دمشق ـ هدى العبود
نجم سوري عربي «معتق» استطاع أن يكون محط أنظار المخرجين وشركات الانتاج منذ بداياته في عالم مثقل بالتحديات، فإما ان تكون له بصمة فنية لا تمحى، أو أن يحمل الاسم دون معنى أو أثر.. انه النجم السوري عباس النوري.
اجتمعت فيه كل صفات القوة في التحمل ومواجهة الأحداث والقدرة على اتخاذ القرارات، واجه بشجاعة كل ما مر به من هزات ومواقف، تحمل ان يكون طالبا خارج أسوار مدرسته، وكان النجاح حليفه، قراراته حاسمة حازمة دون تردد أو خشية.. ويعترف من خلال حديثه وبعفوية بأنه «مدين بالفضل الكامل في بناء شخصيته لرجلين مهمين، أبيه وجده»، يحتفظ في مكتبه بذكريات تعتبر من الصميم، فجده كان يعمل بمجالات متعددة ومنها صناعة البر وكار «أو القنباز الدمشقي»، والإبرة مازالت تزين مكتب النوري، وشرح لنا عنها أثناء اللقاء باعتزاز، حتى شعرنا بأنه يتحدث لذلك الرجل الذي اشتاقه، لأنه رحل ولم يرحل من مخيلته.
وفي بوح لأول مرة يتحدث عن زوجته الكاتبة عنود الخالد ردا على سؤال «الأنباء»، حيث قال: زوجتي نموذج فريد للمرأة، شعلة محبة ووهج عطاء خلاق، عطاؤها بلا مقابل، ويكفى أنها تعيش وتكرس كل الظروف، وتهيئ كل الأجواء من أجل أن أعمل في هدوء، ويكفى أنها تتحمل قلقي وتوتري ومعاناتي بحب وصدر رحب، هي المرأة التي كرست حياتها من أجل أن أكون الإنسان والفنان معا، إنني أعجب بيني وبين نفسي كيف ملكت زوجتي هذه الطاقة من التحمل.
وعن شخصه قال: «هذا أنا».. طفل شقي يلعب بحي القيميرية.. مشاكس لأهله.. هناك شيء لايزال بداخلي من فترة الطفولة كنت أعيش بحارة شعبية، ومنزلنا كان بالقرب من جامع القطط، ويعود تاريخ هذا الجامع إلى المدرسة القيميرية العتيقة التي أسسها الناصر الأيوبي منذ 1200 عام تقريبا، وهو من قام ببناء العديد من الأحياء الدمشقية القديمة مثل حي القيمرية وطالع الفضة جاؤوا من الموصل وكانوا حلفاء للأيوبيين، وهناك شواهد كثيرة وآثار جميلة سندخل لعالم عباس النوري منذ طفولته في حي القيميرية..
كان والدك يعمل في سكة الحديد بدمشق وكنت طفلا مشاغبا، أسند لك مهمة خاصة من قبل والدك، رحمه الله، ألا وهي تأمين الخبز صباح كل يوم للعائلة حدثنا عنها، وهل التاريخ اليوم يعيد نفسه؟
٭ بالتأكيد اختلفت الظروف، الآن أولادنا يذهبون لشراء الخبز بحالة تشبه السياحة، لأن وسائل الاتصال الحديثة التابلوهات متواجدة بحياتهم، وهو في منزله يمكنه ان يتواجد في فرنسا أو أميركا ويصل لكل ما يريده، كنت اذهب إلى الفرن واشتري بليرة سورية وفرنك وجبة الخبز اليومية للعائلة، وكانت للخبز في ذلك الوقت رائحة مميزة مع طعم لملح يجعلك لا تستطيع مقاومته، فكنت آكل كل يوم نصف رغيف وأنا في طريق العودة، وكنت أعاقب من قبل والدي لأن الخبز ليس للعائلة فقط بل يوزع على القاطنين، فالمنزل كان يقطنه ثمانون إنسان موزعين بين رجل وامرأة وطفل، ووالدي في ذلك الوقت كان يعمل كومثير.. كان وضعنا المادي غير جيد، أما اليوم يذهب أولادي ليشتروا الكرواسون يدفع ثمنها 300 ليرة سورية، ويقف بالقرب من السوبر ماركت ويأكلها، بينما أنا كنت اذهب بين القطط ورائحة القمامة لأشتري الخبز للعائلة، وأذكر كلمة شهيرة لجدي أبو أحمد كان يرددها لي دائما «يا ولدي لا تكبر بلا طعمة» وكان يقصد من نصيحته أن قيمة الإنسان بما يفعله، وجدي كان يعمل بالسوق بمواسم الخضرة، ويصطحبني معه في جولاته خاصة عند المساء، وكانت هذه الرحلة بمنزلة مكافأة ترفيهية ألا وهي ركوب «التروماي أو الترين» في ذلك الوقت، صدقوني كنت أشعر بأنني في رحلة إلى لوس انجيليس، كما كان جدي يصطحبني يوميا إلى حي باب توما، لأشاهد الأبنية الحديثة والجميلة من حيث ارتفاعها والحجر الذي يكسوها.
اصطحبت معجبيك الى المنزل الذي ولدت وتربيت فيه بحي القيميرية، ترى هل لايزال للفقر طعم بحياتك؟
٭ أريد أن أوضح الفقر بالنسبة لي لا يقترن بأن يكون معي مصاري أو لا «بنظري الفقر يكون عندما يكون الإنسان فقيرا من حيث الفهم والتفكير السليم» الإنسان يمكن ان يسد جوعه بسندويشة فلافل «أنا شخصيا لا أرى الفقر من هذا المنظور، واليوم استطيع ان أقدم لأولادي ما يريدونه، وقد أكون أنا في ذلك الزمن قد حرمت منه».
حرمت من تقديم البكالوريا وأخطأت بحق الفاضل حكمت الساطي، رحمه الله، مما أدى إلى طردك من جميع مدارس سورية، حدثنا عن التفاصيل؟
٭ فعلا فصلت من جميع مدارس سورية في تلك الحقبة، وأنا أعترف بأنني أخطأت خطأ كبيرا بحق الفاضل الساطي، انتبهوا لم أكن مدعوما ذات يوم ولا اليوم «المهم أنا لست مدعوم ولن أكون مدعوما»، وعندما حصلت على البكالوريا راسلت أكثر من عشر جامعات أجنبية وعربية، وكانت رغبتي الاختصاص في مجال الفن وخاصة المسرح والسينما، وما آلمني حرماني من مقاعد الدراسة في الفترة الثانوية منذ الصف العاشر، ومن هنا أصبحت شغوفا بمعرفة الكبار في مجال الفن والسياسة، فكنت قارئا جيدا للكاتب والصحافي الكبير محمد حسنين هيكل، وتعرفت على نجيب محفوظ وطه حسين من خلال مؤلفاتهم، وكذلك الكاتب والأديب الكبير إحسان عبدالقدوس ومصطفى لطفي المنفلوطي، وكانت السياسة تشغل جزءا مهما من حياتي لدرجة انه في العام 1970 كنت سأتطوع للقتال في الأردن «أيلول الأسود»، كل ما ذكرته كان يشبه جزءا كبيرا من ملامح طفولتي، وعلى الرغم من البراءة في ذلك الوقت كنت أتبنى مواقف وأدافع عنها.
عودة إلى مراسلاتك للجامعات الأجنبية والعربية، ما الذي جرى؟
٭ الذي حدث أنني قبلت بجامعة في ميامي وكان مطلوب مني دفع مبلغ وقدره مائة وخمس دولارات، وهو عبارة عن القسط السنوي في ذلك الوقت، بالإضافة الى توافر إمكانية إيجاد عمل ضمن الجامعة وبهذا الشكل أستطيع عدم إلزام والدي بدفع القسط السنوي لاحقا، وأؤمن معيشتي، وعندما صارحت والدي بأنني قبلت بجامعة أميركية كان حزينا لأنني سأترك العمل معه بورشة «ميكانيك سيارات» أجابني بكلمة واحدة «بلا علاك» وراحت القصة، لكن طموحي الكبير في ذلك الوقت وحرماني من تنفيذه «تحقق من خلال أولادي، فابني ميار بعد ان حصل على شهادة البكالوريا راسل جامعات أجنبية، وكانت المفاجأة ان يقبل بنفس الجامعة الأميركية بولاية فلوريدا، في ميامي تحديدا، وهي الجامعة التي قبلت فيها سابقا، وان يتخصص في الإخراج السينمائي وحقق حلمي ودرس وتخرج هناك، وهذا جزء من المقارنة بين جيل وآخر.
حدثنا عن الولع بينك وبين المسرح خلال فترة المراهقة وما بعدها في الجامعة وتأسيسكم لفرقة مسرح الضوء الجامعية.
٭ المسرح له شروط صعبة ليثبت الفنان نفسه وتواجده، والنتيجة تصل للفنان مباشرة من قبل الجمهور الذي يشاهد أداء وموهبة أي فنان لأنه الناقد الحقيقي، وهذا هو المهم والأهم بالنسبة للفنان العلاقة بينك وبين الجمهور، وعلينا ان نعترف بأن هناك أمراضا سياسية دخلت على حياتنا اليوم، سابقا كان المشهد الثقافي في مخيلة اليسار «وأنا كنت منهم وانتمي إليهم»، فكانت المسرحيات عبارة عن أعمال إبداعية وتغطى من قبل الصحف المحلية، وتشاهد من قبل مئات المشاهدين، باختصار المسرح مرهون بالظروف العامة في البلد حاليا وزارة الثقافة تعمل على ذلك، وهناك تجارب تستحق الاحترام ونحن بحاجة لبذل جهود كبيرة لإعادة حضوره بقوة، وأختم بأن الممثل هو الرقم الأول في إنجاح أي عمل فني خاصة العمل المسرحي فالمسرح محطة وقود أساسية للممثل.
مع بداية التسعينيات ساهمت بالعديد من الأعمال الدرامية التي أسست للدراما السورية مثل: هجرة القلوب، أيام شامية، ليالي الصالحية، برأيك هل لدينا اليوم ايقونات فنية؟
٭ بالتأكيد لكل زمان رجاله من الفنانين والفنانات. أحيانا أشاهد الأعمال بالأبيض والأسود أقف على أهمية الفنان، لأن الفنان في ذلك الوقت كان ينتظر التعليمات بالثانية، وعندما يخطئ أحد الفنانين حتى ولو كان الخطأ من قبل الكومبارس كان يضطر الفنان ان يعيد الحلقة كاملة وتتكرر مرات ومرات، برأيي هذا ظلم وتعسف، حقيقة كان هناك نجوم وأيقونات كبار، كما ان لدينا بدائرة التمثيليات أسماء لامعة لكتاب كبار مثل زكريا تامر، محمد الماغوط، سعدالله ونوس، عبدالعزيز هلال، هؤلاء عباقرة وكبار تركوا ارثا ترفع له القبعات، هذه الأسماء تعتبر من عباقرة هذا الزمن «هؤلاء مع الأسف غائبون عن المشهد الثقافي، ورحم الله تيسير السعدي أبورشود، أبوفهمي، يوسف حنا، هاني الروماني، هؤلاء الفنانون والعباقرة الكتاب يجب ان يدرسوا في الجامعات والمعهد العالي للفنون المسرحية.
علاقتك بالوسط الفني في البدايات، ربطتك علاقات صداقة وزمالة مع الفنانين بسام كوسا وسلوم حداد، هل مازالت تلك العلاقات موجودة أم تغيرت الظروف ومازلتم أصدقاء؟
٭ الذي يجمعنا حلاوة ومرارة كبيرة، نحن مع بعضنا البعض منذ ستون عاما عمر طويل وتجربة كبيرة، عندما كنا بفرقة المسرح الجامعي، كان التباين واضحا، الموضوع ليس وجود علاقة صحيحة ونظيفة، هناك منافسة ولاتزال، ولا أتوانى في التصفيق لهم عندما أشاهد أعمالهم الجميلة والقيمة.
وماذا عن الشائعات في حياتك؟
٭ هناك فنانون كثر تعرضوا لشائعات وصلت حد الموت مثل دريد لحام والفنانة منى واصف واسعد فضة وعباس النوري وثقت لك صور بأنك تعرضت لانفجار في السبع بحرات بدمشق، كيف تعاملت مع هذه الشائعات؟
٭ هذه شائعات لها علاقة بالسوشيال ميديا، بيحبوا يتسلوا، مرة استلموا الزميل بسام كوسا، وأيمن زيدان أكثر من مرة وياسر العظمة، وهذه الإشاعات شبيهة بالصفحات المستعارة على مواقع التواصل، أنا عباس النوري لا أقف عندها، وكنت أرد على من يتصل لبيان صحة الخبر من عدمه، ترى وين العزاء من أجل ان أقوم بالواجب.
إلى أي مدى يتدخل عباس النوري بخيارات أولاده ميار وريبال ورنيم؟
٭ أنا لا أتدخل بخياراتهم ولا أدخل في هذا الأمر الا إذا سئلت، لأنني امتلك الخبرة أكثر منهم، وهم يتحملون المسؤولية.
هل تشعر بالتقصير تجاه أولادك؟
٭ دائما أخاف أن ينقصهم أي شيء ولا يبوحوا به.
احتفلت مع زوجتك بعيد ميلاد زواجكم الثلاثين، ومازلتم شبابا، سؤالي الوسط الفني عرف عنه الطلاق وتعدد الزوجات، ما سر نجاح هذه المؤسسة الزوجية الطويلة؟
٭ باختصار أنا «تنح»، أشعر بالامتنان لمحبتها ومشاعرها الصادقة، أنا شخصيا عشت مع زوجتي كل تفاصيل الحياة سواء أكانت صغيرة أم كبيرة، وخلال ثلاثين عاما، أنا وعنود كان هناك مرارة مع ابتسامة وحب دائم، ببساطة العائلة قصة نجاح أو فشل، وكل ما رشح من دراسة أولادي وحياتهم اللاحقة كانت ناجحة وأنا حاليا أعيش شعورا غريبا ألا وهو شعور الجد، نعم أنا حاليا صرت جدو.
خلال الأزمة والحرب كمواطن وكفنان برأيك هل تعلمنا؟
٭ لا ما تعلمنا علينا القراءة بشكل كبير، أنا شخصيا لا أرى الحرب «نار وبارود» ومن ينتصر بالأخير صاحب العقل السليم، والنصر لا يكون بالسلاح، وعلينا أن نقرأها بجرأة مع بداية الأزمة، كنا كل فترة تأتينا معطيات فنعود لقراءة الأزمة من جديد، والإعلام بكل أسف لم يكن مواكبا بطريقة مفيدة لنا، ولهذه اللحظة الفضائيات ومراكز الأبحاث طافحة على الشاشات بالمحللين الاستراتيجيين، لكن مع الأسف لا يوجد لدينا عباقرة، لكن لدينا عمالقة وعباقرة لكنهم مختبئون أو لا يسلط عليهم الضوء، كما انه يجب ان تكون هناك مساحة للمواطن ليعبر عما يجول بخاطره، لكن علينا ان نكون منصفين هناك «مؤسسة تاريخ دمشق» لديها مجموعة من الغيورين على تاريخ دمشق، وتعمل على إيجاد الأرشفة الضائعة، كما ان التلفزيون السوري لديه الكثير من الوثائق كذلك ضائعة مثلا تاريخ الانقلابات في سورية لماذا لا تقدم هذه الوثائق وتدرس وتعرض عبر الشاشات الوطنية، وتدرس عبر المناهج المدرسية بشكل موسع ومفصل، ليستطيع أي سوري معرفة تاريخ بلده، ترى من هو شكري القوتلي ومن هو حسني الزعيم وتاج الدين الحسيني والأتاسي، برأي ضياع هذه الوثائق تؤدي إلى العلاقة الخاطئة بين المواطن والدولة، باختصار لا زلنا متمسكين بخطاب الرجعية، وهذا بالتأكيد شكل خطر على ملامح شخصيتنا الوطنية التي حكمت عبر بيانات سياسية حكمت عن طريق العسكر.
ما المطلوب برأيك خلال مرحلة إعادة الاعمار حاليا؟
٭ بداية، علينا إعادة أعمار مؤسساتنا، وعلينا ان نفكر بسورية القادمة، ترى كيف ستكون؟ وللعلم في سورية أربعة عشر دستورا وهي الدولة الثالثة بالعالم التي أنتجت دستورا لنفسها، وسورية هي من اختارت العروبة، وجاءت بملك غير سوري، ودمشق هي التي نادت بالعروبة وفهمتها جيدا، لكنها مع الأسف تراجعت وذهبت لمطارح متخلفة وشبيهة بالخيمة البدوية بعد شوي.
قلت إن علاقتك بالسوشيال ميديا «أُمية»، ترى من يساعدك؟
٭ من يساعدني زوجتي وأولادي بالدخول عليها.
أكثر شيء يجعل عباس النوري سعيدا؟
٭ الحب
من هو قدوتك في الحياة؟
٭ جدي رحمه الله.
أجمل شيء بالحياة؟
٭ بكرا.
أكبر عقبة بالحياة؟
٭ الفشل.
هل يفكر النوري بكتابة مذكراته، أو أشياء مهمة مرت بحياتك، لماذا لا توثقها؟
٭ ببساطة، أنا لا أطرح عباس النوري، أتمنى أن يستفيد من يقرأني ويهمني بالدرجة الأولى أولادي، أحيانا يقرأوني وأحيانا لا.
إلى أي حد حافظ عباس على توازنه؟
٭ أنا إنسان طبيعي، ولا اعرف أن أكون خارج الحياة، وأتصرف بشكل طبيعي، وعباس إنسان طيب وبسيط ولا أرى الإنسان كبيرا إلا من خلال أعماله وتربيته.
مما حرمك التمثيل؟
٭ هل أثرت على عباس دراسته التاريخ بدلا من ان تكون أكاديميا وخريجا من المعهد العالي للفنون المسرحية؟
٭ الأكاديمية كذبة كبيرة.
عودة إلى سلسلة «باب الحارة»، كنت النجم وبطل تلك السلسلة، لكن استبعدت في الجزء العاشر، هل تابعت العمل وهل ندمت لأنك لم تشارك؟
٭ أبدا لم أندم ولم أتابع العمل صراحة، وأعتبر ان مثل تلك المواضيع إشكالية ونسبية، مسلسل باب الحارة متهم بتشويه صورة المرأة السورية وأريد ان أقول إذا عدنا الى عام 1930 كانت المرأة تسمع كلام زوجها، وترد من خلف الباب ومازالت هناك أبواب مغلقة والمرأة ترد ليومنا هذا من خلف الأبواب، لكن في عام 1920 كانت هناك الشاعرة والكاتبة والمناضلة وصاحبة صالون أدبي السيدة نازك العابد ومثيلاتها كثر، واليوم لدينا نائبة رئيس للجمهورية ووجود السيدة نجاح العطار دليل على قوة واحترام المرأة السورية، وفي المقابل لا استطيع الغاء ممثلة كبيرة بحجم سناء دبسي أو منى واصف، وعلينا الإضاءة على السيدات السوريات بكل المجالات وتدريس تاريخهم وتجربتهم ومازالت المرأة السورية حية في مجتمعها.
لماذا لا تعمل بالسياسة؟
٭ أنا لا أؤمن بالسياسة لذلك لا اعمل بها. إرضاء الناس غاية لا تدرك، والسياسة ابعد ما يمكن عن الفنان، أنا أؤمن بالمشروع الثقافي، لأنه الأبقى. باختصار السياسة هي اللعب بالممكن. والمثال أمامنا، الأزمة، والواقع الذي نعيشه اليوم. من فترة تحولنا إلى دراما موالاة ودراما معارضة، هناك دراما تمول خارجيا وهدفها محاربة البلد، وهناك إعلام للمعارضين وموجود. أنا انظر إليها بأنها نوع من اختيار المواقف، وكل هذه المسميات أضعها تحت معادلة التورط، المعادلة ان يكون الفنان مع البلد أو لا، أنا اعرف نفسي صادقا مع بلدي، واعمل ضمن القوانين والأنظمة وأبحث عن الأفضل لكن مع الأسف المشهد الفني مشهد منقسم!
ما المطلوب من نقابة الفنانين؟ وهل فكرت يوما ان تعتلي كرسي هذه النقابة أو وزارة الثقافة؟
٭ النقابة مهمتها حماية الفنان، ولا أفكر ان أكون نقيبا، ولا بأي منصب آخر.
عرض عليك العديد من الأعمال بمصر.. وحاليا أنت مرشح للعب شخصية احسان عبدالقدوس؟
٭ هذا الكلام صحيح مازلت المرشح للعب الشخصية والمنتج جميل مغازي والمشروع قائم.
لك أعمال ذهبت إلى القنوات المشفرة حدثنا عنها؟
٭ الحصرم الشامي بأجزائه الثلاثة، وأولاد القيميرية، مع الأسف لم تعرض هذه الأعمال على القنوات المفتوحة.
وماذا عن المسرح؟
٭ المسرح كشاف حقيقي لحضور الممثل من عدمه.
برصيدك أكثر من 100 عمل فني سينمائي مسرحي درامي، بالإضافة إلى أعمال تاريخية بيئة شامية مما تخاف؟
٭ أخاف من منع العرض!
وما الجديد؟
٭ انتظروني من خلال عمل انتهيت من كتابته «عودة صفوح» وفيلم سينمائي مرتقب، وطربوش الآغا بالاشتراك من حيث التأليف مع الكاتبة عنود الخالد.