انطوان بانو لـ أخشى أن تكون العلاقة بين القوات والوطني الحر قد بلغت نقطة اللاعودة
2019-09-16 09:05:24
اعتبر عضو تكتل لبنان القوي العميد المتقاعد انطوان بانو أنه عندما يقول رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع إنّ علامة العلاقة مع وزير الخارجيّة جبران باسيل هي تحت الصفر على عشرين، وعندما يكون جعجع قد رفع سقف مواجهته السياسيّة والإعلاميّة مع التيار الوطني الحر متهماً إياه بالانقضاض على اتفاق معراب والتنصّل من موجباته، وعندما يكون قد تجاوز القنص المعتاد ليطال عهد وموقع رئاسة الجمهورية، فأخشى أن تكون العلاقة بين الفريقين قد بلغت نقطة اللاعودة.
وأشار بانو في حديث الى أنه بالنسبة لموقع القوات اليوم، فلقد أثبتت أنها متخصّصة بتقلّب المواقف وازدواجيتها، وما السلوك السياسي الذي سلكته بالموافقة على بنود الموازنة في مجلس الوزراء ثم الانقلاب عليها في مجلس النواب إلا دليل واضح على تقلّباتها. وقال: صحيح أنّ النظام الديمقراطي يقوم على وجود موالاة ومعارضة، وأنه في سبيل تحقيق انتظام النظام الديمقراطي، لا بدّ من وجود فريق يحكم وآخر يعارض، وهذا دليل عافية على الممارسة الديمقراطية. أما أن يكون هذا الفريق تارةً في قلب المعارضة وطوراً خارجها، وأن تكون المعارضة من داخل الحكومة، فهذه قمة الازدواجيّة.
وتطرق بانو للأزمة التي برزت في اليومين الماضيين بشأن تغذية الجيش، فأشار الى انها تسلك طريقها إلى الحلّ بعد معالجتها من قبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ووزير الدفاع الياس ابو صعب ووزير المال علي حسن خليل وقائد الجيش العماد جوزاف عون، لافتا الى انه قد وصل للمتعهدين جزءا كبيرا من حقوقهم وثمّة مستحقات أخرى وعد وزير المال بصرفها. وقال: نأمل من المعنيين الذين تأخروا بإجراءات الدفع ألا تتكرّر الممارسات التي لحقت بالمتعهّدين من قبل جهّات غير مخفيّة على أحد. وتساءل: ألا يكفي أنّ لقمة العسكر مغمّسة بالدم؟ بئس هذه المرحلة التي وصلنا فيها إلى ضرب هذه المؤسسة الوطنيّة من هنا وهناك. أرادوا التقشف في ميزانيتها، فهمنا. أجّلوا برنامج تسليحها، رضينا. أما أن يمسّوا بلقمة عيشها الكريمة، فهذا ظلم جائر لا يمكن السكوت عنه. نقول للجميع ممنوع المسّ بالمؤسسة العسكريّة، فهي خط أحمر ونقطة على السطر.
وردا على سؤال، أوضح بانو أنه لم يطّلع بعد على موازنة 2020، وسيكون له الرأي فيها بعد الانكباب على دراسة بنودها. وقال: لكنني على ثقة أنه بعد الاعتراضات التي أثرناها على البنود المُجحفة والجائرة بحقّ العسكريين، والتي أفضت إلى تخفيضات مقبولة اعتبرناها بمثابة تضحية لتشجيع الآخرين على الفعل بالمثل والتخلّي عن الامتيازات الخاصة والاحتكارات التي استولوا عليها منذ التسعينات حتى يومنا هذا، فان موازنة 2020 لن تمسّ بحقوق العسكريين المتقاعدين أو الذين لا يزالون في الخدمة الفعلية. وأضاف: حبّذا لو تدقّ فعلاً أبواب الجُزر والمحميّات التي استشرى فيها الفساد، فانعكس سلباً على بُنية الاقتصاد الوطني وهيكليته بدل البحث في جيوب الموظفين والعسكريين، وحبذا لو يُستردّ المال المنهوب وتُقفل مزاريب الهدر التي استنزفت موارد الدولة.
وعن ملامح مشروع موازنة 2020، أشار بانو الى انه بات من المؤكد أنها ستتطابق وروحية متطلّبات مؤتمر سيدر واستكمال الإصلاحات التي بوشر بها في موازنة 2019، وستكون موازنة 2020 استكمالاً لرزمة من الإصلاحات الأساسية البنيويّة التي تساعد على تطوير الاقتصاد اللبناني وتعزيز فرص الاستثمار فيه، بهدف إنعاش الاقتصاد اللبناني الهش أولاً وتعزيز الثقة الدولية بلبنان ثانياً.
وتناول التطورات العسكرية الاخيرة بين حزب الله وإسرائيل، فأشار بانو الى انها أرخت بثقلها على الساحتين المحليّة والإقليميّة، وأثارت مخاوف من تصعيد خطير في المنطقة مع استمرار حالة التأهب وسط ترقّب حذر ما زال يسيطر على المشهد الداخلي اللبناني بعد الاستنفار اللبناني الرسمي، الذي حتّمته التطورات التي نشأت عن الخرق الاسرائيلي للقرار 1701 وتجاوزه الانتهاكات الجوية اليومية. وقال: وسط هذا الحذر الذي يخيّم، أعتقد أنه ما من طرف يرغب بتكرار تجربة حرب تموز2006 لأنه إذا اشتعلت النيران هذه المرة، يمكن أن تصبّ الزيت على النار المشتعلة فعلاً في الشرق الأوسط. فإسرائيل تدرك جيداً أنّ الحرب لا تخدم مصلحة أيّ طرف، لاسيّما مصلحتها، خاصةً وأنّ رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بدوره يدرك أنّ الحرب مع حزب الله لن تكون سهلة المنال، ويدرك أيضاً أنّ الحرب الشاملة تحتاج لجبهة داخليّة مستعدة، وتحالفات إقليميّة ودوليّة واسعة.
واعتبر أن منطقة الشرق الأوسط تترنّح اليوم بين سندان إيران ومطرقة أميركا، والتطورات الأخيرة تسلّط الضوء على التحديات الأمنيّة التي تسببها إيران للمصالح الأميركيّة في المنطقة. فإيران تعيش صراعاً مفتوحاً مع الولايات المتحدة، صراع له عناوين عدّة منها الملف النووي والبرنامج والصاروخي البالستي الإيراني، وطلب أميركا من إيران التوقف عن تخصيب اليورانيوم والبلوتونيوم، والعقوبات الاقتصاديّة التي تُوّجت بحصار أميركي يمنع طهران من تصدير نفطها وغازها، والملاحة في الخليج، والأذرع الإيرانيّة. وختم: خلاصة القول إنه إذا اتجهت هاتان الدولتان إلى التهدئة والتبريد، هدأت معهما الجبهة اللبنانيّة-الإسرائيليّة.
النشرة