دعت وزيرة الدولة لشؤون التمكين الاقتصادي للنساء والشباب الى «وضع الخلافات السياسية جانباً، والتكاتف للنهوض بالاقتصاد ومواجهة التحديات». وأعلنت أنها وضعت استراتيجية للوزارة لتأمين حقوق المرأة و قد جاء هذا الكلام في حديث خاص لجريدة «الجمهورية» أُجري مع الوزيرة الصفدي، فسُئلت عن غيابها عن المقابلات الإعلامية، فأجابت: «أعمل وأحضّر لمشاريع، وقد أعلنتُ البعض منها خلال مؤتمرات… ولكن عندما أظهرُ في برامج حوارية تلفزيونية أريد أن تكون بين يدي سلسلة من المشاريع، لأنّ الناس في حاجة الى أن يلمسوا عملاً لا أن يسمعوا كلاماً فقط، ويجب ألّا ننسى انني تسلّمت وزارة من دون حقيبة، أهدافها مُستحدثة والفئات المستهدفة تنتظر الكثير من التعاون من كل الافرقاء لتحقيق نتائج ملموسة».
– وعن رأيها في اجتماع قصر بعبدا الاقتصادي، قالت: «إنّ إعلان حال طوارئ اقتصادية لم يكن مُلحّاً فحسب، بل كان يجب ان يحصل منذ أشهر، أي قبل تخفيض مؤسستي «موديز» و«فيتش» تصنيف لبنان الائتماني. امّا اليوم فما زلنا في مرتبة B- من قبل مؤسسة «ستاندرز آند بورز» التي أعطت لبنان مهلة 6 أشهر فقط، فإمّا أن نحسّن وضعنا أو ينخفض تصنيفنا ايضاً. وإنّ تشكيل لجنة برئاسة رئيس الحكومة يتوقع اللبنانيون أن يُحدث نتائج ملموسة».
– وعن دعوة رئيس حزب «القوات اللبنانية» الى حلّ الحكومة وتشكيل حكومة اختصاصيين، قالت: «إنّ حكومة تكنوقراط يمكن أن تكون اكثر إنتاجية وفعالية، أمّا أن يقال اليوم فلتحلّ الحكومة كي نذهب الى حكومة اختصاصيين، أعتقد أن لا الاستقرار السياسي ولا الاقتصادي ولا الأمني يسمح بهذا الامر. لذا، الكل مدعوّون اليوم لوضع الخلافات السياسية جانباً، والتكاتف من اجل النهوض بالاقتصاد ومواجهة التحدّيات كافة».
– وعمّا حققته في الوزارة، قالت: «وضعتُ استراتيجية انطلاقاً من الهدف الاساسي لتشكيل الوزارة… أمّا مشاريعنا فهي إقرار تشريعات جديدة أو تعديلات على القوانين الموجودة من شأنها تأمين حقوق المرأة، بكل مُندرجاتها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وقد أعلنت عن جلسة في آذار المقبل 2020 تحصل للمرة الاولى وستناقش كل اقتراحات ومشاريع القوانين التي تُعنى بالمرأة، وتتناول الموجود منها على طاولة اللجان أو التي سيتقدم بها النواب والوزراء… لدينا حملات توعية سنُطلقها بالتوازي، أبرزها التحرّش الجنسي في مكان العمل والأماكن العامة… أما بالنسبة للشباب، فنعمل مع عدد كبير من الشركاء على تفعيل التدريب المهني المعجّل، خصوصاً للشباب الاقل فرَصاً، كما نسعى الى ملاءمة الاختصاصات مع حاجات سوق العمل، اضافة الى حملات التوعية على مخاطر تؤذي الشباب في مستقبلهم، كالمخدرات مثلاً».
وتحدثت عن التعاون مع الجمعيات والمانحين والمؤسسات العامة ومؤسسات القطاع الخاص، فأبدَت حرصاً «على أن يكون صوت جمعيات المجتمع المدني مسموعاً لديّ، نظراً لِما لها من خبرة على الارض، خصوصاً أنني آتية أيضاً من هذه الخلفية».
ووعدت بالعمل على تأمين تحريك مشروع قانون نظام الشيخوخة، وإقراره كي يصبح قانوناً نافذاً.
وعَدّدت الوزارات والمؤسسات العامة التي تتعاون معها: مكتب نائب رئيس الحكومة المعني المباشر بتنفيذ أهداف التنمية المستدامة في لبنان، وزارة الخارجية، وزارة العمل، وزارة الاقتصاد، وزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة الشباب والرياضة… الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية، إضافة الى قطاعات المرأة والشباب في الاحزاب كافة.
– وعن حضور المرأة في الحكومة والمجلس النيابي، قالت: «مقبول لغاية الآن، ولكن هذه البداية يجب أن تشكّل اندفاعة الى الامام والى مزيد من التمثيل للمرأة داخل الحكومة. امّا في البرلمان فأعتقد أنه حتماً يجب أن يكون التمثيل أكبر، ولكن علينا العمل على إزالة المعوقات، ومنها الاجتماعية التي ما زالت بمعظمها لا تثق بأنّ المرأة تستطيع أن تبني كالرجل لا بل أكثر، وهذا الأمر تتم مواجهته ايجاباً من خلال البرامج التربوية والتوعوية، وتضمين قانون الانتخابات «كوتا» معيّنة الى حين إرساء قاعدة مشاركة المرأة في السياسة وتَقبّل المجتمع لها، كذلك هناك العائق الاقتصادي الذي يمنع المرأة من أن تكون مستقلّة مادياً، ما يمنعها في معظم الاحيان من خوض معركتها الانتخابية».
وعن وعدها للمرأة والشباب، قالت: «أعد بأنني سأستمرّ في العمل في وزارتي كما بدأت، أي أن اعتبر وزارة الدولة وزارة ذات حقيبة مهمة جداً، وتكون بالنسبة لي بمثابة العمل الذي أسّستُه وهدفي أن أُنجز فيه… وأعِد اللبنانيين، نساءً وشباباً، أنني كما بدأت سأشغل وقتي بالعمل وليس بالكلام… ربما يقول البعض إنّ هناك اموراً أهم بكثير من تمكين النساء والشباب في الوقت الحاضر، وقد سمعتها مراراً، لكنّ جوابي بسيط جداً: إنّ الشباب غير المرتاح في وطنه يفقد حسّ الانتماء وتصبح الهجرة أقصى طموحه، والمرأة المهمّشة لا يمكن أن تربّي أجيالاً تساهم فعلاً في بناء الوطن.
لذا، وكما نرى جميعاً، نحن اليوم نقود سفينة تواجهها أمواج عاتية داخلية وخارجية، والجميع يكافح من اجل إيصال السفينة الى برّ الأمان، وسنصل إن شاء الله!