تحت عنوان ″المرأة والثقافة المجتمعية″، نظم قطاع المرأة في تيار ″العزم″، بالتعاون مع مركز العزم الثقافي- بيت الفن، لقاء تفاعلياً مع عضو المجلس القومي للمرأة في مصر، ورئيسة قسم فلسفة الفن وعلومه في المعهد العالي للنقد الفني في أكاديمية الفنون في جمهورية مصر العربية الدكتورة رانية يحيى، و ذلك على مسرح مركز العزم الثقافي في طرابلس.
بعد النشيدين الوطنيين المصري واللبناني، كانت كلمة ترحيب باسم قطاع المرأة في تيار″العزم″ رندا صادق التي ادارت اللقاء وعرفت بالمسيرة المهنية والاكاديمية للدكتورة يحيى، مركزة على فكرة تعزيز الثقافة المجتمعية لدى المرأة.
ثم بدأت الدكتورة صالح بكلمة شكر لقطاع المرأة في تيار ″العزم″ على إستضافتها، وتحدثت عن القوة الناعمة في مجتمعاتنا العربية واثر ذلك في بناء الدولة و تطورها، و تناولت التجربة المصرية الحديثة التي حققت تقدماً كبيراً.
وأضافت: ″المرأة دائماً هي عصب الحياة، ومشاركتها الإيجابية في المجتمع المصرى ليست وليدة اليوم ، بل تعود لآلاف السنين، عندما ظهرت أدوارها البارزة فى المشاركة الفعالة ليس فقط اجتماعياً وإنما كسياسية بارعة وملكة محنكة عبر العصور المختلفة″.
وتابعت : ″إذا كنا فى الوقت الراهن نفخر بتمثيل المرأة فى الحكومة والبرلمان ومنصب المحافظ ، وبالطبع مستشارة لرئيس الجمهورية للأمن القومي ، فعلينا ان نسترجع التاريخ ونتذكر الملكات المتوجات من قبل مثل كليوباترا ونفريتيتي وغيرهما. فتلك هي المرأة المصرية التي شهد علي أدائها العالم أجمع بكيفية تحملها لكامل المسؤولية والدفاع عن الأمن القومي لدولتها ، مؤمنة بدورها الإيجابي فى الحفاظ على مقدرات الوطن″.
وتابعت: ″لقد عانت المرأة العربية لعقود طويلة من التهميش والاقصاء ولكن مع دعوات التحرر والانفتاح ، وانطلاقاً من نضال ومشاركة المرأة فى الدفاع عن استقلال أوطانها والوقوف ضد تيارات الاحتلال المعادية ومناهضتها ، باتت المرأة شريكة حقيقية فى كافة مناحي الحياة ، حتى فى المجالات التي اقتصرت على الرجال لفترات طويلة. ومن هذا المنطلق شعرت المرأة فى العصر الحديث بأهمية تواجدها على الساحة ككيان إنساني صاحب فكر ووعي وقوة وإرادة ، وخاصة فى ظل اتفاقيات دولية ومنظمات كبرى تسعى لتحرير المرأة عامة من كافة القيود والعمل على دعمها قانونياً واجتماعياً وثقافياً بل واقتصادياً أيضاً”.
وختمت:” تحقيقاً لمبادئ العدل والديمقراطية ، فإنه يجب الاهتمام بالمرأة بشكل عام، وبالأخص فى دولنا نظراً لما تعاني منه المرأة العربية من أفكار هدامة انتشرت فى السنوات الأخيرة، مما يستوجب مواجهتهم أولاً بالفكر والمفاهيم الصحيحة ، وإعادة تأهيل المرأة نفسياً وعقائدياً واجتماعياً لتكون خير معلم للأجيال القادمة ، وكما يقول الفيلسوف العظيم سقراط: المرأة مصدر كل شيء. فتحية واجبة لكل امرأة على ظهر هذا الكوكب في يوم عيدها وتحية تقدير وإعزاز للمرأة المصرية السند والوتد لدولة وحضارة صنعت التاريخ”.
و على هامش اللقاء تحدثت مسؤولة قطاع المرأة في تيار “العزم” جنان مبيض مشيرة الى ان المراة اللبنانية بدأت تخطو خطوات متقدمة في مختلف مناحي الحياة، ولا سيما على الصعيد السياسي، وهي اليوم أمام تحديات كبيرة تواجهها، وتثبت جدارة في تخطيها.
وأضافت: “نحن في قطاع المرأة بتيار “العزم” نصر على مبدأ الشراكة الفاعلة بين المرأة والرجل مع الحفاظ على خصوصية كل من الطرفين، انطلاقاً من مبدأ التكامل وليس التنافس بين الجنسين”.
وتخلل اللفاء حوار تفاعلي تناول الاختلاف بين الثقافات المجتمعية من حيث نظرتها للمرأة ودورها، وتأثير ذلك في انخراطها بالشأن العام، إضافة إلى السبل الكفيلة بتعزيز ثقافة المشاركة بين الرجل والمرأة.
وفي الختام قدمت مبيض درعاً تكريمياً باسم قطاع المرأة ومركز العزم الثقافي للدكتورة رانيا يحيى، وقدم نجلا الدكتورة رانيا يحيى، فريدة ويحيى الهرميل، عزفاً موسيقياً بآلتي “الكزيلوفون” و”الفلوت”.