كتبت ساسيليا دومط في “الجمهورية”:
«كل ما نسيتو وارتحت، بيرجع بيظهر بحياتي من جديد، وبيرجعلي كل الماضي اللي عشتو معو»، تقول لورا عن حبيبها السابق الذي تزوج من فتاة أخرى، قبل أن ينهي علاقته بها.
أحيانا نحاول تذكر إسم شخص معيّن، لكن دون جدوى، وأحياناً أخرى نفشل في استحضار ذكرى أو تاريخ، ما يُشعرنا بالإحراج والخوف من تزايد هذه الحالة وتكرارها.
أما موضوع نسيان التلامذة لما درسوه سابقاً في فترة الإمتحانات فمختلف، إذ غالباً ما يتذكرون من جديد ما غاب عنهم في لحظات القلق والخوف والتوتر. ويعود سبب ذلك إلى سيطرة الإنفعالات والمشاعر عليهم. وقد يتسبّب بذلك عدم الحفظ جيداً بسبب البيئة التي يسيطر عليها الضجيج والفوضى، كما قد يكون عدم التنظيم وإعطاء الوقت الكافي للفهم والحفظ سبباً رئيساً للنسيان.
ظنّ جاد بأنه لن يتمكّن من إتقان اللغة الإنكليزية، التي يحاول جاهداً التعمق بها بعد إنهائه دراسته الجامعية باللغة الفرنسية، ويقول: «تأتي الكلمات إلى رأسي باللغة الفرنسية بسرعة كبيرة، وأنا أحاول جاهداً ترجمتها إلى الإنكليزية»… إلى أن علم أنّ المعلومات السابقة قد تسيطر على الجديدة في الذاكرة لفترة، إلّا أنه سوف يحفظ بدون شك المعلومات الحديثة، والعكس صحيح في بعض الأحيان.
يؤثر سوء التغذية وعدم انتظام ساعات النوم سلباً على ذاكرتنا، كما أنه لا بد من ذكر العامل الوراثي في هذا السياق. وغالباً ما يؤدي التقدّم في العمر تدريجاً إلى زيادة الصلابة في شرايين الدماغ وضعف تدفّق الدم فيها، وبالتالي إلى ضعف القدرة على التذكر والحفظ، طبعاً مع عدم إغفال الأسباب المرضية المسبّبة للنسيان، كالتعرض لتلف في الدماغ، والجروح والأورام والحوادث.