2024- 11 - 24   |   بحث في الموقع  
logo المشروع الإسرائيلي: فرض معاهدة سلام على لبنان وسوريا logo مخابرات الجيش تضع حدًا للشائعات: توقيف مروّج التحذير في البسطة logo بعد لقائه البخاري.. ماذا قال كرامي؟ logo في فاريا.. اعتداءٌ يطال “مغارة الميلاد” logo أشلاء تحت أنقاض المبنى المستهدف في صور! logo المقاومة تهاجم قوات العدو في البياضة logo صواريخ على “أييليت هشاحر” logo مسدس بدلًا من الطفل يسوع في المغارة"... بلبلة وغضب في فاريا
"أكاديمية الانسان للتلاقي والحوار" انجاز لبنان على خارطة السلام! (د. علا بطرس)
2019-09-16 13:04:41



يعيش العالم في صراعات لا تنتهي. وبدلاً من ان تتقدّم الانسانية نحو السلام فهي في حالة تراجع مخيف بفعل التمييز والتقاتل الناجم عن الاختلاف بأشكاله المتعددة: الثقافي والديني والمذهبي والعرقي والاتني والجندري، لدرجة ان ما اعتقده البعض فيما كتبه صمويل هنتنغتون "صدام الحضارات" لم يكن مجرد نظرية بل بات واقعاً معاشاً بكلّ مآسيه.



وتبقى صناعة السلام لمن يؤمنون بها حقاً بفعل تجربة اتخذوا منها العبر لبناء مجتمع آمن يجسّد نموذجاً في التعايش الطبيعي الحر بين مكوناته. ويعتبر طرح رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون في انشاء "اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار" استشرافياً لعصر ما بعد النزاعات واكثر من حاجة على مستوى دولي بفعل الكراهية السائدة ضد الآخر. وهي ستكون خطوة بناءة لتشجيع "الحوار والتفاهم والتعاون بين الاديان والثقافات من اجل السلام" وذلك سيساعد في القضاء على جميع اشكال التعصب الديني. فاوروبا التي خاضت حرباً مكلفة ضد النازية والفاشية سعت الى بناء اتحاد لمصلحة شعوبها منذ ستين عاماً باتت اليوم مهددة بفعل مخاوف من الهجرة واللجوء ما ادى الى وصول وارتفاع حظوظ الاحزاب اليمينية المتطرفة في نسج سياسات قومية ابعد ما تكون عن ثقافة السلام.



اما الدولة في المشرق العربي فهي تستقي فشلها من هذا الواقع الديني - المذهبي المأزوم الذي يمنع التقدم نحو المواطنية الحقّة. وهذا معزّز بتوجه اقليمي ودولي لقوى تستفيد من هذا البؤس لمداها الحيوي في بسط نفوذها وحضورها على حساب الامن والاستقرار للشعوب والدول على حدّ سواء. وهذا ليس بجديد لأن تاريخ التدخل الخارجي في المشرق كان يتم عبر وهم تأمين الحماية للمكونات تحت مسمى "الاقليات" التي كانت تتخوف من الآخر، شريكها في الارض والموارد والبيئة والانتماء، وهذا ما جعل الهوية الوطنية مفككة او بحد ادنى غير متفق عليها الى حدّ اليوم على الرغم من حصول هذه الدول على استقلالها السياسي لكن بحوكمة اما فاشلة او مستبدة.



ان انشاء الاكاديمية مهم في هذا التوقيت بعد "وثيقة الاخوة الانسانية" من اجل السلام العالمي والعيش المشترك في شباط ٢٠١٩ حيث جمعت ركنين دينيين بابا الفاتيكان #فرنسيس وشيخ الازهر #احمد_ الطيب في الامارات العربية المتحدة، والسؤال هل ستتحد القوى الداعمة لهذا الفكر المتنوّر مؤسّسة لمرحلة السلام والامن المستدام ضد دول تغذي الحروب والفرقة والتقاتل والتدمير؟!



باختصار، ستأتي الاكاديمية ثمارها على المديين المتوسط والطويل عبر التثقيف والتدريب في انتاج ثقافة الحوار حيث ستولد اجيال بقيم انسانية عميقة في احترام الحياة الحرة الكريمة للبشر وهذا ما يتوافق مع خطة التنمية المستدامة لعام ٢٠٣٠ التي وضعتها الامم المتحدة لا سيّما عبر الهدف رقم ٤ الذي يؤكد على "ضمان التعليم الجيد المنصف والشامل للجميع وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة"... وقد اشارت الابحاث ان التطرف ليس وليد الساعة بل هو ثمرة تربية وتعليم. ان "حزب الرفاه" الذي تم حظره في تركيا كانت قد تخرجت قياداته من مدارس دينية "امام خطيب" ناهيك عن المعاهد في افغانستان التي خرّجت ما اعتبروا انفسهم "زعماء" من اجل الخلافة مقوضين الامن والسلام العالميين بدءاً من ١١ ايلول وصولاً الى سوريا.
ختاماً، ستشهد الجمعية العامة للامم المتحدة الاثنين المقبل حدث التصويت على طلب لبنان لانشاء "اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار" مركزها بيروت، وهذا سيكون بمثابة انجاز للتاريخ سجّله للبنان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون. وهذا ليس بجديد على وطن الرسالة الذي كان احد مفكريه شارل مالك الذي كان قد ساهم في صياغة الاعلان العالمي لحقوق الانسان والذي بات جزءاً من مقدمة دستوره.



التيار الوطني الحر



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top