تُشكّل متلازمة القولون المتهيّج IBS خللًا في وظيفة الجهاز الهضمي يرتبط بشعور المريض بآلامٍ في البطن (لم يَعُد الشعور بعدم الرّاحة ضمنَ المعايير) وبتغيّر في عادات الأمعاء في غياب عِلمٍ محدّد ووحيد يتعلّق بالأمراض العضوية. ويشكو المريض أيضًا من انتفاخ بطنه ومن ضرورة ملحّة لقضاء حاجته بعد الأكلِ ومن انخفاض في رغبتِه الجنسيّة، ولا ينبغي أن يُعاني من الحمى أو خسارة الوزن أو نقص الحديد. ويصل معدّل انتشار هذه المتلازمة إلى نسبة 20% وهي أكثر شيوعًا لدى الإناث منه لدى الرجال بثلاثة أضعاف.
ونذكُرُ أنّ هذا الاضطراب لم يَعُد يُعتبَر على أنّه تشخيصٌ بالاستبعاد في حين لا تزال مسبّباته قيد التحقيق. وبعض النظريّات تفترضُ أنّه يُعزى إلى نفاذيّةِ الأمعاء وإلى تغيُّر في بَيوم الأمعاء. وعادةً ما يتمّ إجراء فحص الدم وفحص البراز والفحوصات الغذائيّة بواسطة المِنظار. أما نسبة المرضى الذين يطلبون الحصول على الرّعاية الطبيّة فهي 1 من أصل 5 فقط (معظمهم من الإناث).
وتُشكّل عمليّة تثقيف المرضى حجرَ الأساس، كما يُساعدهم الدعمُ النفسيّ بالإضافة إلى تحديد الضغوطات التي يعيشونها وتقنيّات تجنّبها ومعرفة المحفّزات الغذائيّة (البقوليات والفاصوليا تؤدّي إلى انتفاخ البطن) وذلك على الرّغمِ من كون هذا الاضطراب ناكِس ومزمن بشدّةٍ متغيّرة، وليس هناك علاج متوفّر له. ويتمّ إعطاء المريض بعض الأدوية مثل تلك المضادة للإسهال (لوبيراميد loperamide)، وتلك المضادة للتشنّج وللسيروتونين ومضادات الكولينيّات والأدوية التي تعزّز حركيّة الجهاز الهضمي. ويجوز الحديث عن استخدام البروبيوتيك، كما يتمّ استخدام مضادات الاكتئاب في بعض الحالات. أما دواء ريفاكسيمين Rifaximin الواعد الجديد فلا يزال قيدَ التحقيق في الوقت الحالي.
Hanina.abinader@gmail.com 03/944331