يقدم لنا مات بيتينيلي أولبين وتايلر جيليت مخرجا «Ready or Not»، بالإضافة إلى المؤلفين غاي بوسيك وآر كريستوفر مورفي، قصة رعب كوميدية شريرة بشكل رائع، حيث يركزون على الدماء والجرأة والضحك التي تتوقعها في فيلم كهذا، وتحتاج بعض الأفلام للوفاء بوعدها لتقديم نفس الفرضية التي وعدت بها، وفي «Ready or Not» يتم الاعتماد على مفهوم الرعب المبتكر.
يروي الفيلم قصة العروس المتزوجة حديثا غرايس (سمارا ويفينغ) التي تطاردها عائلة زوجها الثرية المنحدرة من عائلة دو ماس الأرستقراطية، وبالرغم من أن الفيلم يعاني من بداية بطيئة، إلا أنه يتصاعد إلى خاتمة دموية وشديدة تجد نفسك تتعلق بها. يكافح النصف الأول من الحكاية ليرتقي لمستوى فرضيته، ولا يساعد السيناريو في فصل نفسه عن أفلام الرعب العادية، وتقدم «غرايس» دورا تقليديا كبطلة غافلة وهي تستعد للانضمام إلى عائلة دوماس عبر الزواج من آليكس (مارك أوبراين) في قصرهم الهائل، مع تفويت «غرايس» لبعض النظرات المرعبة من العائلة تجاهها، وبالرغم من أنك تتوقع أن يمر أي فيلم رعب بمرحلة من الإعداد قبل أن تتفجر الأحداث، إلا أن «Ready or Not» مع فكرته غموضه كان يمكن أن يكون متكاملا أكثر لو أن المخرجين أضافوا المرح وحس الفكاهة - الذي نراه لاحقا - إلى بدايته أيضا.
يتحسن «Ready or Not» باستمرار من تلقاء نفسه مع تقدم الأحداث، حيث تميل القصة لاستخدام نبرة أكثر مرحا عندما يجب أن تلعب «غرايس» لعبة الغميضة مع والدي «آليكس» وأخوته وزوجاتهن، لقد جعلوها تظن أنه تقليد تتبعه العائلة عند انضمام شخص جديد لشجرة العائلة، لكن بعدما يسلح جميع أفراد عائلة «آليكس» أنفسهم بأسلحة تعود لقرن مضى، تشهد «غرايس» جريمة قتل تمثل نقطة تحول واضحة في القصة، فمنذ تلك اللحظة تم إعلان الحرب، ويرتقي الفصل الثالث من «Ready or Not» لما وعد به في فرضيته، حيث يجمع بكل ذكاء وروعة بين الدماء والغموض التي تأخذ القصة إلى حدودها غير المنطقية الرائعة ويبذل الجهد المطلوب منه، وهنا تبدع ويفينغ أيضا، فترتقي بشخصية «غرايس» من ضحية مصدومة إلى شخص منتقم لتعيد القصة إلى مسارها من أجل خاتمة مشبعة بالدماء، قد تكون قصتها قابلة للتنبؤ، إلا أنه عندما تصبح الأمور هامة، تتمكن بعض المشاهد المضحكة من رفع مستوى الفيلم وتعويض أكثر اللحظات وضوحا وجعلها لا تنسى.
يأتي الأداء الجيد من آدام برودي وآندي ماكدويل بدور شقيقي «غرايس» وحماتها على التوالي، لكن من الصعب ألا نتساءل إلى أي درجة كان يمكن أن يتحسن الفيلم لو انضم لطاقمه المزيد من الممثلين الكبار لبقية عائلة دوماس؟ يستخدم المصور السينمائي بريت جوتكوفيتش تدرجا لطيفا من الألوان التي تلائم إطار الفيلم، كما أن تصميم المكان الغني أمام الكاميرا ملائم تماما، وينطبق الأمر أيضا على فستان الزفاف القوطي الطراز الذي ترتديه «غرايس» طيلة الأحداث. إن كل شيء بشكل عام مصنوع بشكل جيد لفيلم رعب صغير نسبيا مع 95 دقيقة، وهذا يحدث فرقا مع تصاعد الأحداث نحو خاتمته الكبيرة، ويمكننا القول ان «Ready or Not» ينهي الصيف بدموية محببة.