قداس على نية شهداء المقامة المسيحية أُقيم في طبرية- رعشين
2019-09-07 19:10:40
أُقيم قداس على نيّة شهداء المقامة المسيحية في طبرية- رعشين.
ولفت الأب الّذي ترأس القداس الإلهي، إلى أنّ الإنسان عندما يولد، لا يختار لا وطنه ولا عائلته ولا أي تفصيل. هو مرمي في معادلة كيانيّة لم يختارها. عندما يصبح واعيًا ويعرف أين وضعته العناية الإلهيّة، يضحي كيانه ملصتقًا بهذه الأرض، منوّهًا إلى أنّ البابا فرنسيس يقول إنّ الأرض هي بيتنا، ونحن من هذه الأرض.
وشدّد على أنّ الشهداء كانوا واعين لهذه المعادلة الكيانية، أنّ كياني كإنسان غير منفصل عن الأرض إطلاقًا، مركّزًا على أنّ لبنان المذكور في الإنحيل المقدس 70 مرّة، هو رمز للخلود والفرح والجمال، ويجب معرفة مكانة لبنان الّذي هو جزء من الأراضي المقدسّة. وبيّن أنّ لبنان مسيّج بالقداسة، وهو رسالة إلى العالم، والشهداء سقطوا من أجل رسوليّة الكيان.
وذكر أنّ في التاريخ، لبنان لم يتعد على أحد، لأنّه مساحة مميّزة للمعذّبين والمضطهدين، الّذي أتوا إلى ساحة التلاقي هذه، مشيرًا إلى أنّ منذ القرن السابع، يولد المسيحي والسلم في حضن التنوّع. المعادلة المسيحية- الإسلامية في هذا البلد، مميّزة. وأكّد أنّ شهداءنا المسيحيين دفعوا عن كل لبنان، لا عن لبنان المسيحي.
ورأى أنّ الشرق الّذي هو مهبط الوحي، للأسف أصبح مساحة للتمزّق، موضحًا أنّ شهداءنا ماتوا من أجل أورشليم جديدة، أي مدينة الله، الّذي يجمع كلّ الناس. المسيحيون رواد التنوّع في العالم، وشهداؤنا ماتوا للمحافظة على التنوعّ والعيش المتشرك. وشدّد على أنّ المسيحيين شعلة في هذا الشرق، ونحن موجودون هنا بفضل دم شهدائنا، فموتهم حياة.
كما نوّه إلى أنّ لبنان مصدر إزعاج إيجابي لكلّ دول الشرق الأوسط، ونحن نعرف هذا الأمر وهذا فخر للبنان. في النهاية، لبنان سينتصر، ونظامه سيفرض نفسه على سائر الأنظمة في الشرق، لافتًا إلى أنّ يسوع المسيح أعاد صياغة الإنسان،وشهداؤنا دافعوا عن لبنان الجديد من أجل كلّ المواطنين.
وكالات