بيروت - بولين فاضل
من يعرف الفنانة كارول سماحة عن كثب لابد أن يكتشف ويقدر الإنسانة التي داخلها، لاسيما لناحية الشفافية والطيبة، وإحدى العلامات على ذلك احتضانها الواسع لابنة زوجها «أمينة» وحتى صداقتها مع طليقة زوجها أو والدة «أمينة» التي عادت وتزوجت ثانية ورزقت صبيا.
هذا الاحتضان وهذه الصداقة يستغربهما كثيرون ومنهم زوجها وليد مصطفى الذي تقول عنه سماحة إنه مصدوم لقربها من ابنته وطليقته، أما هي فلها تفسيرها لواقع الحال، إذ ترى ان شخصية «أمينة» ساعدتها على التقرب منها، خصوصا أنها من النوع السهل والطيب حالها حال والدتها.
وتضيف كارول أن العائلتين أصبحتا مجتمعتين وبمثابة عائلة كبرى حتى ان طفلتها «تالا» غالبا ما تلعب وتمرح مع نجل والدة «أمينة»، وتقول: «عقلنا واسع، والمحبة تسود العائلتين، ومنذ تزوجت وليد جعلت الجميع يشعر بالراحة فسادت المحبة الحقيقية، الأمر الذي أتاح لنا أن نعيش مع بعض كعائلة واحدة».
وعما أضافت إليها الجنسية المصرية التي حصلت عليها أخيرا، تقول إن عائلتها هي في مصر باعتبار زوجها وابنتها مصريين وبالتالي هي تشعر اليوم بالانتماء إلى مصر، رغم أنها لاتزال لبنانية قلبا وروحا.
وعن الأمومة وما بدلته في نفسها وحياتها، تؤكد أنها لطالما شعرت بأن حياتها ستكون ناقصة من دون الأمومة التي كانت دوما حلما بالنسبة إليها، وبالتالي حين تحققت اختبرت المعنى الأعمق للحب، وهذا ما يفسر اعتبارها اليوم ان الحب الأقوى في حياتها قد أنجبته.
وتكشف أن مفهوم الشهرة لايزال مجهولا بالنسبة لابنتها التي لم تبلغ بعد عامها الرابع، لذا حين تشهد الأخيرة على إقبال الناس في المطارات أو في أي مكان عام على التقاط الصور مع والدتها، لا تفهم ما يجري حتى انها تحزن لكونها ليست جزءا من هذه الصور.
وبحسب سماحة، فإن «تالا» ستكتشف شيئا فشيئا طبيعة عمل والدتها ومفهوم الشهرة، مشيرة إلى أنها لن توجه ابنتها إلى الفن بشيء من الفرض، بل ستكتشف مع الوقت مواهبها وميولها وستدعمها في كل ما تحبه، علما بأنها تظهر منذ اليوم حسا فنيا، خصوصا في ما يتعلق بالرقص والموسيقى الكلاسيكية.
ولا تميل كارول إلى تقديم عمل فني من إنتاج زوجها رغم أنه يتعاطى إنتاج البرامج التلفزيونية والمسلسلات والأفلام، والسبب انها بطبيعتها مستقلة ولا تؤيد ان يأتي من يقول ان زوجها أنتج لها فقط لأنه زوجها ويحبها، وتؤكد أنها منفتحة على التعاون مع جهات لا صلة قرابة معها وإنما تتعامل معها انطلاقا من قناعتها بموهبتها وفنها.
وتتوقف كارول سماحة عند قصيدة «المطلقة» التي أثارت أخيرا جدلا ولغطا بعدما أسقط بعضهم مضمونها على واقع حال الفنانة ليأتي توضيح الأخيرة بأنها لاتزال متزوجة وترجو أن يدوم زواجها إلى الأبد.
وتلفت إلى أن القصيدة هي أقرب إلى الصرخة التي تعكس وجع فئة كبيرة من النساء المهمشات في العالم العربي، مضيفة أن مهمة الفنان لا تقتصر على إسعاد الناس بل تشمل أيضا قول ما لا يجرؤ البعض على قوله.