الساحقة كانت
موافقة على المشاركة في الإنتخابات النيابية، وبعض الإخوة كانوا مخالفين، الشيخ
حسين رحمة الله عليه كان مخالفاً بشدة، بشدة يعني يستدل دليلاً أولاً ودليلاً
ثانياً ودليلاً ثالثاً ودليلاً رابعاً، ولم تتمكن الأغلبية من إقناعه بوجهة نظرها،
ولكن عندما اتخذ قرار المشاركة، طبعاً هو كان رأيه ليس فقط مخالف بل سلبي، يعني
توصيفه للمشاركة لها أحياناً تعابير سلبية، وكان كارهاً لهذا الأمر، يعني ليس معه
فكرياً وليس معه عاطفياً في العام 1992، عندما اتخذ قرار المشاركة سماحة الشيخ
حسين كوراني رحمه الله ورضوان الله تعالى عليه دافع عن هذا القرار وتبنى هذا
القرار، ودعا إلى المشاركة في الإنتخابات النيابية، وذهب بنفسه إلى بلدة ياطر
وانتخب، هذا يعني إبن المؤسسة،وهذا يعني إبن الولاية.
وهكذا، استمرت هذه المسيرة بهذه الروح
الموجودة عند إخواننا وأخواتنا، ونحن منذ 1982 إلى اليوم 2019 كم واجهنا من مخاطر
واستحقاقات وتهديدات وصعوبات وتحديات وملفات، قد تتفاوت فيها الآراء وتتناقض فيها
وجهات النظر، ولكن بقيت باستثناء بعض الإستثناءات بقيت هذه المسيرة على درجة عالية
جداً من التماسك والإنضباط والإنسجام والأداء الواحد بسبب هذه الروح، والتي كان
يُجسّدها بحق سماحة الشيخ حسين رحمة الله عليه.
النقطة الثالثة: كل إنسان هذه أيضاً
أنا أعتبرها أهم صفة لأن الإمتحان الحقيقي هنا، الإمتحان الحقيقي هنا، إمتحان
النفس وإمتحان الإعتبارات الشخصية، وإمتحان أنا وأين أكون ومن أكون وكيف أكون وما
هو موقعي و.. و..و..، ومع من أتعامل ومع من أتعاطى، سماحة الشيخ حسين مبكراً، يعني
منذ البدايات في هذه المسيرة هو كان يتجاوز كل الإعتبارات الشخصية، ومنذ البداية
نجح في هذا الإمتحان، وأنا أقول لكم كثيرون في حزب الله نجحوا في هذا الإمتحان
وسوف أذكرهم، إمتحان ماذا؟ إمتحان الإخلاص وإمتحان الصدق وإمتحان الإستعداد للعمل
في أي موقع، ليس مهماً صفتي عنواني موقعي، المهم أن أكون في مكان أستطيع أن أقّدم،
أن أساهم في هذه المسيرة، في خدمة المقاومة، في خدمة الناس، في خدمة الأهداف التي
يقّدم غيري من أجلها دماءه وروحه وحياته، وأنا حاضر أن أقّدم أي شيء، ولا أقف عند
أي إعتبار شخصي. أيضا، أأخذ شاهداً، في الثمانينات، لم يكن في وقتها في تشكيلات
حزب الله موقع الأمين العام ، كان يوجد شورى وما زال هناك شورى وأضيف إليها موقع
الأمين العام، قررت الشورى في ذلك الحين أن تقيم إطار تنفيذي مركزي، لأنه نحن كنا
بالأعم الأغلب تشكيلاتنا مناطق، وأن يكون هناك مسؤول تنفيذي عام ويكون هو رئيساً
للإطار التنفيذي الذي كان وقتها اسمه شورى التنفيذ، اليوم اسمه المجلس التنفيذي،
الشورى إختارتني أنا لأكون مسؤولاً لهذا الإطار الجديد، ومسؤولا تنفيذياً عاماً
لحزب الله، رغم صغر السن في ذلك الحين، كان عمري أقل من 30 سنة، حسناً، كان يجب أن
نشكّل شورى تنفيذ، بالمناسبة أنا ينبغي أن أقدّم أسماء، أن أقدّم الأسماء
للشورى من أجل تعيينهم، سماحة الشيخ حسين كوارني هو أكبر مني سناً بسنوات وأقدم
مني في الحوزة العلميّة وفي العمل الإسلامي وفي المواصفات الشخصيّة هو أفضل منّي
في كل شيء، وأيضاً كان أستاذي في الحوزة العلميّة في بعلبك وأنا درست بين يديه
لسنوات، إذا بكل المعايير إذا كنت أنا أريد أن أطلب من الشيخ حسين أن يكون معي
مسؤولاً ثقافياً مركزياً لحزب الله وأنا رئيسك وأنا مسؤولك، موضوع صعب، طبعاً كان
صعب عليّ ومفترض أن يكون صعباً عليه، هنا إمتحان، أن تقبل أنت أن يكون رئيسك هو
تلميذك الذي درّسته وجلس بين يديك لسنوات والذي كنت توجهه وكنت تربيه والذي أنت
"أعتق" منه وأقدم منه ويمكن أن تعتبر نفسك أعلم منه، أخبر، وهو كذلك،
هنا الإمتحان، ولسنوات هو قبل برئاستي بشورى التنفيذ ومسؤولاً ثقافياً مركزياً
وبعد ذلك عندما كنت أميناً عاماً وكان رئيساً لهيئة دعم المقاومة الإسلامية، ولا
لحظة من اللحظات الشيخ حسين رحمة الله عليه كان يقف عند إعتبار شخصي ليقول مثلاً:
كيف يكون تلميذي رئيسي، وقلت على كل حال هذا الإمتحان حتى الآن هناك كثيرون في حزب
الله نجحوا فيه معي ومع غيري وفيما بيننا، وأنا أعتقد هذه هي المسألة الرئيسيّة
والأساسيّة، عندما نكون مخلصين لله سبحانه وتعالى عندما نضع إعتباراتنا الشخصيّة
جانباً وعندما نقدم ما نقوم به من عمل أو قول أو سعي أو جهد لله عز وجل، الله
سبحانه وتعالى هو الذي يبارك في أعمالنا وأقوالنا ويهدينا ويعلمنا ويسدّدنا
ويرشدنا ويدافع عنا وينصرنا ويُعزنا، المسألة تبدأ من هنا، هذه هي الروح
الأساسيّة.
النقطة الرابعة، حرصه الشديد،
وهذا كان معروف أصلاً، وهذا دائماً نحتاج إليه، على تماسك مسيرتنا، على وحدتها
وعلى إنسجامها، على جمع كلمتها، كما قلت نحن دائماً كنا نمرّ في ظروف صعبة وقاسية،
وقد تتناقض أو تتباين فيها وجهات النظر، كيف نتعاطى مع الحدث الفلاني ومع القضيّة
الفلانيّة ومع المعركة الفلانيّة ومع الفريق السياسي الفلاني، مع الإستحقاق
الفلاني، لكن بالرغم من تنوع الآراء والنقاشات والجدالات التي تجري في
داخلنا، دائماً كانت مسيرتنا بسبب هذه الروح متماسكة ومنسجمة، وعندما كنا نواجه
بعض الصعوبات على هذا الصعيد كان يظهر الإمتحان الحقيقي للأفراد، في مرحلة من
المراحل واجهت صعوبة من هذا النوع، أنا أشهد بأن سماحة الشيخ حسين كوراني رحمه
الله وضع عاطفته جانباً ووضع علاقاته الشخصيّة جانباً وكان حريصاً جدا على وحدة
هذه المسيرة، على وحدة هذه المقاومة، على قوة هذه المؤسسة، وكان له المواقف
الحاسمة على هذا الصعيد، وهو أكمل طوال حياته حتى أخر لحظة من حياته، لم يكن يسمح
على الإطلاق بأن يستغل تباين في رأي أو موقف لإحداث ثغرة أو خلل في مسيرتنا أو في
جسمنا، وسمعتم كلماته حتى في كل المراحل، في قراءاته، في كتاباته، في دعائه، حتى
في الدعاء.
المسألة الخامسة عند سماحة الشيخ رحمة
الله عليه، الإيمان الراسخ بالإمام الخميني، بخط الإمام الخميني ونهج الإمام
الخميني وفكر الإمام الخميني، عجيب هذا التعلق الشديد الذي كان لديه بالإمام وفكر
الإمام ونهج الإمام وعندما كان يحاسب أو يقيّم المواقف أو الأداء أو السلوك أو
الكلمات أو حتى المصطلحات التي يستخدمها حزب الله أو بعض تشكيلات حزب الله أو بعض
مسؤولي حزب الله كان يحاول أن يحاكم كل ذلك على أساس هذا الأيمان وهذا النهج وهذا
الفكر، وحتى أنا قلت له أنت الان تمارس موقع الحارس والمنبّه لهذه المسيرة، نحن
مشغولون بالتفاصيل والإجراءات والسياسيّة والمقاومة وبالعمل والتنظيم والتشكيلات
وبالارض أنت في موقع تستطيع أن ترشدنا وأن تنبّهنا وأن تلفتنا ونحن نقبل النصيحة
ونقبل الإرشاد والإلفات، وبالفعل كان ينطلق من هذا الموقع ومن هذا الإلتزام حتى
آخر كلماته وكتاباته كان يعبّر عن هذا الإيمان الراسخ للإمام الخميني ولخطه
وفكره ونهجه.
سادساً، المنحى، وهذا كان من البدايات
عند سماحة الشيخ ولكن في السنوات الاخيرة تفرغ له، في سنوات كان مسؤولاً ثقافياً
مشغولاً بالعمل الإجرائي، في سنوات طويلة كان مسؤولاً لهيئة دعم المقاومة
الإسلامية، مشغولاً بالعمل الإجرائي، ولكن في السنوات الأخيرة تفرّغ بالكامل
للكتابة وللتربية، للعمل التربوي، التربية الإيمانية والأخلاقية، وهذا طبعاً نحن
كنا دائماً بحاجة إليه، سماحة الشيخ رحمه الله ملأ فراغاً كبيراً في ساحتنا، والآن
بفقده يعود هذا الفراغ، ونسأل الله أن يملأه بإخوة أعزاء وكرام ومخلصين، هذه
التربية الإيمانية والأخلاقية كما نحتاجها في زمن الشدة لنتعلم الصبر والإحتساب
والتوكل نحتاج إليها أكثر في زمن الرخاء، إن كان هناك من رخاء "يوجد رخاء
نسبي"، في زمن التحديات، نحتاج اليها في زمن الضيق والحصار والصعوبات، أيضاً
نحتاج إليها عند الإنتصارات وعند تحقيق الإنجازات، نحتاج إلى هذه التربية الروحيّة
الأخلاقيّة الإيمانيّة، تهذيب الأنفس، هذا الذي عمل عليه سماحة الشيخ رحمة
الله عليه خلال السنوات الماضية وأعطاه كل وقته وكل جهده وبقية حياته وعمره
الشريف.
والنقطة الأخيرة حتى أكتفي بهذا
المقدار، سماحة الشيخ رحمه الله لم يكن يتوانى عن تقديم أي شيء، أنا أعرفه
جيداً وأنتم تعرفونه جيداً روحه، دمه، حياته وماء وجهه، صحته، جهده، جهاده، أي شيء
للإسلام، للأمة، لهذه القضايا التي نقاتل ونجاهد من أجلها، هو لم يكن يتوانى على
الإطلاق، كان دائماً حاضراً ومساهماً وناصراً ومعيناً وقوياً وصادقاً ومتيناً
ومواقفه أيضاً في القضايا العامة كانت واضحة، لم يتردد في شيء، موضوع أميركا متقدم
جداً في الموقف، حتى وهو على فراش المرض الأخير أرسل لي وأعاد إرسال كتابين كان قد
كتبهما في الماضي ويؤكد على أنه يا سيد يجب أن نعمل على مشروع مقاطعة البضائع
الأميركيّة، هذا شكل من أشكال الجهاد والمواجهة مع هذا الشيطان الأكبر. موقفه من
"إسرائيل"، موقفه من مسألة المقاومة، الموضوع الفلسطيني، القضية
الفلسطينيّة، في مسألة اليمن، والعدوان على اليمن، أيضاً كان صوته عالياً، الآن
طبعاً لم يكن يخرج الى التلفاز ليخطب مثلي ولكن في كل المجالس كان صوته عالياً في
هذا الموضوع، في كل ما يجري في المنطقة وكان حاضراً دائماً وحتى اللحظات الاخيرة
ولم يتوانى، كل ما يستطيع أن يقدّمه سماحة الشيخ حسن كوراني لهذه المسيرة قدّمه
وكان حاضراً لتقديمه بلا حساب وبلا كتاب ولوجه الله سبحانه وتعالى. رحمه الله،
وبالفعل نحن نشعر بهذا الفقد وعلى كل حال هذه سنة الله سبحانه وتعالى، وصار
بالنسبة لنا هذا عادي وطبيعي بالنهاية مسيرتنا يوجد فيها أجيال، الجيل الذي قبلنا
وجيلنا "شبنا وختيرنا"، فمنا من يقتل ومنا من يموت، وهذه سنة الله التي
نواجهها بالتسليم والرضا بقضاء الله وقدره.
أدخل ببعض المسائل الحالية بالمناسبة
طبعا بإختصار شديد إلا بموضوع سيأخذ القليل من الوقت.
أمس بالمؤتمر الصحافي لمعالي وزير
الدفاع عرض المُسيّرتين، المسيرة السالمة والمسيرة المحطمة، وقدم معطيات مهمة
وتفصيلية عن العدوان الإسرائيلي الأخير على الضاحية الجنوبية، يهمنا هنا أن أؤكد
مسألتين، الأولى، تثبيت المعادلات، نحن رفضنا أي معادلات جديدة أي قواعد إشتباك
جديدة، رد المقاومة الإسلامية ثبّت هذه المعادلة ونحن سوف نبقى ملتزمين بهذه
المعادلة. والمسألة الثانية نؤكد حقنا في مواجهة المسيرات الإسرائيلية، تم إسقاط
إحدى هذه المسيرات الأمر لا ينتهي هنا، هذا بداية مسار، ونحن سنواصل العمل وكما
قلت في أكثر من مناسبة هذه المسألة خاضعة للميدان ولظروف الميدان وللمصالح.
في كل الأحوال حتى هذه اللحظة قرار
مواجهة المسيرات كان له تأثير واضح على عدد المسيرات وحجم المسيرات، وعدد الخروقات
الإسرائيلية للسماء اللبنانية في تراجع كبير، سنعرض لاحقا أرقام حول ما قبل هذا
التوجه وما بعد هذا التوجه، لكن أود أن أؤكد اليوم أن هذا المسار هو مسار مستمر
وبيد الميدان.
النقطة
الثانية، في موضوع العملاء، هنا أريد ان أفصّل قليلاً، وملف اللّبنانيين الذين
هربوا الى الكيان الصهيوني عام 2000، طبعا في الأيام القليلة الماضية تم توقيف أحد
العملاء الذي كان مسؤولاً لمعتقل الخيام وجرت قصّة في البلد وكلكم قد تابعتموها
ليس هناك داع لأعرض التفاصيل، لكن أريد ان أذهب
الى تقييم الموقف والمعالجة.
تعبيير
الأسرى، أسرى الخيام والأسرى حتى داخل السجون الاسرائيلية لأن أغلبهم مرّوا في
الخيام "اذا مش جميعهم"، وأهاليهم والرأي العام في لبنان على تنوعه هو
تعبير طبيعي وصادق، هذه الصرخة العالية المتألمة، المنددة، الغاضبة، هو أمر طبيعي،
هذا رد فعل طبيعي، واذا كان لأحد ملاحظة او تحسُّس من رد الفعل هذا يجب ان لا
يتحسّس بل يجب ان يتفهم وان يتقبل هذا الموضوع، على كل حال كان هذا مفيداً ومهماً
جداً ليس من أجل توقيف هذا العميل فقط وانما من اجل التنبيه على مسار خطر
ومنحرِف والعمل على ايقاف هذا المسار في التعاطي مع العملاء، حسناً في هذا الموضوع
انا اريد ان أحدد قليلا حتى لا ابقى في العموميات.
النقطة
الأولى تتعلق بنفس العملاء الذين تعاملوا مع العدوّ الاسرائيلي إلى عام 2000، الان
نتكلم عن الذين هربوا، هؤلاء يوجد منهم من التحق بجيش لحد، بعضهم عملوا لديه في
الأجهزة الأمنية، ومنهم في الادارات المدنية تعاملوا مع الإسرائيلي، وكانوا جنوداً
وخدماً وموظّفين وعمّال عند الإسرائيلي، هؤلاء عملاء ويجب أن يُحاكَموا، لاحقاً
يتم اجراء تصنيف لمستوى الجريمة، هذا العميل قتل، عذب، خطف، اعتقل، سجن، اغتصب،
سرق، نهب، داهم، الحق الاذى الجسدي او المعنوي بالناس، او هذا العميل كان
يخرج من منزله يحرس في الموقع او ما شاكل، هو عميل، الكل شركاء من الناحية
القانوية وليس فقط من الناحية الشرعية و الدينية، هؤلاء كلهم عملاء ويجب ان
يُعاقبوا، نعم الان يكون العقاب على قدَر الجريمة هنا يصبح نقاشاً قانونياً، عندما
يكون العميل مرتكباً ومجرماً وقاتلاً ومغتصباً وخاطفاً ومفسداً في الارض، أكيد يجب
أن يكون حسابه وعقابه مختلفاً وشديداً وقاسياً، محاكمة العملاء هي من الثوابت. لا
اعتقد ان هناك أحد في لبنان من أهل المقاومة ومن فصائل المقاومة بالحدّ الأدنى
ساوم عليه أو تعاطى فيه سياسة او بيع وشراء، أبداً، في الحد الأدنى كل من له صلة
بالمقاومة وفصائل المقاومة وأحزاب المقاومة بالحد الأدنى فضلاً عن الآخرين، لا أحد
بهذا الموضوع ساوم أو يمكن أن يساوم.
النقطة
الثانية التي لها علاقة بالأهالي، الناس، والله هذا العميل عندما هرب في ايار عام
2000 هربت معه عائلته، زوجته، أولاده، بناته، أبوه، امه، أخوته، حسناً، نحن منذ
العام 2000 وهذا قبل التفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحر، وهذا كان عليه
تبان في حركات المقاومة، حزب الله وحركة أمل والأحزاب الوطنية والإسلامية وكل
القوى في المقاومة، في ذاك اليوم قيل أن هؤلاء الذين هربوا إلى إسرائيل، هنا
دعُونا نصحّح المصطلح، لا يوجد هناك شيء إسمه "مُبعدون" إلى إسرائيل، لا
أحد قام بإبعاد أحد، هناك أناس هربوا وهناك أناس بقوا، الذين بقوا في قراهم لا أحد
اقترب منهم، الذين لم يكونوا عملاء لم يقترب منهم أحد، وهناك أناس غادروا الجنوب
وأتوا على بقية المناطق اللبنانية ولم يلاحقهم أحد ولم يتم فتح ملفاتهم،
هناك أناس هم هربوا، ولذلك مصطلح المبعدين هو مصطلح خاطئ ليس صحيحاً، توصيف خطأ،
هم هربوا على الكيان الإسرائيلي، حسناً هربوا، نحن منذ ذاك الوقت قلنا نحن مبدأنا
والتزامنا وديننا وقرآننا يقول: "ولا تزِروا وازرةٌ وزرَ أخرى"، ولذلك
حتى في عمليات المقاومة، أنا أريد أن أذكّر اللّبنانيين جيداً، أنَ الشباب في
المقاومة كانوا يتوغّلون ويواجهون مخاطر وصعوبات، تذكرون العملية عندما تم زرع
عبوة لأحد قادة العملاء "عقل هاشم" من قادة العملاء المجرمين والمفسدين،
حسناً وهذا الفيلم لا يزال موجوداً وإذا أحبّوا نعيد نشره لهم، لم ينفّذوا الشباب،
عندما وقف العميل على العبوة لأن زوجته وعائلته كانوا الى جانبه، والشباب لديهم
توجّه أننا نحن نقتل العميل الخائن الذي يُقاتل مع العدوّ في الجبهة لكن زوجته،
أولاده، بناته، أمه، أبوه، ليس لدينا عمل معهم، في الحد الأدنى نحن غير محضّرين
ملف لنتأكّد أن كانوا هؤلاء عملاء أم لا، لكن متأكدين أنّه هو عميل، هو قائد في
العملاء، وأجّلوا العملية لوقت آخر ومخاطرة أخرى، ولمّا كان لوحده ومعه عسكر فقط
قاموا بتفجيره، هذا أريد أن أذكّر به من تاريخ المقاومة، المقاومة في لبنان في عام
2000 - عندما نذكّر بهذا الموضوع نحن لا نمنّ على أحد ولا نقوم بتربيح جميل لأحد
لأنّهم سريعاً يصدحون ويقولون لنا تعودون وتمنَون علينا وتربحوننا جميلاً، لا نحن
لا نربّح جميلاً لأحد، هذه أخلاقنا وهذه ثقافتنا وهذا ديننا وهذا قرآننا وهذا
نبينا وهذا التزامنا الوطني والأخلاقي، المقاومة عام 2000.
انظروا ماذا
فعلت المقاومة الفرنسية وهذا معروف اذكّر به، قتلوا الآلاف، حتى لم يقيموا محاكما
، قاموا بإمساكهم، قتلوهم وذبحوهم، مع العلم أنه كان هناك دولة بالمنفى، ولم
ينتظروا واعتقلوهم حتى تأتي الدولة وتُنشأ أجهزة قضائية وتحاكمهم، وقُتل الآلاف،
انا قرأت في بعض الكتب دراسات انَّ هناك أكثر من 10 الآف جندي فرنسي قُتلوا بتهمة
العمالة للجيش النازي وبدون محاكمات ولا دولة، العسكر المقاومة الفرنسية في
الميدان قاموا بإجراءات في الميدان وقَتلوا.
المقاومة عام
2000 كنت دائماً أقول "لم تقتل صوصاً"، الناس الذين سلّموا استلمناهم
وسلّمناهم للجيش اللبناني والقضاء اللبناني، بمعزل كيف تصرّف القضاء لاحقاً، هذه
نقطة عتب لوحدها، وهناك أناس هم هربوا واخذوا قراراً بالهروب، اذاً هؤلاء نحن ليس
لنا عليهم شيئ، ودائماً عندما كنا نُسأل كنا نقول: لا يوجد لدينا مشلكة أن يعودوا،
لكن بعد أن باتوا وأقاموا في فلسطين المحتلة وعند العدوّ أسابيعاً وشهوراً
وسنيناً، هؤلاء عندما يعودون يجب أن يسلّموا أنفسهم لمخابرات الجيش اللبناني
لإجراء تحقيق معهم، ساعة، ساعتين، يوم، يومين، هذا اصبح بعهدة الجيش فقط ليتأكّد
أنهم عندما كانوا عند الإسرائيلي هؤلاء أصبحوا عملاء أم لا، تم تجنيدهم،
ارسلهم عملاء الى لبنان، ما هي قصّتهم، ما فعلوا هناك، هذا اجراء طبيعي جداً.
حسناً ونحن
اليوم في 2019 نقول نفس الشيء، البعض في سياق النقاش الذي حصل، حاول ان
يُثير مثلاً هذا الموضوع ما محلّه بالتفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحرّ؟
نحن كنا واضحين، نحن قلنا نرحّب بهم جميعاً أن يعودوا لكن ضمن الآليات القانونيّة،
ولذلك لاحقاً تقدّم إقتراح قانون على مجلس النواب وأجرى تفصيلاً بين اثنين على
أساس ان ينعمل آليات تطبيقية. لا أحد يقول إفتحوا الحدود والمعابر وكل الذين هربوا
إلى إسرائيل فليعودوا إلى لبنان دون أي سؤال وبدون أي حساب، هذا خطأ، حتى على
المستوى الأمني خطأ، وعلى المستوى القانوني خطأ، وعلى المستوى الثقافي خطأ، وعلى
المستوى الوطني خطأ.
نعم نحن نقول،
هناك آليات قانونية، من لم يتورّط بالعمالة يأتي أهلاً وسهلاً به يسلّم نفسه، هناك
الكثير من النّاس والعائلات عادُوا، وهناك أولاد وبنات عملاء عادوا وسلّموا أنفسهم
لمخابرات الجيش، وأجروا معهم تحقيقا وقالوا أنهم غير متورّطين بالعمالة وخير ان
شاءالله. إذاً هذه المسألة واضحة، الآن بالنسبة لهذا الملف أريد أيضاً أن أشير باختصار
لنقتطين:
النقطة
الأولى، التي كشفتها الحادثة الأخيرة والتي تحتاج إلى علاج، موضوع سقوط الأحكام
بتقادم الزّمن أن هذا – العميل - مضى على الحُكم الصّادر بحقه أكثر من 10 سنوات أي
انتهى - سقط الحُكم. على كل حال الخير فيما وقع، عندما أتى هذا - العميل– وصدرت
الضجّة وتبيَّن الموضوع، أضاء على هذا الجانب الذي لعلّنا جميعًا لم نكن
منتبهين له أو غافلين عنه، حسناً هذا يحتاج الى معالجة قانونية، أصلاً هناك نقاش
حقيقةً في هذا النوع من الجرائم، شخص كان آمر سجن في الخيام قَتَل وعذّب واستباح
ووو... واُحاكمه غيابياً، تحكم عليه 15 سنة! ما هذا الحكم الغيابي الضعيف الهزيل،
ويسقُط الحكم بتقادم الزّمنَ!!؟ على كل حال إذا،ً هذا الموضع فيه إشكال
قانوني نحن اتفقنا ان نتواصل مع بقيّة الكتل النيابية لدراسة هذا الموضوع ونذهب
لمعالجة قانونية لهذا الملف. يجب التفصيل في نوع الأحكام، في نوع الجرائم، لا
يصحّ، البلد حقيقةً لا ذاتياً ولا موضوعياَ بكل الإعتبارات، لا يمكنك أن تأتي بشخص
مرتكب مثل ما ارتكبه هذا من جرائم في معتقل الخيام وان تقنع الشعب اللّبناني
والأسرى وعوائل الشهداء والذين تعذّبوا واغتُصِبوا واُلحِقَ بهم أذىً شديداً، أن
تروّوا يا جماعة، هذا القانون قد أصدر به حكماً غيابياً وسقط بتقادم الزّمن، هذا
لا يصحّ. على كل حال هذه نقطة تحتاج إلى معالجة.
ثانياً،
الأحكام القضائية المخفّفة التي صدرت أو يمكن أن تصدر أيضاً تحتاج إلى معالجة وإلى
مقاربة مختلفة، أن تُحصَّن وطنياً وداخلياً وتستجيب لحقوق الّذين ظُلموا و قُتلوا
وعُذّبوا واعتُدي عليهم وتأخذ بعين الإعتبار كل الأجواء والمعطيات اللبنانية
والداخلية.
أريد أن أقدّم
ملحقاً حول
الجو الذي حصل في مواقع التواصل الاجتماعي هذا يحتاج لعناية.
أولا هناك كثر ممن يكتبون على مواقع
التواصل الاجتماعي حقيقة لا نعرف من هم، يضعون صوراً، لكن هل هي صورهم؟ يضعون
أسماءً، لكن هل هذه أسماءهم؟ عند أي حدث دائما هناك من يدخل على الخط لتمزيق كل
شيء بالبلد ، ودائما نواجه حوادث من هذا النوع.
مثلا تُذكر ولا تتكرر، قبل أشهر، عندما
وصلت باخرة الطاقة الكهربائية إلى الزهراني، "انشغل بحزب الله وأمل شغلاً ليس
له آخر" والقصة باخرة. لا قيادة أمل لها علاقة ولا قيادة حزب الله لها علاقة بما جرى،
لكن هناك أناس دخلوا على الخط، وقاموا باستفزاز جهة من هنا وجهة من هناك واشتبكت
الناس ببعضها. أهون أمر افتعال مشكل على مواقع التواصل و"تعلق الناس
ببعضها".
أيام زمان، كانت القوى السياسية إذا
أراد أحدهم أن يخطب أو يصدر بياناً، يجلسوا، يناقشوا على القلم والمسطرة، ويقول
هذه الكلمة وهذه النقطة حتى لا يحصل مشكل بين القوى السياسية وقواعدهم الشعبية.
اليوم يخرج الواحد على مواقع التواصل،
يرمى جملة مستفزة، فتجد الناس تتبادل المواقف والردود ويجرون البلد إلى مشكلة.
أنا أود تجديد الدعوة لجمهور المقاومة
ولكل الشعب اللبناني، الحذر، الانتباه، ليس صحيحاً عند كل مسألة لا نبقي حجراً على
حجر، للأسف الشديد هكذا يحصل لا يبقى حجر على حجر.
طبعا، هناك جزء منه فيه استهداف، ليس
الأمر أن هناك شخصاً يود أن يلعب بالعالم، لا هنك جزء من الاستهداف.
على سبيل المثال حادثة من هذا النوع
حتى لو كان هناك خطأً معيناً من قبل الجيش اللبناني يجب أن يعالج هذا الخطأ
بحدوده، بالنهاية العلاقة مع قيادة الجيش علاقة ممتازة، العلاقة مع الجيش علاقة
ممتازة، العالم تجلس وتتحدث مع بعضها، ليس هناك أحد معصوماً، إن كان هناك أخطاء
يتم معالجتها ضمن الآليات المتبعة.
أما أن تؤخذ الحادثة ويدخل أحد على
الخط ونصبح كأننا بمشكل بين الجيش اللبناني وبين المقاومة وجمهور المقاومة وقوى
المقاومة ليس فقط حزب الله هذا خطأ وهذا يخدم من؟ هذا يخدم الإسرائيلي، هذا يخدم
الأمريكي وسياسة الأمريكي بالبلد، لا داعي الآن للتفصيل، وهكذا.
بالوقت الذي على مدى عقود نتحدث عن
المعادلة الذهبية، الجيش والشعب والمقاومة، فجأة أمام حدث معين نجد الشعب بدأ
يتمزق، ونجد هناك من يريد أن يدق إسفين، بل يُوجد صراعا بين المقاومة وبين الجيش
وبين جمهور المقاومة ومؤيدي الجيش هذا يخدم من؟
لذلك على الناس أن تتنبه، خصوصا الشباب
والصبايا على مواقع التواصل عليهم التنبه وأن يبقوا محصنين وأقوياء وصلبين، لا أن
يستفزوا ولا يجروا، بل يبقى الوعي هو الحاكم حتى على العاطفة ومشاعر الاستفزاز.
وكذلك في ضرب التحالفات، وأحيانا
تكون معلومات كاذبة، معلومات خاطئة، ومعطيات غير صحيحة.
أبسط حادث، هذا يريد ضرب تحالف أمل حزب
الله، وذاك يود ضرب تحالف حزب الله التيار الوطني الحر، وآخر يود ضرب تحالف ما
بعرف مين مع مين، هذا يجب أن نكون حذرين منه وخصوصا إخواننا وأخواتنا.
النقطة الثالثة في إطار المساعدة في
موضوع عودة النازحين السوريين أود أن أضيف جديدا اليوم يتعلق بمنطقة القصير
وقراها، منطقة القصير عموما.
بسبب الأحداث والأوضاع العسكرية تأخرت
العودة إلى هذه المنطقة. في مناطق أخرى يعود النازحون بشكل طبيعي. قبل عدة أشهر
بالصيف وبناء على قرار القيادة السورية وأيضا رغبة الأهالي الموجودين فعلياً خلال
السنوات الماضية، الذين كانوا جزءاً من المعركة، أهالي قرى القصير والقصير من
السوريين واللبنانيين، بسبب رغبتهم وإلحاحهم حصل تواصل معنا، وحصل تبان لتعود كل
الناس. نحن رتّبنا وضعنا بالقصير وبقرى القصير بما يتناسب مع عودة كاملة لأهالي
المدينة وأهالي القرى، لا مشكلة على الإطلاق. والإجراءات بدأت منذ مدة من قبل الحكومة السورية داخل سورية، أنا
يهمني اليوم أن أعلن لأهالي القصير الموجودين في لبنان أهالي بلدات القصير
الموجودين في لبنان، لن نعذبهم ونقول لهم سجّلوا عند الأمن العام أو عند ملف
النازحين بحزب الله لأننا نحن نعود ونعطي الأمن العام، سجّلوا عند الأمن العام
اللبناني والأمن العام اللبناني وضمن الآليات المعتمدة والمتبعة مع الحكومة
السورية هو إن شاء الله يقدم التسهيلات وابتداء من اليوم هذا الباب مفتوح والتنسيق
قائم مع الحكومة السورية في داخل سورية بدأ العمل على هذا الموضوع. هناك عائلات
عادت إلى مدينة القصير وبعض القرى الموجودين في لبنان فيما يتعلق بلبنان طبعا ضمن
الآليات والضوابط المعتمدة بين الأمن العام اللبناني والجهات المعنية في سورية
يمكن البدء في تسجيل الأسماء والخطوات لتأمين هذه العودة.