زاسيبكين لموقع التيار: ما صدر اليوم من بعض الصحف اللبنانيّة لها أساس له من الصحّة، وهو باطل.
إيران شريكة لروسيا في الحرب على الإرهاب في سوريا وفي إرساء التسوية فيها، وروسيا تقف إلى جانبها في أزمتها الأخيرة مع أميركا.
الاعتداء على لبنان وعلى حزب الله مدان ومستنكر وروسيا إلى جانب الدولة اللبنانيّة في شكواها في الأمم المتحدة.
(أجرى التحقيق: جورج عبيد) -
ما صدر اليوم في بعض الصحف اللبنانيّة عن أن روسيا أعطت الضوء الأخضر لإسرائيل لضرب مواقع إيرانيّة في العراق وسوريا ولبنان، أثار حفيظة السفير الروسيّ في لبنان ألكسندر زاسيبكين في حديث له مع كاتب هذه السطور وهذا الموقع، معتبِرًا أنّ هذه التحليلات لا أساس لها من الصحّة. فروسيا وإيران على علاقة قويّة ومتينة ضمن احترام خصوصيّة كلّ من البلدين، وعلى تحالف جوهريّ عنوانه مكافحة الإرهاب وتحرير سوريا منه حتّى آخر إرهابيّ. فإيران وبحسب توصيفه شريكة في الحرب على الإرهاب في سوريا مه حزب الله وهي في الوقت عينه شريكة في صناعة التسوية السوريّة في سوريا ضمن لقاء الأستانة. ولذلك فإنّ الدور الإيرانيّ بالنسبة لروسيا ضروريّ واستراتيجيّ ضمن منطق الشراكة المتكاملة الأطراف والمعايير، وفي أزمتها الأخيرة مع الولايات المتحدة الأميركيّة روسيا تقف إلى جانبها.
وزاسيبكين الذي أدان الاعتداء الإسرائيليّ الأخير بشدّة على لبنان وعلى المكتب الإعلاميّ لحزب الله، ركّز بأن روسيا ستقف بشدّة إلى جانب لبنان في شكواه على إسرائيل، وهي تعمل وتجهد حتى لا يؤول هذا الاعتداء إلى حرب." فالحرب مطلوبة من أطراف عديدين، بهدف تشتيت النظر عن الحلّ في سوريا والضغط باتجاه تغيير قواعد اللعبة وبتر التوازن وإحداث مجموعة ابتزازات، في حين أن موقفنا كروسيّا بأنّنا ضد الحرب لأنّ الأولويّة بالنسبة لنا تحرير سوريا من كلّ المنظمات الإرهابيّة وتحقيق التسوية السياسيّة فيها وفقًا لمنطوق مؤتمر الأستانة.
وبالنسبة إلى ما أشيع أخيرًا، حول نيل إسرائيل ضوءًا أخضر من روسيا لضرب إيران، فكان ردّه حاسمًا: "هذا يا صديقي من نسج الخيال"، ويؤكّد قائلاً: بأنّ روسيا لا همّ لها في الوقت الحاضر سوى إنهاء الإرهاب في سوريا. وإذ يؤكّد على علاقة روسيا بإسرائيل، إلاّ أنّه يصرّ بقراءته على أنّ العلاقة معها ليست كعلاقة الولايات الأميركيّة معها، فالأميركيون يعتبرون بأنّ الأولويّة لأمن إسرائيل، وأمنها فوق كلّ اعتبار، في حين أن روسيا تعتبر بأنّ الأمن ليس حكرًا على دولة دون أخرى، فالأمن في المنطقة للجميع، وبالتساوي والتعادل مع الجميع، ويصرّ السفير الروسيّ على هذه المألفة نظرًا لأهميّتها وضرورتها، فهي قاعدة جوهريّة لإرساء التسوية الشاملة بين العرب وإسرائيل وحلّ القضيّة الفلسطينيّة على اساس الدولتين. وعلى هذا رفض زاسيبكين المقولة التالية: "إنّ أمن إسرائيل فوق كلّ اعتبار"، بل إنّ أمن المنطقة بأسرها بالتساوي والتعادل والتوازن فوق كلّ اعتبار، وعلى هذه القاعدة فإنّ روسيا حتمًا ترفض صفقة القرن وتهويد القدس، وهي تصرّ على حلّ سياسيّ يقوم على وجود الدولتين.
فيما خصّ إدلب ولقاء بوتين-أردوغان: رفض السفير الروسيّ الكلام في المسألة العسكريّة الأمنيّة في إدلب لكونها خارج اختصاصه، لكنّه اعتبر بأنّ لقاء بوتين أردوغان كان ضروريًّا لجهة توحيد الموقف حيال ما سمي بالمنطقة الآمنة، وقد تبيّن في الآونة الأخيرة بأنّها تحوّلت إلى ممرّ للإرهابيين لدخول نحو المناطق السوريّة، فكان لا بدّ من توضيح هذه المسألة بين روسيا وتركيا، وإعادة الروح إلى لقاء الأستانة. فالأميركيّون يستغلّون الكثير من مكامن الضعف ويحاولون التوسّع باحتلال أراض سورية تلك المتاخمة للحدود السوريّ-العراقيّة أي شرقيّ نهر الفرات. وقد أكّد بأنّ العلاقة بين روسيا والدولة السوريّة متماسكة والعلاقة مع إيران استراتيجيّة والعلاقة مع تركيا هادفة، ويبقى تحرير سوريا من الإرهاب الهمّ الأول والمطلب الجوهريّ لروسيا، وكلّ تأويل للموقف الروسيّ باطل ولا أساس له على الإطلاق.